سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 24 سبتمبر 1970.. عبدالناصر يكلف الفريق صادق بتهريب عرفات سراً من عمان والقذافى يخفى رئيس وزراء الأردن فى جناحه بقصر القبة

الإثنين، 24 سبتمبر 2018 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 24 سبتمبر 1970.. عبدالناصر يكلف الفريق صادق بتهريب عرفات سراً من عمان والقذافى يخفى رئيس وزراء الأردن فى جناحه بقصر القبة جعفر نميرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عاد الوفد العربى برئاسة الرئيس السودانى جعفر نميرى إلى عمان، لاستئناف جهوده لوقف القتال بين الجيش الأردنى والمقاومة الفلسطينية فى الأردن.. سافر نميرى بالرغم من رفضه فى البداية وفقا لتأكيد صلاح خلف «أبوإياد» عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية فى مذكراته «فلسطينى بلا هوية»: «اعتبر أن مهمته انتهت، ولا يريد أن يضع قدميه فى عمان، ولم يرضخ فى النهاية إلا بناء على إلحاح عبدالناصر الذى كان يجله كثيرا»، وطبقا لمحمود رياض، وزير الخارجية المصرية فى مذكراته «البحث عن السلام والصراع فى الشرق الأوسط»: «سافر نميرى يوم 24 سبتمبر، مثل هذا اليوم 1970، على رأس وفد يضم حسين الشافعى، ورشاد فرعون مستشار الملك فيصل، وسعد العبد الله الصباح، والباهى أدغم، والفريق صادق، وفاروق أبوعيسى، ويتذكر الفريق صادق فى مذكراته «مجلة أكتوبر - القاهرة -18 سبتمبر 2011»، أنه بعد قرار القمة بسفر وفدها: «اتجهت للقاء منفرد مع الرئيس عبدالناصر الذى بادرنى قائلا: «أهم شىء عندى الآن هو أن تحضر لى ياسر عرفات حيا إلى القاهرة، فعرفات يمثل الرمز الفلسطينى ولابد من إنقاذ هذا الرمز، عليك أن تتصرف فى سرية كاملة، ولك كل الصلاحيات.. بقية المهام يقوم بها وفد القمة مجتمعا، وضع خططك ونفذ التعليمات فنحن فى سباق مع الزمن».
 
ويكشف «صادق»، أنه فى الساعة الحادية عشرة وعشر دقائق مساء يوم «24 سبتمبر 1970» وجه نميرى نداء بصوته من إذاعة عمان: «الأخ المناضل ياسر عرفات، باسمى شخصيا ونيابة عن الوفد الذى وصل إلى عمان هذه الليلة، نرجو منكم أن تقترحوا علينا كيف يمكن الاتصال بكم ومكان وموعد الاجتماع وبأى وسيلة متاحة»، وكرر راديو عمان النداء، وفى الساعة الثانية عشرة و45 دقيقة رد«عرفات» ببيان من راديو اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية فى دمشق، قال فيه: «ليكن الاجتماع الليلة الساعة الواحدة»، واقترح أن يكون فى سفارة مصر بجبل «اللوبيدة»، وأن مندوب من طرفه سيرافق الوفد إلى حيث مكان الاجتماع، وبالفعل تم اللقاء، وفيما كان النقاش يدور حول وقف إطلاق النار، كان صادق يخطط فى سرية لتهريب «عرفات» إلى القاهرة.
 
كانت القاهرة تشهد فى نفس اليوم «24 سبتمبر» حدثا مهما وهو استقالة رئيس الحكومة الأردنية الجنرال «محمد أبو داود» من القاهرة، وكان رئيسا لوفد الأردن فى القمة، كما كان رئيسا لحكومة عسكرية تشكلت يوم 15 سبتمبر 1970.. كتب «داود» فى استقالته إلى الملك حسين: «أسندتم إلى رئاسة الوزراء لأقوم أنا وزملائى باتخاذ كل خطوة ممكنة لإنقاذ البلاد من الوضع المتردى.. منذ الدقيقة الأولى لاستلامى السلطة قمت أنا وزملائى وبكل سرعة باتخاذ الخطوات اللازمة فى محاولة استمرت يومين بليلتيهما، ومع أننا لم نفقد الأمل منذ تابعنا محاولاتنا نطرق بها كل باب، ولكن لسوء حظى وزملائى فقد أغلقت الأبواب والسبل، وحالت دون وصولنا الغاية المنشودة، وبقيت وزارتى مشلولة تروعها الأحداث، وما قامت بمحاولة لإنقاذ الموقف المحزن إلا وفشلت.. رأيت ياسيدى أن مخاوف شديدة تعكر صفو المحاولات لإنهاء النزاع بين الأشقاء جيشا وفداء، مع أن جلالتكم والدنيا تعلم أن حكومتى جاءت بهدف واحد هو الإصلاح وتنفيذ الاتفاق والتعاون مع الفداء الغالى وجميع القوى لصد العدو الغاشم، وأنا ابن الفداء وابن فلسطين، وجرحى فلسطين أحمل جراحى ليومنا هذا.. أرجو ياسيدى أن أرفع لجلالتكم استقالتنا لتتمكنوا من تأليف حكومة مدنية حسما للمخاوف».
 
يكشف محمد حسنين هيكل تفاصيل هذه الاستقالة فى كتابه «الطريق إلى رمضان» قائلا: «كان للجنرال داود ابنة تتلقى العلم فى بيروت، وحين سمعت أن والدها كان مشتركا فى مؤتمر القمة، جاءت إلى القاهرة، وناشدته ألا ينضم إلى جانب الملك فى إجراءاته ضد المقاومة، كذلك فإن القذافى شدد عليه فى هذا الطلب، وقال لرئيس الوزراء التعيس إنه يخون القضية العربية، وانهمرت الدموع من عينى الجنرال وقال متسائلا: «وماذا فى مقدورى أن أفعل؟» فقال له القذافى مشجعا: «اترك الخدمة.. ابق هنا وابعث باستقالتك».. واقتنع الجنرال، وسارع القذافى يبلغ عبدالناصر ما حدث، ورأى عبدالناصر أن ذلك تطور مفيد يساعد على الضغط على الملك حسين.. لكن القذافى لم يكن يدرى، وقد حصل على ما يريد، ليفعل بمن هداه، فاتصل بى، واقترحت عليه، كوزير للإرشاد، أن يعقد الجنرال مؤتمرا صحفيا يشرح فيه للعالم أسباب استقالته، وقلت: «أين هو الآن؟»، فقال بلهجة بدا فيها الغموض: «لا أستطيع أن أخبرك.. إنه مختبئ.. لكنى أستطيع أن آخذك إليه».. وذهبنا فى سرية شديدة إلى حيث أقابله.. وكان المكان، لدهشتى الكبيرة، هو قصر القبة.. وفى الجناح المخصص لإقامة القذافى.. وقد سافر الجنرال بعد ذلك إلى ليبيا ومنح الجنسية الليبية».









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة