سارة ماردينى وشقيقتها يسرى، لاجئتان سوريتان حققتا الشهرة على وسائل الإعلام بفضل جهودهما فى إنقاذ اللاجئين السوريين من الغرق، ولكن وبعد 3 أعوام فقط على وصولهما لأوروبا والعالمية، تلاحقهما الآن تهرب تهريب البشر.
قصة الشقيقتان بدأت فى قارب لاجئين سوريين فى أغسطس 2015 انطلق فى رحلة محفوفة بالمخاطر عبر بحر إيجه لدخول أوروبا عبر ليسبوس اليونانية، وفى عرض البحر انقلب القارب وكاد الركاب يصبحون رقما فى قائمة ضحايا المراكب الغارقة ولكن سارة ويسرى ماردينى وهما سباحتان محترفتان تمكنتا من إنقاذ 18 راكب وتجنب المأساة.
وجاءت النجومية لهما فى 2016 بتقرير على موقع مفوضية الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين يبرز أعمال الانقاذ التى قامت بها الشقيقتان وبالإشارة أيضا لكون يسرى صنعت التاريخ بالمنافسة ضمن فريق اللاجئين فى أولمبياد ريو 2016 ورغم أن عمرها لا يتجاوز وقتها 18 عاما إلا أنها هذا لم يمنع تعيينها سفيرة للنوايا الحسنة فى الأمم المتحدة.
سارة ماردينى
بينما الأخت الكبرى سارة البالغة من العمر وقتها 21 عاما عادت إلى ليسبوس فى اليونان بدلا من الإقامة فى ألمانيا من أجل التطوع فى منظمة خيرية هى المركز الدولى للاستجابة والطوارئ وهى منظمة يونانية غير هادفة للربح تعمل على انقاذ اللاجئين من عرض البحر وإيصالهم لشاطئ جزيرة ليسبوس لإنقاذ حياتهم.
وحصلت سارة ماردينى على منحة دراسية من "كلية بارد" الألمانية فى برلين مكافأة لها على جهودها الإنسانية.. كما حصلت الأختان على جائزة بامبى Bambi Awards لعام 2016 وهى أهم جائزة فى مجال الإعلام بألمانيا.
ولكن لم تدر سارة أن انقاذ اللاجئين من الموت والذى جلب لها الشهرة هو نفس الأمر الذى جلب لها تهم جنائية ووضعها فى نفس مستوى المهربين حيث وجهت لها الشرطة اليونانية تهمة تهريب البشر بمساعدة مهاجرين غير شرعيين على دخول البلاد.
وتم احتجاز ماردينى فى سجن خارج العاصمة اليونانية أثينا، من قبل الشرطة التى قالت إن القبض على السباحة السورية جاء ضمن عملية لتفكيك خلية إجرامية من 30 فردا كلهم أعضاء منظمات خيرية على غرار المنظمة التى تطوعت فيها سارة.
سارة ويسرى ماردينى مع جوائز بامبى
وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية قال هاريس بيتسيكوس المحامى عن سارة ماردينى إن ما فعلته الشرطة يعنى القبض على أشخاص لمساعدتهم لاجئين فى حاجة للإنقاذ، وأن الشرطة بهذا تجرم تقديم المساعدة لأشخاص يواجهون الموت فى عرض البحر.
وأنكر المحتجزون كلهم التهم الموجهة إليهم بينما ينتظرون جلسة المحاكمة الأولى، بينما قالت المنظمة نفسها فى بيان إنها تنظر بعين القلق للتحقيقات والاعتقالات التى طالت المتطوعين، ولكن قالت المنظمة إن ليس كل المقبوض عليهم من عناصر المنظمة الخيرية، ولكن بعضهم من المتطوعين وبعضهم ينتمون لجمعيات أخرى.
وبمجرد أن وصلت أنباء القبض عليهم قامت المنظمة بحسب البيان بالتوجه لمركز الشرطة وتقديم توضيح بأنها لا علاقة لها بأى أنشطة إجرامية.
وأكدت المنظمة على ضرورة إيضاح أنه لا توجد لديها مخالفات قانونية أو مالية وكل الأموال التى تحصل عليها المنظمة من جهات دولية يتم أولا التحقق من مصادرها عبر شركات مالية دولية، فى إشارة لكون المنظمة لا تأخذ أموالا من اللاجئين لتهريبهم لداخل اليونان.
وأضافت المنظمة بأن التحقيقات لا تزال جارية وأن كثير من المعلومات حول القضية هى معلومات مغلوطة يتم تداولها إعلاميا فقط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة