خالد صلاح يكتب: السيسى وترامب "قمة احترافية"

الأربعاء، 26 سبتمبر 2018 10:00 ص
خالد صلاح يكتب: السيسى وترامب "قمة احترافية" الكاتب الصحفى خالد صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صحيح طبعاً.. 
 
أن القمم الثنائية بين الرئيس عبدالفتاح السيسى، والرئيس الأمريكى دونالد ترامب، تتفرد بأجواء من المودة اللافتة بين الزعيمين على المستوى الشخصى والإنسانى، فهذه اللقاءات المتكررة تشهد حفاوة بالغة من الجانب الأمريكى بالرئيس السيسى، كما تشهد أيضًا اهتمامًا من الزعيم المصرى فى تأكيد احترامه لزعيم أقوى أمم الأرض، وقد تجسد ذلك على نحو لافت فى القمة الأخيرة التى انعقدت فى نيويورك، مساء أمس، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، فالرئيس ترامب حرص على أن يتوجه إلى مقر إقامة الرئيس السيسى، ولم ينتظر لعقد لقاء ثنائى داخل مقر الأمم المتحدة، ولم تمر دقائق على اللقاء حتى خرج ترامب بتغريدة استثنائية تصف اللقاء مع الرئيس بأنه «لقاء عظيم»، ليرد عليه الرئيس السيسى لاحقًا بتغريدة مماثلة يعرب فيها عن تقديره لهذا اللقاء. 
 
لكن الأهم هنا أيضًا..
 
أن منبع هذه المودة هو الأداء السياسى والدبلوماسى الاحترافى الذى يدير به الرئيس عبدالفتاح السيسى ملف العلاقات المصرية الأمريكية، فالمودة والصداقة والتقدير التى يبديها ترامب لها مكانتها الاستثنائية بالتأكيد، وتستند إلى إعجابه الشخصى بالرئيس السيسى، لكن الواقع يؤكد أن هذه المودة وهذا الإعجاب يتأسس يقينًا على احترام الإدارة الأمريكية لجدية الإدارة فى مصر بقيادة السيسى تجاه الملفات الأساسية فى العلاقات الثنائية بين البلدين، مصر تدير ملفاتها مع القوى الكبرى من خلال استقلالية «غير عنترية ولا تتاجر فيها بالشعارات»، ومصر تدير ملفاتها الداخلية بجدية فى الإصلاح اكتسبت من خلاله احترام العالم أجمع، وليس الولايات المتحدة وحدها، ومصر تتعامل مع التحديات الإقليمية بمسؤولية وبوعى، وتحترم اتفاقاتها الدولية وتسعى بحسم للسلام الشامل فى الإقليم، ومصر نفذت ما وعدت به أمم الأرض فى حربها الشاملة على الإرهاب من أجل حماية العالم من هذا الخطر، ومصر التزمت مع أوروبا حين وعدت بجدية مواجهة ملف الهجرة غير الشرعية، ومصر أسست رؤية استراتيجية للتعاون مع كل قوى الأرض دون أن تؤثر علاقة على أخرى، ودون أن تتاجر بعلاقة على حساب علاقة أخرى. 
 
ليس لدى مصر مالا تقدمه للولايات المتحدة، وليس لدى القاهرة استثمارات عملاقة تدر عائدًا على الخزانة الأمريكية، لكن مصر وحدها تحظى بهذا الاهتمام على أرض الواقع إذ لم تعد القاهرة إلا ووفت، ولم تلتزم بشىء إلا ونفذته، ولم ترفض شيئًا أو تتفاوض على شىء آخر إلا على أرضية من التفاهم، واحترام للعلاقات الثنائية، وعدم الخلط بين الملفات، والابتعاد التام عن الاتجار الرخيص بالمواقف، والمزايدات البائسة بالبطولات المزيفة. 
 
مصر تحترم نفسها، وإدارة الرئيس السيسى تؤكد هذا الاحترام يوماً بعد يوم، إذ لا تقبل ما لا يمكن للشعب قبوله، ولا توافق إلا على ما تثق فى أن الشعب يوافق عليه، وتظهر الاحترام الكامل للقوى الدولية على أرضية من المصالح المشتركة والواقعية السياسية المستندة إلى زهو وطنى وعمل شاق، وتحقيق إنجازات تنموية واقتصادية وأمنية على أرض الواقع. 
 
مصر اكتسبت هذه المودة باحترافية وجدارة، ولذلك لم تخضع العلاقات مع إدارة الرئيس ترامب للتقلبات المزاجية العاصفة، أو تتكسر خطوط الاتصال بين الجانبين ببيان هنا أو تقرير صحفى هناك، أو بأصوات زاعقة فى الكونجرس أو فى الإعلام الأمريكى. 
 
مصر اكتسبت هذه العلاقة الاستثنائية مع إدارة الرئيس ترامب وهى تحافظ على استقلالها الوطنى، وتحافظ على ثوابتها فى القضايا العربية الأساسية، وتحافظ على رؤية واقعية لا تهور فيها ولا تهاون فى إدارة كل ملفاتها الثنائية مع كل قوى العالم شرقًا وغربًا. 
 
هذه قمة احترافية، وهذه مودة أساسها جدارة الإدارة السياسية والدبلوماسية المصرية.
 
 

//

مصر من وراء القصد 
 
P.10.new.new

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة