اصطحب الطفل، صاحب السنوات السبع، آلامه إلى مدرسته، غير عابئ بها، ليكون وسط أقرانه فرحا بأول أيام الدراسة، لكنه لم يكن يعلم أنه على موعد مع موجة من "الاستخفاف والاستظراف"، قد تؤثر على شخصيته ومسار حياته كلها.
"محمد" ذلك الطفل "البطل" الشامخ، رغم ضعفه، فى وجه "وحل" وانحطاط الساخرين على مواقع التواصل الاجتماعى، الذين لم يرحموا بكائه واستجدائه "النوم" من مدرسته، ولو أعملوا عقلهم أمام مشهد "طفولة تصرخ" لتعاطفوا معه واستعظموا فعلته، لا الاستهزاء به، والحط من إنسانيته، التى لم تحتمل الآلام فاضطر للبكاء، حيث تعرضت قدمه للكسر منذ 3 أشهر، وفك الجبس قبل ذهابه للمدرسة بيوم.
مَن صور الفيديو، اغتال عمدًا فرحة "محمد" بأول يوم دراسى وسط زملائه، وحوله من عاشق للمدرسة ومتلهف لها، إلى "طفل مش عايز يروح المدرسة تانى، وأهله بيتحايلوا عليه يروح".
ما حدث لـ"محمد" هو نوع من أنواع التنمر، وضحاياه دائما ما يفشلون فى إقامة صداقات، ويميلون إلى الوحدة والانعزال، ويعانون نفسيا واجتماعيا، إذ يقل لديهم الإحساس بالسعادة والتقدير الذاتى، ويزداد الشعور بالقلق وعدم الأمان، وبالتالى قد يتغيبون عن حصص دروسهم، ويزداد تغيبهم عن المدرسة، كما ينخفض أداؤهم الدراسى.
الفيديو جريمة و"اغتيال للطفولة" وانتهاك لحقوق الطفل الواردة بالمواثيق الدولية والقوانين الوطنية، ويخالف قانون الطفل الذى يحظر تصوير أو نشر أى مواد إعلامية تحتوى على مشاهد مسيئة للأطفال أو التشهير بهم، وعلى مؤسسات الدولة التكاتف للتصدى بكل قوة لـ"المتنمرين" ومنع سلوكهم العدوانى ضد الأطفال، وأن ينالوا عقابهم الرادع جزاءً لما سببوه من آثار سلبية، يعلم الله وحده تأثيرها ومداها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة