أثار ملف تجميل الميادين بمحافظة الإسكندرية جدلا واسعا ، خاصة وأن الإسكندرية من المدن العريقة تراثيا وثقافيا وتحتل الميادين بها أهمية كبرى نظرا لانها مدينة سياحية بالدرجة الأولى.
وأثار المف الجدل على مدار السنوات الأخيرة نظرا للعشوائية فى إدارة الملف، الذى تشابكت فيه المسؤلية بين عدة جهات معنية ، منها محافظة الإسكندرية ، ووزارة الثقافة ، ووزارة الاثار ، جهاز التنسيق الحضارى.
عشوائية تجميل الميادين تسطير على الإسكندرية
وتنوعت العشوائية فى إدارة ملف تجميل ميادين الإسكندرية ما بين إسناد تجميل الميادين الكبرى الى عدد من الشركات الاستثمارية مقابل وضع لوحة إعلانية كبرى لتلك الشركة ، دائمة على الميدان ، بما أدى الى إثارة الجدل والاستياء نظرا لسوء أداء تلك الشركات ووضع تماثيل شوهت الميدان العام ، كما ظهرت العشوائية فى تبرع بعض الاشخاص و الجهات أو رجال الاعمال بعمل تجميل و تطوير للميدان دون العودة الى الجهات المختصة ، بالإضافة إلى أعمال الصيانة التى تتم من خلال خلال الاحياء المختلفة و بالامكانيات المحدودة للحى ، وأحيانا الاستعانة بطلاب كليات الفنون الجميلة بالإسكندرية ، بما أدى فى النهاية الى عشوائية فى إدارة ملف التجميل ، وبدأ أى أهمال وخلل فى تجميل تلك الميادين حتى ولو بصورة طبيعية يثير الاستياء والجدل الواسع ، هو ما حدث بالإسكندرية فى حادثتى التهدم الجزئى لتمثال " كاتمة الاسرار" و " بائع العرقسوس" بفعل العوامل الجوية على الرغم من أعمال فنية من الفيبر والبلاستيك و ليست أثرية أو تراثية.
إستعانة محدودة بكلية الفنون الجميلة وأخر حصر تم فى 2006
ويقول الدكتورهشام سعودى ، عميد كلية الفنون الجميلة السابق بالاسكندرية، أنه شارك فى تجميل بعض الميادين وكانت الاستعانة به من خلال لجنة مشكلة تهتم بالعمل على تطوير اليادين بشكل علمى وحضارى ، حيث تم تطوير ميادان الشهداء بجوار محطة قطار الإسكندرية وتطوير ميدان تمثال سعد زغلول بالمنشية.
وأوضح فى تصريحات خاصة لـ" اليوم السابع" أن تطوير الميادين يجب أن يكون بشكل علمى ويراعى القيمة الحضارية والثقافية لمحافظة الإسكندرية ، مشيرا الى ضرورة أن الابعاد الثقافية والحضاررية والتراثية للمنطقة التى يوجد بها الميدان وإنتقاء ما يناسبها من أعمال تجميلية ، مشيرا إلى أن الاستعانة بكلية الفنون الجميلة لتجميل ميادين الإسكندرية كان منذ سنوات عديدة وبشكل محدود وحاليا لا يتم الاستعانة بالكلية ، وأصبح الامر يتسم بالعشوائية ، فى توكيل شركة ما بتطوير وتجميل ميدان أو عدة ميادين مجتمعة مقابل وضع العلامة التجارية للشركة ، أو توكيل المهمة الى رجل أعمال أو شخص ما دون العودة الى الجهات المختصة وأهمها جهاز التنسيق الحضارى.
وفى نفس السياق أكد الدكتور محمد عوض ، رئيس اللجنة التراثية بمحافظة الإسكندرية فى تصريحات خاصة لـ" اليوم السابع " أن الإسكندرية أخر حصر للميادين الموجودة بها والاعمال الفنية بالميادين كان فى عام 2006 وتم إعتماده من مجلس الوزراء فى عام 2008 ومنذ ذلك التاريخ لم يتم إجراء أى حصر للميادين مرة أخرى.
الأثار تعمل على تسجيل 4 تماثيل تراثية أهمها تمثال محمد على
من جانبة أكد مصدر مسئول بإدارة الآثار بالإسكندرية ، أنه تم إتخا إجراءات رسمية ورفع ملف كامل الى وزارة الأثار ، لتسجيل 4 تماثيل بميادين عامة لتتبع وزارة الآثار لأهميتها، وهى تمثال محمد على بميدان المنشية والخديوى اسماعيل بمنطقة كوم الدكة، ونوبار باشا بمدخل مسرح سيد درويش، وسعد زغلول بمنطقة محطة الرمل.
وأضاف فى تصريحات خاصة لـ" اليوم السابع" ، أنه جارى إتخا قرار بشأن التماثيل الاربعة وضمها الى وزارة الأثار لاهميتها ، مشيرا إلى أنه حاليا يتم مراعاة الحفاظ على تلك التمثايل لحين الانتهاء من تسجيلها بشكل رسمى.
وحول ترميم وصيانة تمثال سعد زغلول الذى يتم حاليا من خلال حى وسط الإسكندرية، قال أنه لم يتم التنسيق بشكل رسمى مع إدارة الاثار المنوط بها ذلك ، خاصة الجهه المسؤل عن دراسة التوثيقية الاثرية ليعود التمثال الى شكلة الاصلى ، وعدم الاختلاف فى شكل أو لون التمثال وليس مجرد تجديد وصيانة فقط
صيانة وترميم التماثيل فى الميادين العامة مهمة الأحياء
نظرا لعشوائية تبعية الميادين العامة بين المحافظة وجهاز التنسيق الحضارى والأثار ، فقد القيت مهمة ترميم وصيانة التماثيل على عاتق إدارة الاحياء المختلفة بنطاق المحافظة.
وتقول بهية عبد الفتاح رئيس حى وسط الإسكندرية ، أن حى وسط يهتم بالميادين وصيانة التمثايل لها ، حيث قام حي وسط بوضع نسخة جديدة من تمثال "كاتمة الاسرار "الذى أثار الجدل منذ عام بسبب إختفاؤه من مكانة ،وتم وضع التمثال الجديد في نفس مكان التمثال القديم بحديقة نوبار بميدان الخرطوم بجوار ديوان عام حى وسط و هو عبارة عن تصميم نسخة طبق الأصل من التمثال الأصلي الموجود بمتحف الفنان محمود مختار بالقاهرة بالتعاون مع قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة والمجتمع المدني ، وتم عمل التمثال بالمجان وتوفير سعر الخامات بالتعاون مع المجتمع المدنى.
كما يتم حاليا حى وسط بإجراء صيانة وترميم تمثال سعد زغلول بميدان ، وذلك بالتعاون مع المجتمع المدني وتحت اشراف إدارة المشروعات بهيئة الآثار ، بالإضافة إلى أعمال الصيانة والنظافة والرى وزراعة وغرز النجيل وترقيع للأماكن الخاليه بالحديقة المحيطة بالتمثال بمعرفة ادارة الحدائق بحي وسط
وحول تهدم أجزاء من تمثال بائع العرقسوس بالمنشية .
وأكد اللواء نبيل منصور رئيس حى غرب ، على العمل على إعادة تجميل ميدان البورصة بعد أن أثار تهدم تمثال بائع العرقسوس جدلا واسعا بالإسكندرية ، خاصة وأن التمثال ليس أثريا ومصنوع من الفيبر والبلاستيك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة