كثير من النساء التى سلكن العمل السياسى قررن كسر القواعد والبروتوكول لتظهرن برفقة مواليدهن فى أماكن العمل، وربما أكثر ما أثار الجدل هن عضوات البرلمان اللاتى ظهرن برفقة أبنائهن داخل جلسات البرلمان، وكان آخرهن رئيسة الوزراء النيوزيلندية التى تعتبر أول سياسية تصطحب طفلتها إلى الأمم المتحدة، ولم يكن الحضور لمجرد إرضاع الطفلة بل جلبت لها أيضا كارت دعوة رسمية لحضور قمة السلام ضمن انعقاد الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وتفاخرت بإحضار طفلتها للأمم المتحدة فى حديث لها ببرامج توك شو فى أمريكا قائلة إنها أول امرأة تحضر طفلتها للأمم المتحدة، مثلما قالت إنها ثانى قائدة دولة فى التاريخ تنجب وهى فى المنصب بعد بينظير بوتو رئيسة وزراء باكستان الراحلة.
رئيسة وزراء نيوزيلندا
لم تكن "جاسيندا" أول سياسية تغلب الأمومة على السياسة فقد سبقتها بعدة أشهر الأسترالية لاريسا ووترز التي كسرت قواعد البرلمان الأسترالي لتكن أول نائبة برلمانية تظهر برفقة طفلتها البالغة شهرين فقط داخل جلسات البرلمان وتقوم بإرضاعها، ما لفت إليها الأنظار، فبالرغم من أن اصطحاب الأبناء لم يكن ممنوعا بالبرلمان الأسترالي بشكل قانونى، إلا أن العادة جرت أن لا تصطحب النائبات أبنائهن معهن للبرلمان، لتكسر ووترز، بظهورها برفقة طفلتها هذه العادة.
ورحب أعضاء البرلمان بالطفلة وعلى الرغم من معارضة البعض مرجعين ذلك لتعارضه مع قانون من القرن التاسع عشر يمنع تواجد الأطفال فى مبنى البرلمان إلا أن المعارضة لم تستمر طويلا.
وفى كندا أيضا تكرر الموقف عندما قامت كارينا جولد النائبة البرلمانية بإرضاع طفلها أثناء جلسة الاستماع فى يونيو 2018 ولكنها تلقت انتقادات حادة على عكس ما حدث فى أستراليا، فدافعت عن موقفها قائلة: "لا يوجد عيب فى إرضاع طفل لأنه يجب عليه أن يأكل وأنا على التصويت فى البرلمان".
وحتى رئيس وزراء كندا، جاستن ترودو رحب بوجود الطفل وقام بحمله فى مبنى البرلمان.
كارينا جولد مع رئيس وزراء كندا
جدل حول رضيعة بالبرلمان الإسبانى
أثارت النائبة البرلمانية كارولينا بيسكانا الجدل باصطحاب ابنتها ذات الخمسة أشهر برفقتها لإحدى جلسات البرلمان الإسبانى، وأكدت حينها على أن ما فعلته هو لدعم جميع النساء من أجل الاعتراف بحقهن فى اصطحاب أبنائهن إلى العمل، مشيرة على أن إنجاب المرأة لطفل لا يعنى أن تبتعد عن عملها.
النواب فى البرلمان الإسبانى يلعبون مع الطفلة
فيتوريا تقتحم البرلمان الأوربى
واستكمالا لقصص الامهات اللاتى غلبتهن مشاعر الأمومة وتغلبت على عملهن السياسى، فقد دخلت الطفلة فيتوريا التاريخ كأصغر طفلة في العالم نائبة في البرلمان الاوربى، حيث بدأت القصة في سبتمبر 2010 عندما قامت النائبة الإيطالية ليسيا رونزولي، البالغة من العمر 36 عاما بإدخال طفلتها معها إلى البرلمان الأوروبى وكان عمرها 6 أسابيع فى لفتة إنسانية من أم تحب طفلتها وقد حضرت حاملة رضيعتها حول ظهرها بعدما قامت بتثبيتها بقطعة من القماش. ووضعتها مجلة لوفيجارو الفرنسية فى المركز الثالث على قائمة النساء الأكثر تأثيرا فى العالم .
الطفلة فيتوريا
وصف الكثيرون النائبة ليسيا رونزولى، أنها شخصية فريدة من نوعها منذ أن تخرجت من الجامعة تخصصت فى علم النفس ثم اشتغلت ممرضة بمستشفى جالسيا بميلان فى إيطاليا إلى أن أصبحت مديرة المستشفى ومن ثم دخولها إلى البرلمان. حيث تم ترشيحها فى عام 2008 كعضوة فى حزب الحرية ثم فى عام 2009 فازت بمقعد فى البرلمان الأوروبى بـ 40 ألف صوت وانضمت بعد ذلك إلى حزب الشعب الأوروبى، بالإضافة إلى عضويتها فى لجنة حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين واللجنة الفرعية لحقوق الإنسان.
ألمانيا .. موقف مأسوى
النائبة الألمانية
فى ألمانيا كان الموقف مأسوى حيث تعرضت النائبة مادلين هينفلينج للطرد من برلمان ولاية ثورينجيا هى وطفلها البالغ من العمر 6 أسابيع فى أغسطس 2018 لأنها حاولت إرضاع الطفل فى البرلمان، وتسببت الحادثة فى تعليق الجلسة لمدة 30 دقيقة حتى تم حل المشكلة بإعادة التأكيد على أن القانون لا يسمح بوجود أطفال داخل البرلمان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة