الحكومة الاسرائيلية تدعم إطلاق الأقمار الصناعية لأسباب أمنية

السبت، 22 سبتمبر 2018 08:18 ص
الحكومة الاسرائيلية تدعم إطلاق الأقمار الصناعية لأسباب أمنية قمر صناعى - ارشيفية
غزة (أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أفادت تقارير إعلامية عبرية أن الحكومة الإسرائيلية تبنت وجهة النظر الداعية الى توطين الصناعات الاستراتيجية وبناء قدرات الاعتماد الذاتى فيها حتى ولو كانت ذات كلفة أعلى مقارنة باستيراد التكنولوجيا والاعتماد على الخارج.. مشيرة إلى أنه انطلاقا من ذلك وعلى ضوء التقديرات الأمنية والاستراتيجية ، قررت إسرائيل الاستمرار فى بناء قمرها الصناعى الجديد عاموس – 8 اعتمادا على القدرة الذاتية مع قيام الحكومة بدعم ما يلزم المشروع تمويليا من موازنة الدولة .

وقال وزير العلوم و التكنولوجيا الإسرائيلى عوفير أكينوس إن اسرائيل تولى هذا المشروع أهمية استراتيجية عظيمة استوجبت تقديم الدولة الدعم المالى اللازم له وعدم ترك الأمر برمته الى مؤسسات التصنيع الخاصة التى تتجاذبها اعتبارات الربح كمحفز لاستمرار عملها فى هذا المشروع .

وقررت اسرائيل أن تكون وكالة الصناعات الجوية الإسرائيلية هى المشرف العام على تطوير القمر الصناعى الجديد عاموس – 8 الذى سيكون القمر السابع الذى تطلقه اسرائيل منذ اطلاقها للقمر عاموس – 1 المخصص للارسال التليفزيونى فى العام 1996 .

وكان القمر عاموس – 6 قد انفجر محترقا بعد اطلاقه من قاعدة كيب كانيفرال الامريكية فى الاول من سبتمبر عام 2016 ، كذلك ضل الابن الخامس من عائلة اقمار عاموس "عاموس – 5" سبيله فى الفضاء بعد اطلاقه فى نوفمبر 2015 وانقطعت كافة الاتصالات بينه وبين مراكز التحكم الارضية الاسرائيلية .

وبرغم تلك الاخفاقات المتتالية، أصرت اسرائيل على اطلاق القمر عاموس – 8 برغم مشكلات التمويل والائتمان الخاصة بالاستثمار المالى فى المشروع، وتعد مؤسسة رامات جان الاسرائيلية للتكنولوجيا الفضائية هى الأب الشرعى لعائلة أقمار عاموس الاسرائيلية وهى المؤسسة التى قررت الحكومة الإسرائيلية البناء على ما حققته تلك المؤسسة الكبرى من نجاحات فى المجال الفضائى بتدخل الدولة تمويليا لدعم هذا القطاع الاستراتيجى .

لكن وزير العلوم و التكنولوجيا الاسرائيلى المسئول عن هذا الملف لم يشر الى قيمة الدعم المالى المرصود من الحكومة الاسرائيلية لإنجاز مشروع القمر الجديد لكنه اكد أهمية برنامج انتاجه لأغراض الدفاع والأمن فى اسرائيل مما يستوجب ان يكون الانفاق عليه سريا .

وأشار الى ان القمر الجديد سيمكن اسرائيل من الاعتماد الكامل على ذاتها فى مجال الاتصالات الفضائية وسيحفظ تراكم خبرتها التكنولوجيا فى مجال الفضاء على مدار عقود بما يمكنها من امتلاك بنية اساسية فى المجال الفضائى مستقبلا .

ويؤكد الخبراء الاسرائيليون ان تطوير الاقمار الاصطناعية محليا فى اسرائيل سيؤدى حتما الى خفض كلفتها الانتاجية مستقبلا وهو ما يمهد لفتح مجال تصديرى جديد لتلك الصناعة المتقدمة الى العالم الخارجى ، ولذا يعتبرون ان دعم الدولة وتدخلها تمويليا فى هذا المشروع الاستراتيجي قد جاء فى الوقت المطلوب ، ومن المقدر للقمر الاسرائيلى الجديد عاموس – 8 السبح فى الفضاء ما بين 15 الى 20 عاما على ان تتولى مسألة تشغيله وكالة الفضاء الاسرائيلية التى تأسست فى العام 1983 ، وبالاضافة الى ذلك سيكون لدعم الحكومة الاسرائيلية ماليا وفنيا لهذا المشروع فائدته الأمنية والاستخباراتية حتى ولوكان لذلك كلفة مالية أعلى .

وتشهد اسرائيل من منتصف العام الجارى جدلا واسعا فى الوقت الراهن حول مستقبل الصناعات الفضائية الاسرائيلية ومخاطر الشراكات الاجنبية فى هذا القطاع المرتبط باعتبارات الأمن الاسرائيلى ، وتناطح فى هذا الجدل فريقان الاول يرى وجوب اعتماد اسرائيل على نفسها فى انتاج وتشغيل اقمارها الاصطناعية حتى ولو كان ذلك بكلفة اعلى من الاعتماد على الشركات الاجنبية ، وعلى الجانب الآخر هناك من يرى ان الشراكة الاجنبية فى هذا النوع من الصناعات مطلوبة مرحليا لنقل التكنولوجيا الى المؤسسات الاسرائيلية فضلا عن كلفة التنفيذ الاقل مقارنة بكلفة الانتاج الاسرائيلى .

وثار هذا الجدل بأبعاده السياسية والمالية و الأمنية على خلفية مشروع إطلاق القمر الصناعى الجديد للإتصالات "عاموس – 8" فبينما قدمت مؤسسة الصناعات الجوية الاسرائيلية عرض تنفيذ المشروع بتكلفة قدرها 200 مليون دولار، تقدمت مؤسسة " سبيس كوم " الأمريكية بعرض اقل لا يتعدى 112 مليون دولار لتنفيذ مشروع القمر "عاموس – 8 " الذى من المخطط أن تطلقه إسرائيل بحلول العام 2021 فى حين قالت مؤسسة الصناعات الجوية الاسرائيلية انها ستنتهى من المشروع بحلول العام 2022 .

و بعد ان اطلقت إسرائيل قمرها " عاموس – 3 " من كازاخستان فى الحادى والعشرين من ابريل عام 2008 وتخطيطها لإطلاق القمر "عاموس – 8 " اقتضت اعتبارا الرشادة الاقتصادية والمالية الاعتماد على الشركات التى تقوم بهذا العمل بكلفة اقل عن تلك التى تقوم بها الشركات الاسرائيلية بهذه المهمة ، ومن المخطط ان يغطى القمر الاسرائيلى " عاموس – 8 " مناطق أسيا والشرق الاوسط وأفريقيا ويخدم بصورة اساسية قطاع الاتصالات الهاتفية المحمولة .

وتخشى شركات الصناعات الفضائية الإسرائيلية من منافسة شركة "سبيس كوم" الأمريكية لإنتاج الاقمار الاصطناعية برغم كون الشركة الامريكية عميلا قديما وربما عميلا وحيدا لمؤسسة الصناعات الجوية الاسرائيلية " اى – ايه – اى " التى سبق لها انتاج قمر التجسس العسكرى الاسرائيلى " أفق ".

ويقول خبراء أمن الاتصالات فى إسرائيل ان الاعتبارات المالية والاقتصادية لا يجب ان تكون وحدها هى العامل الحاسم عند اسناد مشروع القمر / عاموس – 8 / الى الشركة المنفذة له ، فهناك الى جانبها اعتبارات الأمن والسلامة الوطنية ، وتخشى أجهزة الدفاع والاستخبارات الاسرائيلية من ان يؤدى استئثار المنفذ الأجنبى بتنفيذ واطلاق وادارة القمر الجديد الى الحد من قدرة اسرائيل على القيام بتنفيذ مشروعات من هذا النوع تتعلق بجمع المعلومات فضائيا واعادة توزيعها حتى ولو كانت الأقمار التى تقوم بذلك هى اقمار مدنية الطابع فى الاساس ، كما يخشى خبراء وزارة العلوم والتكنولوجيا فى اسرائيل من عقد شراكة بين شركة " سبيس كوم " الامريكية ومؤسسة " بالو التو سيستمز " لإدارة و تشغيل الاقمار الاصطناعية ، وتشارك وزارة الدفاع الاسرائيلية وزارة العلوم والتكنولوجيا فى تلك المخاوف .

وعلى اثر ذلك خاطبت وزارة الدفاع الاسرائيلية فى ابريل الماضى مؤسسة "سبيس كوم " الأمريكية ناقلة لها تلك المخاوف الا ان المؤسسة الامريكية لم تبد اقتناعا بالمخاوف التى اثارها الجانب الاسرائيلى وبقيت متمسكة بإسناد ادارة " عاموس – 8 " الى شريكتها من الباطن وهى مؤسسة " بالو التو سيستمز " وذلك لشكها فى قدرة الجانب الاسرائيلى فى القام بهذا العمل .

وفى سبتمبر 2016 اخفقت اسرائيل فى اطلاق قمرها الاصطناعى / عاموس – 6 / الذى تكلف 95 مليون دولار وتحطم نتيجة انفجار الصاروخ الذى كان يحمله قاصدا وضعه فى مداره وكان ذلك بإشراف شركة " سبيس كوم " الامريكية وشكل انذاك صفعة قوية لسمعة الشركة الامريكية التى بادرت بتعويض اسرائيل فى فبراير 2017 عن هذا الاخفاق بإطلاق قمر اصطناعى بديل اطلق عليه / عاموس – 7 / تجدر الاشارة الى ان اول قمر اصطناعى من عائلة / عاموس / كانت اسرائيل قد اطلقته فى العام 1996 تحت مسمى / عاموس – 1 / لا يزال فى الخدمة الى الآن

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة