10 سنوات على الأزمة الاقتصادية العالمية.. جيل الألفية الأكثر تضررا.. يعيش فى رعب ويفكر فى المعاش فى سن العشرين ويميل للادخار بدلا من الإنفاق.. وترامب والجمهوريون الفائز السياسى من الكساد.. وأوباما يلقى اللوم

السبت، 15 سبتمبر 2018 02:30 م
10 سنوات على الأزمة الاقتصادية العالمية.. جيل الألفية الأكثر تضررا.. يعيش فى رعب ويفكر فى المعاش فى سن العشرين ويميل للادخار بدلا من الإنفاق.. وترامب والجمهوريون الفائز السياسى من الكساد.. وأوباما يلقى اللوم جيل الألفية يخشى الاستثمار
كتبت - سالى حسام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"أنا محظوظ لأنى تخرجت من الجامعة وقت الأزمة الاقتصادية العالمية.. فهذا يعنى أننى بدأت من الصفر ولم يعد هناك ما هو أسوأ وليس أمامى سوى الصعود".. عبارة قالها مارك مانسون فى كتابه "فن اللامبالاة" عندما كان يتحدث عن استثمار العقبات فى الحياة والنظر لها بشكل جيد.. لكن هذا لا يعنى أن أغلب أبناء جيل الألفية يشاركونه الرأى حيث أظهرت دراسات أن الشباب الذين كانوا فى أواخر مراحل الدراسة وقت الأزمة، مازالوا يعانون الكساد فى حياتهم حتى الآن.

 

10 سنوات من الرعب

بحسب دراسة لبنك أوف أمريكا عبر مركز "ميريل إيدج" فإن جيل الألفية يعيش فى رعب منذ الأزمة الاقتصادية وحالتهم المادية أسوأ من جيل أبائهم مواليد الخمسينات وهى فى نفس المرحلة العمرية.. حيث لا أغلب شباب الألفية بين 18 و 34 عاما.. لا يستطيع شراء منازل بنفس السهولة، ولا حتى الاستقلال عن منزل العائلة واستئجار شقة إلا إذا كان سيتشارك الشقة مع زملاء.

 

الشباب أكثر حرصا فى صرف المال
الشباب أكثر حرصا فى صرف المال

كما يعانون حالة من الرعب أثرت على طريقة تعاملهم مع الأموال التى يتقاضونها من وظائفهم وأشغالهم.. وبحسب CNN فإن الشباب فى سن 18 إلى 34 عاما والذين تمكنوا من العثور على عمل يحصلون منه على دخل فوق 50 ألف دولار، يقومون باستثمار وادخار 20 ألف دولار أو أكثر.. بينما جيل الأباء كان ينفق أغلب المال على شراء السيارة والمنزل وتأسيس عائلة وانجاب أطفال أكثر.

 

وقال المسؤول عن الدراسة أرون ليفين: "جيل الألفية يلعب بحذر.. لا يريدون الخسارة فى آخر العمر كما شاهدوا هذا يحدث لأبائهم وأجدادهم قبل 10 سنوات وهم يخسرون مدخراتهم".

 

وأضاف ليفين: "إنهم يريدون أن يؤسسوا عائلات وأن يكون لديهم أطفال لكنهم يؤخرون هذا حتى يكونوا متأكدين من أنهم يستطيعون الإنفاق على العائلة".. حيث 73% يرون تأسيس عائلة دليل على النجاح والاستقرار  ولكن الأولوية هى الحصول على وظيفة من أجل هذا".

 

جيل الألفية يخشى الاستثمار
جيل الألفية يخشى الاستثمار

 

والأكثر من هذا أغلب جيل الألفية يخطط لمرحلة المعاشات وهو فى العشرينات من العمر، بحيث 42% لا يأخذون أجازات سنوية من أجل توفير مزيد من المال لمرحلة التقاعد عن العمل.. والمثير هنا أنهم يرون التقاعد عن العمل بشكل مختلف عن جيل الأباء حيث يرون التقاعد ليس الجلوس فى المنزل والتوقف عن العمل، بل الوصول للحرية المالية أى الأمان المالى الذى يجعلهم غير مضطرين للعمل بعد هذا وغالبا ما يكون الهدف لذلك فى الأربعينات لأوائل الستينات من العمر.

 

فى الجيش الأمريكى

الأزمة الاقتصادية أثرت أيضا على جيل الألفية وقرار الكثير منهم حول الخدمة العسكرية فى الجيش الأمريكى.. فالمواليد فى أوائل الثمانينات وأوائل التسعينات "جيل الألفية" واجهوا أزمتين على التوالى "هجمات سبتمبر والحرب على الإرهاب وتلاها الأزمة الاقتصادية.. ومع أنهم يوصفون بأنهم أكثر جيل متعلم فى أمريكا، إلا أنهم كانوا يلقون الصعوبات فى الحصول على عمل.. الأمر الذى دفع بكثير منهم للالتحاق بالجيش كوسيلة لتأمين المال.

شباب الألفية فى الجيش الأمريكى
شباب الألفية فى الجيش الأمريكى

وبحسب موقع military times فإن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" تحتفظ ببيانات عن المجندين الشباب واتضح منها أن أغلبهم انضم للجيش مع صعود مشاعر الوطنية بعد 11 سبتمبر ثم خفت هذا السبب وأصبح السبب الرئيسى هو الماديات مثل البحث عن عمل وفرصة السفر والمركز الاجتماعى وهى نفس الأسباب التى كان أجدادهم ينضمون للجيش بسببها.

 

وتحديدا كانت بداية الأزمة الاقتصادية السبب فى شعور عام بالتشاؤم وانخفاض مشاعر الوطنية إلى 12% فقط بين المجندين الجدد الذين شعروا بأن حصيلة أعداد القتلى فى حرب العراق وأفغانستان تزداد بينما الحياة خارج الجيش تعنى الفقر.

 

فى السياسة جاء اليمين

هذه المشاعر ترتب عليها صعود اليمين المتطرف خارج الجيش الأمريكى، حيث ظهر على الساحة نشطاء ونجوم سوشيال ميديا مثل مايلو يانوبوليس كمذيع وإعلامى من جيل الألفية ويمينى متطرف كاره لشباب جيله يتهمهم بالكسل، كما ظهر أمثال الصحفى جوزيف بول واطسون اليمينى المتطرف المؤيد لترامب والذى اعتبر جيل الألفية السبب فى عدم تحسن الاقتصاد وأن إدارة أوباما الذى تولى الحكم مباشرة بعد الأزمة الاقتصادية فشل فى حل المشاكل الاقتصادية، باعتبار أن الدين العام الأمريكى فى أواخر عهد أوباما وصل إلى 20 تريليون دولار.

صعود المحافظين بعد الأزمة الاقتصادية
صعود المحافظين بعد الأزمة الاقتصادية

وهذا تم ترجمته بانتقادات للبنوك والشركات الكبرى ونظام العولمة، مما أدى لتصاعد شعبية ترامب باعتباره قادم من خارج الملعب السياسى ولم يحصل على رشاوى من شركات وول ستريت ولا تلاحقه تهمة "المال السياسى".. بينما أوباما كان صاحب خطة دفع المال لبنوك وشركات وول ستريت حتى تعود للعمل ويتحرك الاقتصاد على الرغم من عدم وجود تعويضات للأمريكيين من الأسر المتوسطة التى خسرت كل مدخراتها.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة