خالد ناجح

السيسى يمد طريق الحرير لأفريقيا من مصر

الخميس، 13 سبتمبر 2018 03:53 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مرت مصر بمؤامرة كبرى عقب أحداث يناير 2011 كادت تقضى فيها على الأخضر واليابس، بل وتُدخِل مصر -البلد الأمين- في دوامة لا آخر لها من الفتن، لولا أن الله ثم الجيش ومؤسسات الدولة استطاعت إفشال تلك المؤامرة، بل وبفضل هذا الشعب وجيشه العظيم انطلق قطار البناء فى مصر استكمالاً للقضاء نهائياً على أى بقايا لتلك المؤامرة التى حوّلها الشعب لتصبح حافزاً للتنمية، بالتزامن مع ثقافة هذا الشعب التى رفضت الفاشيست الدينى فى بلد وسطى لا يعرف التطرف.

وهبنا الله رئيساً -وهذا من حُسن قدرنا- يملك جرأة الإصلاح الذى كان يخاف منه كل حاكم قبله، اعتمد الرئيس على وعى الشعب واستخدم الشعور بالخوف علي البلد ليحوله لحافز  لدحر الإهاب البغيض، وتحقق آمال شعبه، وكسب السيسى رهانه على الشعب المصرى الواعى الذى تفهم معنى الإصلاحات ووقف بجوار دولته.

صورة الرئيس فى المنتدى الإفريقى بالصين ومن حوله القادة الأفارقة جعلتنا نشعر بالفخر، ولسان حالنا يقول: نعم لقد عادت مصر لقيادة القارة التى رجعت هى بدورها لمصر عبر سياسة خارجية تقوم علي "الشرف والصدق" والمصالح المشتركة.

أما الصين التي يبلغ حجم التجارة المتبادلة بينها وبين الدول الإفريقية 170 مليار دولار، وتتخطى الاستثمارات الصينية بالدول الإفريقية الـ100 مليار دولار، كما تعمل 3100 شركة صينية فى مشروعات مهمة واستراتيجية بعدد من الدول الإفريقية، بينها مشروعات تتعلق بالبنية التحتية.

لذا كانت الصورة في الصين، والتى زارها الرئيس خمس مرات منذ توليه الحكم، وهذا يعكس والذى رصده تقرير أعدته الهيئة العامة للاستعلامات، يوضح مدى تطور العلاقات الثنائية بين البلدين ووصولها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، التى تعكس مصالح شعبين صديقين، ويعكس حضارة وعراقة تاريخيهما لتنتج التوقيع على عدد من الاتفاقيات والعقود مع عدد من الشركات الصينية لتنفيذ 7 مشروعات فى مصر بقيمة استثمارية تبلغ نحو 18.3 مليار دولار، وتشمل إنشاء المرحلة الثانية للأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية، ومشروع محطة الضخ والتخزين بجبل عتاقة، ومشروع إنشاء محطة توليد الكهرباء بالحمراوين، ومشروع منطقة مجموعة "شاوندونج روى" للمنسوجات، ومشروع "تاى شان" للألواح الجبسية، ومشروع "شيامن يان جيانج" لتصنيع المواد الجديدة، وإنشاء معمل تكرير ومجمع البتروكيماويات بمحور قناة السويس -  بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والصين 11 مليار دولار في 2017، كما ارتفع بنسبة 25.86% خلال الربع الأول من العام الحالي ليبلغ 2.835 مليار دولار مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى - بالإضافة أيضا لدعم مصر لمبادرة الرئيس الصينى (الحزام والطريق)، خاصة أن مصر تعد شريكاً حضارياً وتاريخياً للصين فى تلك المبادرة التي تمثل إعادة لإحياء طريق "الحرير"، كما أن المبادرة تتجاوز بُعدها التجارى لتشكل عدداً آخر من المحاور الثقافية والحضارية التي تهدف إلى تحقيق الترابط بين الشعوب، وهى الأهداف التي طالما أيدتها مصر وسعت إلى تعزيزها.

ومشروع طريق الحرير، والمخطط له أن يصبح مشروع القرن لأنه يربط مصالح ودول كثيرة ببعضها البعض، حيث سينتفع به 68 دولة، من إفريقيا إلى آسيا وأوروبا، يعيش فيها أكثر من 4 مليارات نسمة، وقد وعدت الصين بتخصيص مبلغ 124 مليار دولار للمشروع، ومن المتوقع أن تبلغ  العوائد جراء المبادلات التجارية بين هذه الدول مئات المليارات من الدولارات لتحقيق المصالح المشتركة.

جدول الرئيس كان مزدحماً جداً فقد حضر هذه القمة عدد كبير من ممثلى الدول الإفريقية على مستوى الرؤساء ورؤساء الحكومات والوزراء، وعدد من رؤساء المنظمات الدولية والافريقية.

، ولأن إفريقيا هى قارتنا الأم ولأنها كانت حاضرة، فقد ناقش الرئيس مع القادة الأفارقة مشكلاتهم ووجهة نظر مصر فيها،   وهو ما دعاه لعقد قمم إفريقية مصغرة على هامش المنتدى ببكين،فالتقى الرئيس الصومالى محمد عبد الله فرماجو، ورئيس جنوب السودان سلفا كير، والرئيس السودانى عمر البشير، كما التقى الرئيس بمقر إقامته بالعاصمة بكين، رئيس الوزراء الإثيوبي آبى أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي، وفى ذهنه أمن مصر المائى، حيث أكدا خلال اللقاء عزمهما التوصل إلى اتفاق بشأن سد النهضة ما يؤمن حقوق مصر المائية فى نهر النيل، كما يحفظ للجانب الإثيوبى حقوقه فى تحقيق التنمية دون إضرار بأى طرف آخر، إلى جانب الاتفاق على أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل التجارى بين البلدين خلال الفترة المقبلة.

الرئيس دائماً يحافظ على علاقات متوازنة مع الدول، وكلما تحقق استقرار داخلى على كافة المستويات انعكس ذلك على تحقيق نجاحات خارجية، ما يُمكّن الرئيس من تحقيق مكاسب أكبر لمصر..

وعند المحطة الأخيرة فى جولة الرئيس الخارجية لنا وقفة، فهى أول زيارة رسمية يقوم بها رئيس مصرى لهذه الدولة الصديقة التى تقع فى آسيا الوسطى إنها "أوزبكستان" التى أعلنت استقلالها بعد انهيار الاتحاد السوفيتى فى الأول من شهر سبتمبر عام 1991، وحققت نمواً اقتصادياً بمعدل تجاوز الـ7 فى المائة خلال العقد الأخير، وتعد عاصمتها "طشقند" المركز الثقافى والاقتصادى الرئيسى فى آسيا الوسطى.

إن الرئيس لا يتوانى عن فتح أسواق جديدة خاصة، أن الزيارة شهدت  توقيع 11 اتفاقية ومذكرة تفاهم بشأن تعزيز التعاون بين وزارتى خارجية البلدين، والتعاون فى مجالات العلاقات الاستثمارية الثنائية والشباب والرياضة والزراعة والعدل والسياحة والآثار والتراث الثقافى والمتاحف والتعليم العالى ومنع الازدواج الضريبى.

ومع هذه الزيارة غير المسبوقة تتجه الأنظار لأوزبكستان بثقافتها الثرية وإسهاماتها المهمة في التراث الحضاري للعالم الإسلامي وأسماء مدن وأعلام وعلماء أنجبتهم هذه الأرض ليكتبوا صفحات مضيئة فى التاريخ الثقافى العالمى، وتبقى تلك الأسماء حاضرة فى الذاكرة الإنسانية.

وفى كل بلد يزوره الرئيس السيسى يلقي ترحيباً واستقبالاً وحفاوة قد لا يجده رئيس آخر لدولة آخرى، ولكن الرئيس السيسي كبير لبلد كبير بحجم مصر.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة