منذ عام 2015 يروج الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لبناء مطار جديد فى مدينة إسطنبول، فى وقت قياسى لا يبالى بالظروف المعيشية والصحية للأشخاص العاملين فى المشروع.
فقبل أيام من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية فى يونيو الماضى، والتى وصفها البعض بالمزورة هبطت طائرة أردوغان وسط المكان الذى يعمل فيه نحو 35 ألف شخص على مدار الساعة لإنهاء البناء فى الوقت المحدد وهو شهر أكتوبر المقبل، وهذا يتسبب فى موت العديد منهم.
عمال المطار
ونتيجة لسوء الأحوال المعيشية ومعايير السلامة المهنية والصحية فى موقع البناء، انتفض معظم العاملين فى المطار، فى وجه الحكومة التركية ونظموا احتجاجا وإضرابا للمطالبة بتحسين أوضاعهم الإنسانية، وظروف عملهم الخطرة، وتحصيل رواتبهم.
وعلى الفور، أطلقت شرطة أردوغان القنابل المسيلة للدموع، وخراطيم المياه على المحتجين لتفريقهم بالقوة واعتقلت المئات منهم.
وبدأت الاحتجاج بعد وقوع حادث لحافلة مخصصة لنقل العاملين فى الموقع أمس الجمعة مما أسفر عن إصابة 17 منهم.
قمع الشرطة التركية
وقال أوزجور كارابولوت المدير العام لاتحاد نقابات العمال التقدمى التركى لرويترز: "اقتحم نحو 30 رجل أمن مخيم العمال وحطموا البوابات وألقوا القبض على حوالى 500 عامل".
وكشفت مصادر لصحيفة الزمان التركية، أن من بين المعتقلين الأمين العام لنقابة العاملين فى قطاع الإنشاءات يونس أزجور، ومسئول التنظيم دنيز جيدار.
وأوضح على بيار، نائب معارض من حزب الشعوب الديمقراطى الموالى للأكراد، أن الجزء المخصص لمبيت العمال "يبدو مثل معسكر اعتقال، عندما ذهبنا هناك هذا الصباح كان أفراد الأمن لا يزالون يعتقلون العمال".
ومن المقرر افتتاح المطار بنهاية أكتوبر، لكن كارابولوت قال إن هذا الموعد محل شك لأن العمل المتبقى سيستغرق شهرين آخرين.
وتشكو نقابات عمالية منذ فترة طويلة من ظروف العمل وإجراءات تأمين العمال فى المطار، لكن حالة الطوارئ التى فرضت فى البلاد بعد تحركات الجيش التركى ضد أردوغان عام 2016 لم ترفع إلا فى يوليو الماضى، وحدت السلطات من حقوق الإضراب والاحتجاج.
وقالت وزارة العمل فى فبراير، إن 27 عاملا توفوا فى المطار منذ بدء العمل فى المشروع فى 2015 بسبب حوادث الموقع أو مشكلات صحية.
كما يشكو العمال أيضا من سوء نوعية الطعام المقدم لهم وانتشار حشرات الفراش فى مضاجعهم وتأخر دفع رواتبهم، كما أظهرت صور نشروها عبر الإنترنت شقوقا فى الأسقف والجدران فى أماكن المبيت.
الشرطة التركية
وقالت شركة (آي.جي.إيه) المشغلة للمطار، إن رئيسها التنفيذى قدرى سامسونلو التقى بممثلين نقابيين وينظر فى شكاواهم.
وقال كارابولوت إن الاتحاد لم يتلق إلا تعهدات شفهية من الشركة وإنه يريد التزامات كتابية. لكنه ذكر أن الكثير من العمال لم يمكنهم مواصلة الاحتجاج.
وقال: "أغلبهم اضطر للعمل اليوم تحت ضغط وتحت تهديد، لذلك ذهبوا للعمل اليوم رغما عنهم لكنهم يريدون أن يعرف الناس أنهم سيحتجون الليلة إذا لم يفرج عن أصدقائهم".
وسبق أن تحدث عدد كبير من التقارير الإعلامية عن وقوع وفيات وإصابات خطرة فى صفوف العمال فى المطار، الذى يعمل فيه نحو 35 ألف شخص على مدار الساعة لإنهاء البناء فى الوقت المحدد.
عمال المطار الجديد
عمال مطار إسطنبول الجديد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة