أكرم القصاص - علا الشافعي

قصة التعليم فى مصر القديمة.. رحلة المصرى من "بر عنخ" إلى مكتبة الإسكندرية

الإثنين، 24 سبتمبر 2018 06:00 ص
قصة التعليم فى مصر القديمة.. رحلة المصرى من "بر عنخ" إلى مكتبة الإسكندرية الكاتب المصرى
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شملت المناهج التعليمية التربية والقراءة والكتابة وحفظ النصوص الأدبية والحكايات، وإعادة كتابة النصوص، وأداء التمارين على ألواح خشبية أو حجرية، واستمر التعليم على نفس النمط إلى عصر خلافة وولاية المسلمين مع اختلاف بسيط فى مكان التعلم.
 
خصص المصريون القدماء أكبر قدر من الاهتمام للتعليم، ومعظم ما هو معروف من الأساليب التعليمية التى تمت ممارستها فى مصر كانت مستمد من سجلات الأسرة الثامنة عشرة، المهم أن التعليم كان مسألة رائجة فى مصر القديمة.
 
وكانت المدارس فى مصر قديما مرتبطة بالمعابد، ويقوم بالتدريس فيها الكتبة والكهنة، وكان هدفها بعيدا عن الدين هو إعداد مسئولين لإدارة مؤسسات الدولة المالية والسياسية. 
 
الكاتب المصرى
 
وتم العثور على العديد من النظرات التعليمية القديمة خلال التنقيب عن الآثار المصرية، وهى عادة ما تكون رسومات وكتابات هيروغليفية على الحجر الجيرى وورق البردى.
 
وكانت المادة التى يتلقاها التلاميذ هى وثائق قانونية والشعر، والتاريخ، والخرافات، وقراءة الروايات كلها جزء من المناهج التعليمية فى مصر القديمة، وفى مدارس التدريب المرتبطة بالإدارات الحكومية،  تم تقديم تعليم متخصص فى الرياضيات والمحاسبة والهندسة والمسح.
 
أما التعليم المتخصص فقد تم تطبيقه على أبناء الملوك والقادة، حيث قام المعلمون المرتبطون بالقصور الملكية بتدريب الحكام المستقبليين فى فنون الحكومة.
 
تعليم
 
وعندما عرف اليونانيون الطريق إلى مصر حافظت الطرق التعليمية القديمة على وجودها مع إضافة أفكار جديدة قادمة من الناحية الأخرى من البحر، وبالتالى استطاع  البطالمة جعل الإسكندرية المدينة الفكرية الأولى فى العالم،  حيث جمعت المكتبة الشهيرة مخطوطات تبلغ نحو 700000 مخطوطة، والتى منيت بكارثة كبرى بعدما حرقت فى وقت مبكر.
 
وكان الدكتور ممدوح الدماطى، وزير الآثار السابق، قد تحدث عن التعليم فى مصر ومن ذلك الـ"بر عنخ" وترجمته "بيت الحياة" وهو اسم أول مدرسة ومكتبة فى تاريخ الإنسانية. وكانت مدرسة لتعلم الكتابة واللغة وجامعة لتعلم العلوم الدينية وعلوم الطب والرياضيات والفلك والجغرافيا وأكاديمية للفنون، أما التعليم الأساسى للكتابة فقد عرف له مبنى آخر مستقل عرفه المصرى القديم باسم «عت سبا» بمعنى مكان العلم أى المدرسة، وقد يبنى مستقلا أو يلحق بمعبدكما كان فى معبدالرامسيوم فى عصر الدولة الحديثة. وكلمة «سبا» بالمصرية القديمة تعنى أيضاً النجم، واشتق منه أيضاً لفظة المعلم «سباو» أى المرشد والهادى، وهى صفة عرفها المصرى القديم للنجوم.
 
مكتبة الاسكندريه
 
وأضاف "الدماطى" كما عرفت أيضاً المدارس الملحقة بالإدارات الخاصة بالدولة لتعلم شؤون هذه الإدارات، وهى أشبه اليوم بالمدارس المهنية. وكذلك كان هناك مدارس ملحقة بالجيش لتعلم العلوم العسكرية بما فيها من تدريبات على فنون القتال واستعمال السلاح.
 
ويصف الحكيم خيتى الذى عاش فى عصر الدولة الوسطى حوالى 2000 ق.م. وهو يصاحب ابنه بيبى للذهاب إلى المدرسة، فضل التعليم ومكانة المتعلم وهو ينصح ابنه معددا مزايا مهنة الكاتب. وتعكس هذه الوصية رؤية خيتى لوظيفة الكاتب، وهى بصفة عامة تعكس الموقف الحقيقى لطبقة الكتبة نحو العمال اليدويين، إذ يقول: «أما الكاتب فى أى وظيفة فى العاصمة، فهو لا يعانى الفاقة فى ذلك. عندما تستوفى العطاءات، فلا توجد وظيفة تفوق الكاتب، سأجعلك تحب الكتب أكثر من أى شىء، وأنا سأضع محاسنها أمامك. فوظيفة الكاتب تفوق أى منصب، ولا يوجد شىء مثلها على الأرض. فأنت قوى منذ بدأت التعلم فى طفولتك، وهو ما يفضى إلى الاحترام».
 
وبعدما دخل العرب مصر، ظلت الطرق القديمة سائدة حتى  تأسست جامعة الأزهر الشهيرة عام 970 ميلادية، صارت الدراسات الدينية والقرآنية واللغة العربية هى أساس التعليم، وإن احتفظت بالقليل من دراسة العلوم خاصة "الجبر والفلك".
 
الأزهر
 
بالطبع كانت الدراسة فى الأزهر تستغرق مدة من 12 إلى  14 عامًا، ومع تولى محمد على باشا بدأ عصر جديد للتعليم فى مصر، حيث أدرك الباشا أنه إذا كانت بلاده ستأخذ مكانها بين الدول الحديثة فى العالم،  فسيكون من الضرورى أن يكتسب الشباب المصرى النظرة الحديثة التى لا يمكن أن يقدمها إلا التعليم الحديث، ولذلك أرسل عددا من الشبان للدراسة فى أوروبا،  وفى مصر نفسها،  قدم كل تشجيع لفتح المدارس فى البلدات والقرى.
 
العصر الحديث
 

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة