دعا الرئيس اللبنانى ميشال عون إلى تشكيل "حكومة أكثرية" فى ضوء ما أسفرت عن نتائج الانتخابات النيابية ووفقا للقواعد المعمول بها، وذلك إذا لم يتمكن لبنان من تشكيل حكومة اتحاد وطنى ائتلافية.. مشيرا إلى أنه "حينها من لا يرغب فى المشاركة فى الحكومة فليخرج منها".
جاء ذلك فى تصريحات صحفية أدلى بها الرئيس اللبنانى لدى عودته إلى بيروت، عقب ترؤسه وفد لبنان فى الجمعية العامة للأمم المتحدة فى دورتها الـ 73.
وقال عون: "من يريد تأليف حكومة يستطيع تأليفها وفقا لقناعاته والمقاييس والمعايير المتماثلة لقانون النسبية، وإذا استمر البعض فى الرفض تارة والقبول تارة أخرى، فلتؤلف وفقا للقناعات، وإذا شاءت أطراف عدم المشاركة، فلتخرج منها".
وأضاف: "أنا رئيس للجمهورية ولا يمكننى الخروج من الحكومة، لكن قد تخرج الأحزاب التى تؤيدنى منها".. مشيرا إلى أن الوضع قبل سفره إلى نيويورك لم يكن قد استجدت فيه أية حلول فى ما يتعلق بعملية تشكيل الحكومة، وأنه سينظر الآن عقب عودته إلى بيروت إذا ما كان قد تم إعداد صيغة حكومية جديدة ليطلع عليها، وبيان ما إذا كانت تعتمد الوفاق ليتخذ قراره بشأنها.
واعتبر الرئيس اللبنانى أن حل الأزمة المتعلقة بتشكيل الحكومة يكون "بقيام أحد بأخذ زمام المبادرة.. ولكن لست أنا من سيأخذها".. لافتا إلى أن بعض القوى السياسية أنكرت عليه الحق فى عدم قبول تشكيلة الحكومة فى حين أن الأمر منصوص عليه فى الدستور.
وفيما يتعلق بأزمة النزوح السورى، قال عون إن هناك حالة من الإصرار لدى البعض للإبقاء على الموقف الدولى المؤيد لربط عودة النازحين بالتوصل لحل سياسى فى سوريا.
ولفت إلى أن هناك أمثلة كثيرة على تأخر الاتفاق على حلول السياسة لأزمات كبيرة، ومنها القضية القبرصية التى قسمت الجزيرة بين الأتراك واليونانيين ولا يزال الحل السياسى متعذرا، والقضية الفلسطينية التى لا يزال اللاجئون ينتظرون 70 سنة من أجل التوصل إلى حل سياسى "فيما الأمور تزداد سوءا وقد نشهد بين ليلة وضحاها غياب الوطن بالنسبة إلى الفلسطينيين، فضلا عن وقف الولايات المتحدة الأمريكية تمويل وكالة الأونروا لإغاثة اللاجئين رغم أن أسباب وجود هذه الوكالة لم تنتف بعد".
وتطرق إلى الوضع الاقتصادى فى لبنان، واصفا الأزمة الاقتصادية الحالية بأنها صعبة ولكنها رغم ذلك تبقى قابلة للحل.. مضيفا: "يمكننا القيام بالعديد من الأمور فى هذا المجال، وقد بدأنا بمحاربة الفساد بعد أن حاربنا الإرهاب ويجب تنظيف الإدارة، واعتماد الاقتصاد الإنتاجى بدلا من الريعى الذى يؤدى إلى خسارة مؤكدة، والأمثلة على الخسائر كثيرة."
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة