وأوضحت الصحيفة (في تعليق لها على موقعها الإلكتروني) أن إغلاق القنصلية، وهي واحدة من ثلاثة مراكز أمريكية في البلاد، جاء في أعقاب هجومين صاروخين على الأقل كانا يستهدفان السفارة الأمريكية في بغداد والقنصلية في البصرة هذا الشهر، ورغم أن الصواريخ لم تتسبب في أي أضرار سوى بعض الخسائر الطفيفة في المنشآت، أدت هذه الأحداث إلى تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران في الوقت الذي يحاول فيه العراق تشكيل حكومة جديدة.


وعلى مدار الأسبوع الماضي، أبرزت الصحيفة أن العديد من المسئولين الأمريكيين أصدروا تحذيرات بشكل متزايد لإيران بأن الولايات المتحدة سترد بقوة على أي تهديدات لمصالحها في الشرق الأوسط، فيما حذر مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون إيران - في خطاب يوم الثلاثاء الماضي- بأنه سيكون هناك "جحيم" إذا استمرت في مضايقة الولايات المتحدة أو حلفائها.


وأشارت الصحيفة إلى أن مثل هذه المناورات التي تشبه قعقعة السيوف تأتي بالتزامن مع استعداد وزارة الخزانة الأمريكية لتنفيذ مجموعة جديدة من العقوبات الاقتصادية في نوفمبر المقبل تستهدف قطاع النفط الإيراني.


وفي العراق، قالت الصحيفة إن كبار مندوبي الولايات المتحدة وإيران يتنافسون من أجل وضع حلفائهما في المناصب الكبيرة مثل رئيس الدولة ورئيس البرلمان ورئيس الوزراء، ولكن منذ الانتخابات الوطنية التي أجريت في مايو الماضي، لم تتمكن أي بلد منهما من تقديم الدعم الكافي لشغل مثل هذه المناصب، وقد أبدى محمد الحلبوسي، الذي اختاره البرلمان العراقي رئيسا له، استعداده للعمل مع كلا الطرفين، رغم أن صعوده جاء على حساب المرشح الأمريكي المفضل. 


وأضافت الصحيفة أن "السباق بين إيران والولايات المتحدة لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة أثار حفيظة الكثير من العراقيين، الذين يرونه تدخلا غير مناسب في شئون بلدهم ونتاجا ثانويا خطيرا لحملة واشنطن لعزل طهران سياسياً واقتصادياً".


بدوره، قال مسؤول أمني عراقي رفيع المستوى، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن قرار إغلاق القنصلية في البصرة لا يبدو مدفوعا بأي تهديد معقول تشكله إيران أو الميليشيات التي تدعمها.