صور.. "اليوم السابع" يرصد مشروع أول وحدة لصناعة السجاد اليدوى بدوينة فى أسيوط

داخل أول وحدة لصناعة السجاد اليدوى بقرية دوينة التابعة لمركز أبوتيج فى أسيوط، تجلس الفتيات والسيدات فى صفوف متراصة بجوار بعضهن البعض، أمام الأنوال الخشبية، وفى حنكة ودقة متناهية يمزجون الخيوط فى كل الاتجاهات أشبه بخلية النحل التى لا تكل ولا تمل، كى تخرج فى النهاية سجادة يدوية مزخرفة يتم ترويجها وبيعها بآلاف الجنيهات.

المبرد والموس، هى الأدوات التى تستخدمها صانعات السجاد فى العمل، الأول لـتنعيم الخيوط، والثانى لـقطع الزوائد، لصناعة صورة طبق الأصل من لوحة أمام أعينهم ينظرون إليها وينفذونها بالخيوط بناء على تعليمات المدرب الذى يلاحظهن من حين لآخر، حرفة شاقة قررت المشاركات امتهانها على خلاف الأسباب التى دفعتهم لذلك، إلى أنهن احتفظن بقدرة السيدة الصعيدية على امتهان الحرف والعمل مهما كانت صعوبته...اليوم السابع انتقل للقرية للتعرف عن قرب على مراحل عمل السجاد اليدوى.

أنا سمعت عن مشروع السجاد، فقلت أروح اشتغل عشان عيالى، تضيف وردة محمد ثابت، أرملة وتعول أسرة مكونة من 6 أفراد أكبرهم بالصف الأول الإعدادى، أنها فرحت جدا بالتدريب فى المشروع وتعلم صناعة السجاد، أنا فرحت وتعلمت إزاى أعمل نسيج، وبعد كدة ممكن أجيب نول فى بيتى، وأفيد أسرتى وبلدى، وأكسب فلوس خير ليا ولعيالى.

فيما نوهت حنان على عبدالعال، ربة منزل أخرى من قرية دوينة التابعة لمركز أبوتيج، بمقابلة صعوبة فى البداية من قبل أهل زوجها المتوفى، بعد سماعها عن مشروع السجاد، ولكن تحدت الظروف وبدأت فى تعلم حرفة تستطيع من خلالها جنى بضع الجنيهات، حيث إنها تعول أسرة مكونة من 7 أبناء، ومنها توجهت إلى مقر المشروع وقدمت وتم قبولها.

 وبدأت فى تعلم حرفة صناعة السجاد اليدوى، بداية من التعرف على الأدوات المستخدمة فى صناعة السجاد اليدوى، وتنسيق الألوان فى الخيوط، وكيفية نسيج الخيوط، وتحلم حنان بعمل مشروع خاص بها تؤمن به مستقبل أولادها، وتحلم بامتلاك نول فى بيتها.

ليلى عبدالحفيظ على، سيدة أخرى مشاركة فى مشروع السجاد اليدوى، تذكر أنها جاءت لتتعلم حرفة جديدة، كى تستطيع زيادة دخل أسرتها، خاصة أن زوجها عامل يومى، ولديها 8 أبناء وظروف المعيشة صعبة للغاية، تستيقظ ليلى فى الرابعة فجرا، تقوم بتجهيز المنزل وإيقاظ زوجها، وبعد انتهاء واجباتها المنزلية تتوجه إلى مقر صناعة السجاد، وتمكث هناك من الساعة الثامنة وحتى الثالثة عصرا، إنى أتعلم حرفة مش عيب، ولازم الواحد يحاول يعمل حاجة تنفعه وتنفع عياله وتنفع بلده.

نورا حسن هاشم، نموذج أخر لطالبة فى المرحلة الثانوية، قررت استغلال فترة الإجازة الصيفية فى عمل مناسب، وحرفة جميلة تمتهنها طوال فترة الإجازة، وتكسب منها أموال فى ذات الوقت، لذلك قررت العمل فى مشروع السجاد اليدوى.

لم يقتصر العمل على هؤلاء فقط، إذ انضمت للمشروع آية خليفة، طالبة بالفرقة الثالثة بكلية التجارة، وقررت خوض التجربة أيضا وتعلم حرفة صناعة السجاد اليدوى مع الدراسة الجامعية، والاستفادة من خبرات التعلم فى صنعة تنفعها بعد ذلك، وتقول لا تقتصر الخبرة على الدراسة فقط، بل لا تمانع فى تعلم حرفة بجانبها، موجهة رسالة لكل الطالبات مش شرط علشان بتدرسى أو فى كلية إنك متتعلميش حرفة تنفعك وتعملك مشروع بعد كده يزود دخلك.

تعلمت مسك الإبرة والغرزة، توضح عبير محمود، حاصلة على دبلوم تجارة، وإحدى المتدربات فى المشروع، أنها تعمل وتبذل مجهودا بعد التعليم، وتحب التعلم أكثر وتدرب فتيات القرية بعد ذلك.

أنا جاى هنا عشان أدرب الفتيات، يقول أحمد ماهر، مدرب السجاد اليدوى بالمشروع، إنه يعود على الفتيات بالنفع ومحاربة البطالة، وتشتمل مراحل التعليم على عملية لف الخيوط على المنوال، وتكون الخيوط سادة، ثم البدء فى عمل رسومات وخيوط ملونة لتبرز شكل السجاد فى النهاية، وأتمنى من جميع الفتيات العمل فى المشروع وبذل الجهود، مشيرا إلى أنه نحو 150 فتاة يتدربون على إنتاج سجادة يدوى، بداية من برواز النول وشد الخيوط، نهاية بتنسيق الألوان لإخراج شكل السجادة النهائى.

أما عن مؤهل الفتيات، فلا يوجد مؤهل معين لضم الفتيات المتدربات، فمنهم الحاصلة على الشهادات، ومنهم المؤهل المتوسط، لافتا إلى أن السجادة الواحدة تستغرق من 3 إلى 6 شهور مدة عمل، وتعتمد على سرعة النسيج نفسه.

يقول ممدوح الشربينى، مدير مشروعات بغرفة صناعة الحرف اليدوية والمشرف على مشروع وحدة أبوتيج لصناعة السجاد اليدوى، أن المتدربات تحصل على مكافآت شهرية لتحفيزهم على التدريب تصل إلى 250 جنيها فى المرحلة الأولى، أما المرحلة الثانية ومدتها 6 شهور تحصل المتدربات على 350 جنيها كل شهر، والمرحلة الإنتاجية ومدتها 6 شهور أيضا تحصل المتدربات على 500 جنيه كل شهر.

ويضيف الشربينى، أن التدريب يشمل 150 فتاة داخل محافظة أسيوط، ويتعلموا صناعة السجاد اليدوى، كما أن صناعة الحرف اليدوية هى المنوط بها ترويج المنتجات وتسويقها.

ويشرح مدير المشروعات، أن المشروع مقسم إلى 3 مراحل، وهى تجهيز 3 أماكن لتدريب الفتيات، والمرحلة الثانية هى تدريب ابتدائى على كيفية قراءة التصميمات داخل المشروع إزاى تعرف تستخدم النول، والمرحلة الثالثة وهى قدرة المتدرب على العمل وإنتاج منتج جيد.

أما وحدة التدريب، فهى وحدة مستمرة تتماشى مع خطة الدولة 2030 لتنمية المشروعات الصغيرة وخلق فرص عمل للسيدات والفتيات والمساهمة فى التطوير الاقتصادى داخل المجتمع المصرى، كما أنه من الخطوات التنفيذية النهائية لمشروع وحدة إنتاجية للسجاد بمركز أبوتيج بمحافظة أسيوط، مشيرًا إلى أن الوحدة تضم 150 متدرب لمدة عامين بتكلفة 2 مليون و800 ألف جنيه.

ونوه بأن الوحدة تعد نتاج تعاون مشترك بين الغرفة وبنك الإسكندرية ومؤسسة ساويرس، وجهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، مؤكدًا أن المشروع يعد الأول من نوعه على مستوى الجمهورية وبعد تجارب ناجحة قبل بدايته لضمان نجاحه على أكمل وجه، تم تنفيذه تحت رعاية وزارة التجارة والصناعة، مؤكدًا أن الغرفة تستعد لتكرار تلك التجربة بالصعيد للحد من البطالة والفقر والعمل على تنمية الصعيد.

مشروع أول وحدة لصناعة السجاد اليدوى (24)

مشروع أول وحدة لصناعة السجاد اليدوى (25)

مشروع أول وحدة لصناعة السجاد اليدوى (26)