اشتعال "الحرب الباردة" بين الروس وإسرائيل.. دولة الاحتلال تحتمى فى واشنطن لمواجهة صفقة الصواريخ الروسية المتطورة لسوريا.. نتنياهو يعتبر تسليح الأسد بـS300 خطر على تل أبيب.. والولايات المتحدة تصفه بتصعيد كبير

الأربعاء، 26 سبتمبر 2018 06:30 م
اشتعال "الحرب الباردة" بين الروس وإسرائيل.. دولة الاحتلال تحتمى فى واشنطن لمواجهة صفقة الصواريخ الروسية المتطورة لسوريا.. نتنياهو يعتبر تسليح الأسد بـS300 خطر على تل أبيب.. والولايات المتحدة تصفه بتصعيد كبير بوتين ونتنياهو وتصعيد التوتر وصواريخ "S-300"
كتب – محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

شهدت الأيام الأخيرة، وصول التوتر بين دولة الاحتلال الإسرائيلى، وروسيا الاتحادية، إلى الذروة ليصل ما يشبه بالحرب الباردة، بين الجانبين، فى أعقاب حادثة إسقاط الطائرة الروسية "أيل 20" فوق الأراضى السورية بتعمد اختباء مقاتلات الجيش الإسرائيلى خلفها وإصابتها من جانب الدفاعات السورية.

 

وحذرت كل من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، التى هرولت تل أبيب نحوها خوفا من ردود أفعال الروس، من تسليم موسكو صواريخ بر- جو من طراز "S-300" المتطورة للجيش السورى فى غضون الأيام القليلة المقبلة، وقالتا إن الخطوة ستزيد من زعزعة الاستقرار فى المنطقة وتصعيد التوترات العالية أصلا، على حد قولها.

WhatsApp Image 2018-09-25 at 3.20.46 PM
 

منظومة "S-300" بعيدة المدى – التى يبلغ نطاقها 250 كيلو مترا هى أكثر تطورا من منظومة الدفاع الجوى "S-200"  التى تعتمد سوريا عليها حاليا.

 

موسكو أعلنت أنها ستقوم ببيع 4 بطاريات "S-300" لسوريا، ولكنها على استعداد لتزويدها بالمزيد اذا اقتضت الحاجة.

 

بحسب وسائل إعلام روسية، سيتم نشر المنظومة فى الساحل الغربى لسوريا وفى جنوب غرب البلاد، بالقرب من الحدود الإسرائيلية والأردنية، وهما المنطقتان اللتان من المرجح أن يقوم سلاح الجو الإسرائيلى بتنفيذ غاراته الجوية منهما.

 

ولم تحدد روسيا، حسب وسائل إعلام عبرية، حتى الآن ما هو النموذج من "S-300" الذى تعتزم بيعه لسوريا، حيث أن هناك العديد منها، ولكل واحد منها مدى القدرات الخاص به، حتى طراز الرادار الأقل جودة سيكون قادرا على رصد تحليق للطائرات فى محيط شمال إسرائيل، وقد يشمل ذلك الرحلات المدنية القادمة والمغادرة من مطار بن جوريون الدولي، وهذا يعتمد على المكان الذى ستُوضع فيه المنظومة فى سوريا.

WhatsApp Image 2018-09-25 at 3.20.46 PM (3)
 

وأبلغ الرئيس الروسى فلاديمير بوتين رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بقرار تزويد سوريا بنظام "S-300" فى محادثة هاتفية الأحد الماضى.

 

وردا على ذلك، وبحسب بيان صادر عن مكتب نتنياهو، قال رئيس الوزراء الإسرائيلى: "تزويد أطراف غير مسؤولة بأنظمة أسلحة متطورة ستزيد من المخاطر فى المنطقة، وإن إسرائيل ستواصل الدفاع عن نفسها وعن مصالحها".

 

وفى الوقت نفسه، قال مستشار الأمن القومى الأمريكى جون بولتون إن إعلان روسيا هو بمثابة "خطأ فادح" من شأنه التسبب بتصعيد كبير فى التوترات، وحض موسكو على اعادة التفكير فى قرارها.

 

وجاء اعلان روسيا فى أعقاب اسقاط طائرة روسية فى سوريا فى الأسبوع الماضى فى حادثة نيران صديقة مما أسفر عن مقتل 15 جنديا روسيا. وأُسقطت طائرة الاستطلاع الروسية "إليوشين ايل-20" بنيران أنظمة الدفاع الصاروخى السورية التى ردت على غارة جوية إسرائيلية.

WhatsApp Image 2018-09-25 at 3.20.46 PM (1)
 

بالنسبة لإسرائيل، ستشكل "S-300" عقبة كبيرة، ولكن – حسب خبراء ومحللون إسرائيليون – تحدثوا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، فالمنظومة ليس شيئا لا يمكن التغلب عليه فى سوريا، حيث تقوم بشكل روتينى بقصف منشآت تابعة لإيران ومنظمة "حزب الله" ومستودعات أسلحة.

 

فى حين أن "S-300" التى يطلق عليها حلف شمال الأطلسى اسم SA-10،  هى منظومة أكثر قوة من المنظومة المضادة للطائرات بعيدة المدى التى تستخدمها سوريا حاليا،"S-200" أو SA-5، فلقد كان أمام سلاح الجو الإسرائيلى عشرات السنين للاستعداد لها.

 

ويقوم عدد من حلفاء إسرائيل بتشغيل منظومة الدفاع الجوى هذه. بحسب تقارير تدرب سلاح الجو ضد بطاريات "S-300" كانت تابعة لقبرص مرة، لكنها أصبحت اليوم ملكا لليونان، خلال مناورات جوية مشتركة على مدى السنين.

 

وتتباهى إسرائيل بامتلاكها لأسطول طائرات "F-35" الأمريكية، وهو النموذج الذى يكمن سبب وجوده فى قدرته على التخفى. وقد استُخدمت هذه الطائرات من الجيل الخامس بشكل عملياتى، كما أعلن سلاح الجو الإسرائيلى فى وقت سابق من هذا العام.

 

وعلى الرغم من أن وزير الدفاع الروسى شويجو قال فى إعلانه مؤخرا إن طواقم سورية تدربت على تشغيل منظومة "S-300" ، لم يتضح بعد ما إذا كان موظفون عسكريون روس سيشرفون على تشغيل هذه البطاريات.

WhatsApp Image 2018-09-25 at 3.20.46 PM (2)
 

 

وقال الخبراء الإسرائيليون، إنه إذا كان الأمر كذلك، سيجعل ذلك من القرار الإسرائيلى فى تدمير بطاريات "S-300" السورية أكثر تعقيدا، وسيتطلب استهدافا مباشرا ومتعمدا للقوات الروسية.

 

وبحسب وسائل الإعلام الروسية، تشكل أنظمة الحرب الإلكترونية "قبة إلكترونية لاسلكية" يصل نطاقها إلى مئات الكيلو مترات فى محيط غرب سوريا وساحل البحر الأبيض المتوسط، والتى لن تؤثر على الطائرات الإسرائيلية فحسب، بل على سفن البحريتين الأمريكية والفرنسية، بالإضافة إلى طائرات مدنية فى المنطقة.

 

وسيكون لدى الجيش الإسرائيلى على الأرجح عددا من الوسائل التكنولوجية والعملياتية للتغلب على هذا التحدي، لكن سيكون على القيادة العليا وزن الفائدة من هذه الإجراءات مقابل قيمة الهدف، حسب الإعلام العبرى.

 

فى وقت سابق من العام، عندما هددت روسيا مرة أخرى بتسليح سوريا بمنظومة "S-300"، قال مسؤلون إسرائيليون، إن سلاح الجو الإسرائيلى مهيأ لاستهداف أى منظومة مضادة للطائرات تطلق النار على طائراته، بغض النظر عن الطرف الذى قام بتزويدها أو من يقوم بتشغيلها.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلى أفيجادور ليبرمان، حينذاك: "يجب أن يكون هناك شيء واحد واضح: إذا اطلق أحدهم النار على طائراتنا، سندمره. لا يهم إذا كان ذلك S-300 أو S-700.

 

وأوضح المحللون الإسرائيليون، أنه فى حين أن سلاح الجو الإسرائيلى قد يكون قادرا على الالتفاف حول التشويش الروسى لأجهزة الرادار وسيكون من حقه تدمير بطارية "S-300" التى تزودها روسيا فى حال إطلاقها للنار على طائراته، فإن فى مثل هذه الأعمال مخاطرة فى تنفير روسيا أكثر ودفع البلدين إلى حافة انهيار العلاقات الدبلوماسية بينهما.

 

وأعلن الكرملين فى بيان حول محادثة بوتين ونتنياهو الهاتفية "إن المعلومات التى قدمها الجيش الإسرائيلي.. تتناقض مع استنتاجات وزارة الدفاع الروسية"، مضيفا أن تصرفات الطيارين الإسرائيليين أدت إلى استهداف الطائرة من قبل أنظمة الدفاع الجوى السورية.

 

مساء الإثنين قال مكتب نتنياهو، إنه أعرب عن ثقته بمصداقية تحقيق جيش الاحتلال الإسرائيلى واستنتاجاته، وشدد مرة أخرى على أن المسؤولية على الحادث المؤسف تقع على الجيش السورى الذى أسقط الطائرة، وعلى إيران، التى يزعزع عدوانها المنطقة، حسب قوله.

 

وكانت روسيا قد وافقت على بيع منظومة "S-300" لسوريا فى عام 2010، لكنها ألغت خطتها بطلب من إسرائيل، إلا أن الجيش السورى تلقى تدريبات على استخدام النظام.

 

وقال السفير السورى لدى روسيا رياض حداد فى أعقاب الإعلان إن دمشق طلبت نظام "S-300": "أنه من أجل الدفاع عن الأرض السورية ومن أنشطة إسرائيل العدوانية".

 

وتمتلك روسيا نظام الدفاع الجوى "S-300" الخاص بها فى سوريا، إلى جانب نظام "S-400" الأكثر تطورا.

وشكك محللون دفاعيون، فيما إذا كان نظام "S-300" بأيد سورية وليس روسيا قادر على تهديد التفوق الجوى الإسرائيلى فى المنطقة ومنع إسرائيل من امكانية تنفيذ غارات ضد أهداف فى سوريا.

 

وقال قائد الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق اللواء عاموس يالدين، الذى يشغل حاليا منصب رئيس معهد دراسات الأمن القومى فى تل أبيب، إنه يفترض أن سلاح الجو سيتحرك سريعا لتدمير "S-300" إذا تم تسليمها لسوريا بالفعل.

 

وفى وقت سابق من العام الحالى أعلنت موسكو أنها تدرس تغيير سياستها المعمول بها منذ مدة طويلة ضد تزويد نظام "S-300" للنظام السورى فى أعقاب سلسلة من الغارات الجوية ضد أهداف سورية قامت بها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ردا على هجوم مزعوم بالأسلحة الكيميائية قامت به قوات الأسد.

ويوفر النظام روسى الصنع، المكون من أشعة رادار وقاذفات صواريخ، حماية بعيد المدى ضد طائرات مقاتلة وصواريخ. وقامت موسكو بتسليم النظام لطهران، وتم نشره أيضا من قبل الجيش الروسى فى سوريا إلى جانب نظام "S-400" الأكثر تطورا.

 

فيما قال مصدر روسى مطلع لصحيفة "كوميرسانت" الروسية، إن موسكو سترسل فى غضون أسبوعين ضابط روسى كل كتيبة صواريخ للتنسيق وضبط الإيقاع مع الدفاعات الجوية الروسية فى سوريا.

 

وأضاف المصدر ان هذه المنظومة ستغطى المنشآت الموجودة فى الساحل السورى وستراقب الحدود مع اسرائيل الأردن والعراق ولبنان.

 

 

وكان قد اجتمع المجلس الوزارى الإسرائيلى المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، الثلاثاء، وأجرى نقاشا خاصا، وذلك قبل أن يخرج رئيس الحكومة نتنياهو للمشاركة فى اجتماع الجمعية العامة فى نيويورك.

 

وصرحت مصادر إسرائيلية، أنه فى ظل التهديدات الروسية، أن إسرائيل ستواصل شن هجوم ضد أهداف إيرانية فى سوريا، وهى عازمة على ألا تسمح للنظام الإيرانى بالتمركز عسكريا فى حدودها الشمالية.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة