سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 2 سبتمبر 1969 عبدالناصر يقرر تأييد الثورة الليبية وسفر وفد مصرى برئاسة فتحى الديب إلى بنغازى

الأحد، 02 سبتمبر 2018 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 2 سبتمبر 1969 عبدالناصر يقرر تأييد الثورة الليبية وسفر وفد مصرى برئاسة فتحى الديب إلى بنغازى جمال عبدالناصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وردت برقية من بنغازى فى ليبيا إلى الرئيس جمال عبدالناصر صباح يوم 2 سبتمبر «مثل هذا اليوم عام 1969»، تطمئنه على سلامة اتجاهات قادة الثورة الليبية التى تحركت يوم 1 سبتمبر 1969.. فدارت عجلة التأييد المصرى للثورة الوليدة وتقديم العون لها، حسبما يؤكد فتحى الديب فى كتابه «عبدالناصر وثورة ليبيا».. «راجع: ذات يوم- 1 سبتمبر 2018».
 
يذكر سامى شرف فى الجزء الرابع من مذكراته «سنوات وأيام مع جمال عبدالناصر»، أن الرئيس عبدالناصر قرر إعداد بيان رسمى لإصداره بعد مراجعته لتأييد الثورة، كما قرر إرسال برقية تأييد، ويذاع البيان والبرقية فى جميع الإذاعات المصرية ووكالة أنباء الشرق الأوسط لتبثه إلى الخارج، وبدأ فى نفس الوقت انتظام الخط المفتوح بين القاهرة وبنغازى طوال الأربعة والعشرين ساعة، وكان أول طلب للقيادة الجديدة هو إرسال وفد مصرى إلى بنغازى، لأن ظروفهم لا تسمح لأى منهم بمغادرة البلاد، ووافق الرئيس عبدالناصر على الفور وقرر تشكيل الوفد برئاسة فتحى الديب.
 
يذكر «الديب» أسماء أعضاء الوفد، وهم «المقدم صلاح السعدنى الذى اختاره الفريق أول محمد فوزى وزير الحربية، والمقدم أحمد رشدى الذى اختاره شعراوى جمعة وزير الداخلية، وأمين بسيونى واختاره محمد فايق وزير الإعلام، وعماد البط اخصائى الشفرة واختاره محمود رياض وزير الخارجية»، ويؤكد الديب: «فرضت السرية التامة على المهمة وطبيعتها سواء بالنسبة لوسائل الإعلام أو شركة الطيران»، وبالإضافة إلى هذه الأسماء يذكر سامى شرف أن القائمة ضمت محمد حسنين هيكل وجمال العطيفى.
 
يؤكد «شرف»، أن الرئيس عبدالناصر اتصل بهيكل وأبلغة تعليماته، ويذكر هيكل روايته حول ذلك فى مقاله «حوارات مع القذافى» المنشور فى مجلة «وجهات نظر- مايو 1999 - القاهرة».. قائلا: «كانت أنباء الثورة فى ليبيا قد أُعلنت للعالم الخارجى من إذاعات طرابلس وبنغازى ضحى يوم أول سبتمبر 1969.. كان الإعلان مصحوبا بالبيان الأول للثورة على مكتبى «رئيس تحرير الأهرام» حوالى الساعة العاشرة صباحا، واتصلت بجمال عبدالناصر لكنه كان قد دخل قاعة اجتماع طارئ لدول المواجهة «كما كانت تسمى فى ذلك الوقت»، وكانت تضم مصر وسوريا والعراق والأردن، وكان المطلوب من هذه الدول تنسيق العمل العسكرى على الجبهة الشرقية استعدادا للمعركة القادمة مع إسرائيل».
 
«انفض الاجتماع بعد نصف ساعة» حسب تأكيد هيكل، مضيفا: «فور فضه اتصل عبدالناصر به: «سألنى عما أستطيع استقراءه من بيان إعلان الثورة فى طرابلس، وكان سؤاله يحمل نبرة من طلب التدقيق شاغلها ومغزاها فى النهاية: «أهم (يقصد القائمين بالثورة فى ليبيا) أقرب إلى القاهرة.. أم أقرب إلى البعث؟ وأى بعث منهما «العراق أم سوريا»؟.. رد هيكل: «استقرائى للبيان أنهم أقرب إلى القاهرة، ذلك أنه بصرف النظر عن العبارات الإنشائية فى النص فإن ترتيب شعار الحرية والاشتراكية والوحدة جاء متفقا مع الترتيب الذى يستعمل فى القاهرة، ومخالفا للترتيب الذى يستعمله حزب البعث والذى ترد فيه الوحدة قبل الاشتراكية وقبل الحرية».
 
يذكر هيكل، أنه فى الساعة الثالثة والربع «1 سبتمبر» عاد عبدالناصر إلى الاتصال به، وقال له إن هناك الآن اتصالات جارية بقصد الاتفاق: إما على مجىء وفد من الثوار إلى القاهرة، أو على ذهاب وفد مصرى إلى ليبيا ويقابل ممثلا أو ممثلين لقيادة الثورة، ويضيف: «فى الساعة الخامسة والربع بعد الظهر عاد جمال عبدالناصر إلى الاتصال بى وأتانى صوته على التليفون ضاحكا قبل أن يقول كلمة واحدة، وتساءلت، وكان قوله: يظهر أنك سوف تقضى ليلتك فى بنغازى لأنهم طلبوا حضورك.. إنهم طلبوك بالاسم وهم يعرفون صلتك بى، كما أنهم يقرأون مقالاتك أو يسمعونها من الإذاعات ورأيى أن تذهب.. سنبعث بمندوب ينسق مسائل الأمن معهم، ولكنى رحبت بطلبهم لك، ورأيى أن تذهب وتعود بسرعة وتعطينى تقييما سياسيا»، يضيف هيكل: قلت متحمسا: إنه بصرف النظر عن أى شىء فأنا أريد أن أذهب مادامت هناك فرصة كصحفى بالدرجة الأولى، وتساءلت: هل أستطيع أن آخذ مصورا من الأهرام معى؟ وقال جمال عبدالناصر الذى كان يتبرم أحيانا من هوسٍ صحفى يجده لا يفارقنى فى كل الأوقات: خذ من تشاء، وكان رفيقى فى ذلك الوقت «محمد يوسف».
 
يؤكد شرف، أنه كان مقررا أن يبقى الوفد المصرى فى ليبيا أسبوعا، على أن يعود «هيكل» بعد أول اجتماع برجال الثورة لإبلاغ الرئيس عبدالناصر بانطباعاته هو وأعضاء الوفد عن شخصيات العهد الجديد، وقبل السفر إلى ليبيا ذهب فتحى الديب إلى لقاء عبدالناصر يوم 3 سبتمبر، فماذا دار فى هذا اللقاء؟









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة