سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 5 سبتمبر 1969.. هيكل يقدم إلى عبدالناصر تقريرا مزودا بالصور عن لقائه والوفد المصرى بالقذافى وقيادات الثورة الليبية

الأربعاء، 05 سبتمبر 2018 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 5 سبتمبر 1969.. هيكل يقدم إلى عبدالناصر تقريرا مزودا بالصور عن لقائه والوفد المصرى بالقذافى وقيادات الثورة الليبية هيكل وعبد الناصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عاد محمد حسنين هيكل من بنغازى فى ليبيا إلى القاهرة يوم 5 سبتمبر «مثل هذا اليوم عام 1969» ليقدم تقريره إلى الرئيس جمال عبدالناصر عن قادة الثورة الليبية، وكان التقرير مزودا بالصور التى التقطها مصور الأهرام، حسبما يؤكد سامى شرف، مدير مكتب الرئيس، فى الجزء الرابع من مذكراته، وذلك بعد اللقاء الذى تم بين الوفد المصرى، برئاسة فتحى الديب والملازم أول معمر القذافى قائد الثورة ورفيقيه، النقيب مصطفى الخروبى، والمقدم آدم حواس يوم 4 سبتمبر بالمقر التابع للسفارة المصرية فى بنغازى، وكان ظهور القذافى والكشف عن شخصيته كقائد للثورة فى هذا اليوم هو الأول منذ قيام الثورة يوم 1 سبتمبر «راجع ذات يوم 1، 2، 3، 4 سبتمبر2018».
 
حمل هيكل تقريرا آخر لـ«الديب»، ويذكر فى كتابه «عبدالناصر وثورة ليبيا»، أن تقريره تضمن كل ما حدث منذ وصوله إلى بنغازى، واختتمه بانطباعاته الأولية التى تلخصت فى: 
 
1 - تشكيل الضباط الوحدويين الأحرار «التنظيم الذى قام بالثورة» يضم ضباطا صغارا، ليسوا على دراية بممارسة السلطة ومواجهة ظروف ما بعد الثورة لانشغالهم الكلى بالتصدى لمشاكل الجيش، ومشاكل التأمين الداخلى فى مجال الاحتياجات التموينية اليومية المتعلقة بمصالح الجماهير.. 2 - السلطة كلها مركزة فى يد مجلس قيادة الثورة، ولم يتم توزيع الاختصاصات بعد ليمارس كل مسؤول عمله فى مجال اختصاصه.. 3 - الواضح حتى الآن وبشكل مؤكد، أن الشخصية المتزنة الواعية بكل مشاكل ما بعد الثورة ومتطلبات العمل فى المرحلة القادمة هو قائد الثورة شخصيا ملازم أول معمر القذافى، وإن كانت حاجته إلى المشورة والمساعدة فى اتخاذ الخطوات الإيجابية لتأمين الثورة أمرا حيويا وضروريا، وهو يشعر به ويفتقده فى زملائه.. 4 - رغم مضى أربعة أيام على قيام الثورة فإن القائمين بها مازالوا فى مرحلة تقييم لخطوط الحركة المستقبلية، ونحن فى انتظار خطواتهم الإيجابية فى مجال تخفيف القيود على حركة الجماهير اليومية كيلا تشعر بمواجهتها لمرحلة كبت جديدة.. 5 - الموقف لا يزال غير مطمئن، ويحتاج إلى بذل جهود كبيرة فى مجال التأمين الداخلى، وإن كان الواضح حتى الآن أن قوات الجيش متماسكة ومسيطرة».
 
عاد هيكل على الطائرة التى سافر بها الوفد المصرى، ومعه ممثل السودان، وزكريا نيل الصحفى بالأهرام، والمصور الصحفى، ويؤكد سامى شرف أن تقرير الديب كان فيه أسماء مجلس قيادة الثورة وهم: معمر القذافى، عبدالسلام جلود، عبدالمنعم الهونى، مصطفى الخروبى، أبوبكر يونس جابر، الخويلدى الحميدى، مختار القروى، محمد نجم، عوض حمزة، بشير هوادى، محمد المقريف، عمر المحيشى.
 
يتحدث هيكل عن هذه الزيارة فى مقاله «حوارات مع القذافى» المنشور بمجلة «وجهات نظر– مايو 1999 – القاهرة»، ويختلف فى ذكر التواريخ عما يذكره «الديب» و«شرف»، ففيما يتفق الاثنان على أن سفر الوفد المصرى كان يوم 3 سبتمبر 1969، واللقاء بالقذافى كان يوم 4 سبتمبر، يذكر هيكل أنه كان فى نفس يوم الإعلان عن الثورة «1 سبتمبر: فى الساعة السابعة والنصف مساء وجدت نفسى على متن طائرة حربية مصرية تقلع من مطار ألماظة فى اتجاه الحدود الليبية.. وفى الساعة الحادية عشرة والنصف وجدت نفسى فى القنصلية المصرية فى بنغازى، وقيل لى إن رئيس مجلس قيادة الثورة قادم إلى لقائى فيها، وبعد قرابة نصف الساعة أقبل جمع من الضباط الشبان، أربعة أو خمسة تقدم أحدهم نحوى قائلا: لا أصدق أنك هنا»، ثم قدم نفسه معمر القذافى «نطقها الجذافى».
 
يكشف هيكل جانبا من حوارهما قائلا: «كان سؤاله الأول: كيف حال الرئيس جمال؟ طمئنا عليه، قلت له: إن الرئيس جمال هو الذى يريد أن يطمئن عليكم.. وقال: اقترح بعض الإخوان أن نتصل به قبل قيام الثورة لكنى آثرت أن لا نفعل، كنا سوف نحرجه بمجرد إخطاره، وكنا إذا لا سمح الله فشلنا فيما اعتزمناه سوف نلقى عليه المسؤولية، ولذلك فضلنا أن نفعل ما هيأنا أنفسنا له ونفاجئه بالنجاح إذا تحقق».
 
يضيف هيكل: «حتى الساعة السادسة صباحا كنت ما أزال أستمع إليه، وأسأله ويجيب، وأحاوره ويناقش، وعدت إلى القاهرة قبل الظهر، وكانت هناك رسالة من عبدالناصر بأن أتوجه إليه فى بيته مباشرة، ودخلت عليه وكانت الأسئلة تطل من عينيه قبل أن تجرى على لسانه، وقلت له: «عندى مشكلة»، وسألنى إذا كنت وجدت لديهم ميولا حزبية أو عقائدية من أى لون؟، وقلت له: «على العكس.. مشكلتك أنهم رجالك»، وأحسست أنه استراح بأعصابه ولم يسترح بفكره، وسألنى: «أين المشكلة إذن؟، قلت: لأنك الآن أمام شباب برىء إلى درجة محرجة وشباب رومانسى إلى درجة خطرة»، يؤكد هيكل: «كان عبدالناصر فى شوق إلى التفاصيل، وجلسنا لحديث متدفق وغزير أكثر من أربع ساعات».









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة