سعيد الشحات يكتب:ذات يوم 4 سبتمبر 1969.. القذافى يظهر للمرة الأولى للوفد المصرى فى بنغازى بأفرول وبندقية رشاشة ويغضب من تصوير «الأهرام» له

الثلاثاء، 04 سبتمبر 2018 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب:ذات يوم 4 سبتمبر 1969.. القذافى يظهر للمرة الأولى للوفد المصرى فى بنغازى بأفرول وبندقية رشاشة ويغضب من تصوير «الأهرام» له القذافى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت الساعة العاشرة والنصف صباح 4 سبتمبر «مثل هذا اليوم 1969»، حين حضر إلى فرع السفارة المصرية فى بنغازى بليبيا النقيب مصطفى الخروبى والمقدم آدم حواس يصحبهما ضابط برتبة ملازم أول، حسبما يذكر فتحى الديب مسؤول الشؤون العربية فى رئاسة الجمهورية فى كتابه «عبدالناصر وثورة ليبيا».
كانت الثورة الليبية ضد حكم الملك إدريس السنوسى فى يومها الرابع، وكان الوفد المصرى برئاسة «الديب» يواصل لقاءاته فى بنغازى.. «راجع ذات يوم 1 و2 و3 سبتمبر 2018»، وفى 4 سبتمبر حدث أول لقاء مع قائد الثورة، ويؤكد الديب أن النقيب مصطفى الخروبى قدم له الضابط الملازم أول قائلا: «الملازم أول معمر القذافى رئيس مجلس قيادة الثورة وقائدها»، ويتذكر الديب: «كان يرتدى الأفرول الميدانى ويحمل بيده بندقية رشاشة، وصافحته مهنئا، ومقدما نفسى إليه، ثم قدمت باقى أعضاء الوفد المرافق لى، والعميد محمد عبدالحليم ممثل الرئيس السودانى اللواء جعفر نميرى الذى حضر معنا على متن نفس الطائرة».
 
دار الاجتماع فى صالون السفارة، ويؤكد «الديب»: «صحبنا محمد حسنين هيكل لتغطية الأحداث الجديدة صحفيا»، ويؤكد سامى شرف مدير مكتب الرئيس عبدالناصر فى الجزء الرابع من مذكراته، أن تعليمات الرئيس كانت أن يعود هيكل بعد أول اجتماع برجال الثورة لإبلاغه بانطباعاته هو وأعضاء الوفد عن شخصيات العهد الجديد، ويكشف «شرف»: «قام مصور جريدة الأهرام الذى كان بصحبة هيكل بالتقاط مجموعة صور، لكن ذلك أثار اعتراض القذافى لأنه لا يرغب فى الإعلان عن شخصيته فى الوقت الحالى، فطمأنه هيكل مشيرًا إلى أن الصور ليست للنشر، وإنما سترسل إلى الرئيس جمال عبدالناصر ليتعرف بواسطتها على قائد الثورة».
 
بدأ الاجتماع بتسليم «الديب» رسالة مكتوبة من عبدالناصر وأخرى شفوية للقذافى، وقدم العميد محمد عبدالحليم رسالة الرئيس السودانى جعفر نميرى، وشهدت مفارقة يؤكدها «الديب وشرف» حيث كانت موجهة إلى العقيد «سعد الدين أبوشويرب» الذى أذيع فى البداية أنه قائد الثورة، واعتذر «عبدالحليم» عن هذا، وأستاذن القذافى فى أن يسمح له بتصحيح الاسم.
 
أما رسالة عبدالناصر، فلم توجه إلى اسم بعينه، وحسب شرف فإن الرئيس هو من أملاها، ونصت: «الأخ الكريم رئيس مجلس قيادة الثورة.. يسعدنى باسم شعب الجمهورية العربية المتحدة، وباسمى أن أتوجه إليكم وإلى رفاقكم فى النضال بأطيب تحية مصحوبة بأمنياتنا الصادقة أن يوفقكم الله وأن يكلل جهودكم بالنجاح، التى هى أهل له من أجل حرية الشعب الليبى وعزته وتقدمه الكامل، وهى الأهداف التى كانت بغير جدال دافع ثورتكم المجيدة ومحرك أملكم العظيم.. إن انطلاقة الثورة كانت وستكون موضع اعتزاز وفخار للأمة العربية كلها وللإنسان العربى المعاصر، وكلاهما يواجه الآن مرحلة من الكفاح هامة وحاسمة، ولقد رأيت أيها الأخ الكريم أن أبعث إليكم بهذه الرسالة تعبيرا عن تأييدنا غير المحدود للثورة الليبية وإيمانا بوحدة العمل والمصير العربى، ولك أن تثق ثقة مطلقة أن الشعب المصرى معكم بمشاعره وبكل قدراته وطاقاته».
 
كان توجيه الرسالة دون تسمية دليلا على أن قائد الثورة لم يكن معروفا وقت كتابتها، ويذكر«الديب» أن القذافى قرأ الرسالتين ثم تحدث كاشفا: «يتكون مجلس الثورة من صغار الضباط، وأنه بدأ مع زملائه التفكير فى الثورة منذ دراستهم الإعدادية والثانوية، وأنه وأعضاء مجلس الثورة يؤمنون بضرورة تقديم كل المساعدات والإمكانات للجمهورية العربية المتحدة، وألا يأخذوا منها، ووجوب أن تكون الثورة كسبا لكل العرب، وإمكانات ليبيا البترولية وموقعها الاستراتيجى لابد أن تساهم فى حرب التحرير، وحتمية تحقيق الوحدة، وأن الحزبية تعنى تفتيت الجهد العربى، والقواعد العسكرية الأجنبية ليست مشكلة صعبة ولابد من التخلص منها، والشعب الليبى يكره كلمة الاشتراكية لشكه فى مفهومها، ولكن الشىء المطمئن للشعب أن مبادئها ناصرية، وأن الثورة على استعداد لمقاومة أى تدخل بريطانى، مهما كلف الأمر من تضحيات، والوحدة العربية مطلب ملح، وإن كان المعروف أن الرئيس جمال عبدالناصر لا يرضى بالوحدة الفورية غير المدروسة، ولكنه وزملاءه مصرون على ضرورة الوحدة الفورية مع الجمهورية العربية المتحدة بغض النظر عن النتيجة، ويمكن أن تتم الوحدة دون الإعلان الرسمى عن طريق توحيد التعليم وتعاون الأجهزة فى البلدين وتبادل الخبرات».
 
يؤكد «الديب» أن القذافى ركز طوال حديثه على أنه يطرح هذه الأسرار رغم قرارهم بعدم نشرها، لكنهم مؤمنون بأننا سنحافظ على سريتها، وضرورة إيضاح الصورة التفصيلية للموقف للرئيسين عبدالناصر ونميرى، وانتهى الاجتماع فى الواحدة والنصف بعد الظهر، ليتوجه القذافى إلى مكتبه لإعداد خطابين لعبدالناصر ونميرى، وأعد الديب تقريرا إلى عبدالناصر حمله «هيكل» الذى عاد فى اليوم التالى.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة