دعت بولندا لإنشاء الولايات المتحدة قاعدة عسكرية أمريكية دائمة على أرضها، حيث اقترح رئيس بولندا أندريه دودا على الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أن يقوم بتسمية القاعدة العسكرية باسم "فورت ترامب" أى "حصن ترامب"، وجاء الاقتراح خلال لقاء الرئيسين البولندى والأمريكى فى البيت الأبيض، ولكن بينما سخرت وسائل إعلام أمريكية من الفكرة فإن البنتاجون وبعض السياسيين فى بولندا نفسها اعتبروا المشروع محكوم عليه بالفشل ولكن لأسباب مختلفة.
وسائل الإعلام الأمريكية سخرت من الفكرة باعتبارها أن اسم "فورت ترامب" جاء لإغراء الرئيس الأمريكى بشكل واضح ليوافق على الفكرة التى بلا شك ستتكلف مليارات الدولارات، وترامب نفسه قال إنه مستعد للتفكير فى الأمر.
واعترضت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون على القاعدة العسكرية المقترحة باعتبار أن مساحة الأرض التى قدمتها بولندا لاستضافة القاعدة الأمريكية لا تكفى لاستضافة قاعدة دائمة حتى لو كانت بولندا فعلا مستعدة لدفع تكلفة تصل إلى 2 مليار دولار من أجل إقامة القاعدة.
من جهة أخرى، اعترض عدد من الساسة البولنديين على الفكرة وعلى تسمية القاعدة باسم ترامب سواء بسبب إغراء ترامب بوضع اسمه على القاعدة، أو حتى بسبب المخاطر المترتبة على إنشاء القاعدة الدائمة.
فمن جهة، قال توماس سيمونياك وزير الدفاع البولندى السابق والذى يقود حاليا أكبر أحزاب المعارضة "حزب المنصة الديموقراطية" إن رئيس البلاد دودا أحرج البلاد أمام العالم كله قائلا "أى إحراج هذا أمام العالم كله، حتى قادة دول جمهوريات الموز لديهم احترام لأنفسهم ولبلادهم أكثر من هذا".
Wstyd na cały świat! Nawet prezydenci bananowych republik bardziej od prezydenta Dudy szanowali siebie i własne państwa. https://t.co/AnPaueowBV
— Tomasz Siemoniak (@TomaszSiemoniak) September 18, 2018
هناك سبب أخر للغضب البولندى من الفكرة حيث ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن البولنديين على مواقع التواصل الاجتماعى عبروا عن رفضهم للفكرة لشعورهم بالإهانة للصور التى أظهرت رئيس البلاد يتصرف وكأنه أقل مكانة من ترامب، ففى إحدى الصور يجلس ترامب على المكتب البيضاوى بينما أندريه دودا يقف بجانبه.
الصورة التى سببت الغضب
وقال روداسلاف سيكورسكو وزير الخارجية البولندى السابق فى تصريح لقناة "دويتش فيله" إن فكرة إنشاء القاعدة العسكرية أمر خطر بسبب العلاقات مع روسيا قائلا "نريد أن يكون لبولندا قوات حليفة تمنع الخطر الروسى لا أن تشكل تهديدا لروسيا".
وذلك بالطبع فى إشارة للعلاقات المتوترة بين بولندا وروسيا فالمتابع للعلاقات الروسية البولندية يرى دوما أن بولندا تعلن دوما عن مخاوفها من احتمال تعرضها لغزو روسى، ولذا تأمل فى وجود عسكرى أمريكى دائم يحول كرادع لموسكو، فحتى فكرة القاعدة العسكرية ليست جديدة ففى أبريل 2018 دعت بولندا لبناء القاعدة العسكرية الأمريكية لتكون قريبة من الحدود الروسية بحسب موقع "بيزنس انسيدر".. وفى يونيو 2018 دعت مرة أخرى للقاعدة العسكرية وطلبت بتواجد أسلحة أمريكية كثيرة فى المنطقة، وقالت مجلة "ناشونال انتريست" وقتها إن السبب هو المخاوف البولندية الدائمة من دخول روسيا لأراضيها مثلما حدث مع أوكرانيا حين دخلت قوات روسية لشبه جزيرة القرم فى 2014 وأمنت إقامة استفتاء لضم القرم لروسيا الاتحادية.. لكن الجديد فى القصة الأن هو إغراء ترامب بوضع اسمه على القاعدة العسكرية.
وبحسب موقع "ديفينس نيوز" فإن روسيا كانت زادت قوتها العسكرية على حدودها الغربية مع بولندا حيث أعلن وزير الدفاع الروسى سيرجى شويجو فى يوليو الماضى "إن الموقف الذى يتطور حاليا فى الاتجاه الغربى يلزمنا بالعمل على تطوير قدراتنا العسكرية بدورنا".
القوات البولندية
وأضاف أنه منذ 2016 تم وضع أكثر من 70 تشكيلة عسكرية روسية منها 3 ألوية فى المنطقة العسكرية الغربية التى تم تأسيسها فى 2010 وهو نفس العام الذى بدأت فيه أمريكا العمل على نظام الدرع الصاروخى فى شرق أوروبا.. فيما كانت بولندا أرسلت 46 ألف جندى لحدودها الشرقية مع روسيا بجانب حشد قوات من الناتو أيضا للمناورات العسكرية كرسالة واضحة لموسكو خلال 2016 وكانت تلك من أكبر المناورات البولندية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة