أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 12 سبتمبر 1965.. عبدالناصر فى الدار البيضاء لحضور القمة العربية.. ويقول لمرافقيه: «هناك أزمة فى العالم العربى بين الآمال والإمكانيات»

الأربعاء، 12 سبتمبر 2018 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 12 سبتمبر 1965.. عبدالناصر فى الدار البيضاء لحضور القمة العربية.. ويقول لمرافقيه: «هناك أزمة فى العالم العربى بين الآمال والإمكانيات» جمال عبدالناصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وصل الرئيس جمال عبدالناصر إلى مدينة الدار البيضاء بالمغرب ظهر 12 سبتمبر «مثل هذا اليوم عام 1965» لحضور مؤتمر القمة العربية الثالث، حسب تأكيد محمد حسنين هيكل فى كتابه «الانفجار 1967».
 
يؤكد هيكل: «كان عبدالناصر أدرى الناس بالأجواء الحقيقة للمؤتمر المنتظر، فقد كانت رئاسة المؤتمر من نصيبه لأن الدور كان على مصر فى رئاسة مجلس الجامعة العربية، وباعتباره رئيسا للمؤتمر كان - والملك الحسن رئيس الدولة المضيفة - مسؤولا عن أعمال المؤتمر وإدارته، وفضلا عن ذلك كان جمال عبدالناصر هو صاحب الدعوة إلى مؤتمرات القمة التى بدأت فى «يناير 1964»، ثم المؤتمر الثانى «سبتمبر 1964»، ثم وجه الملك الحسن الثانى الدعوة لاستضافة المؤتمر الثالث فى الدار البيضاء.
 
رافق عبدالناصر غلى الدار البيضاء، زكريا محيى الدين نائب رئيس الجمهورية، أنور السادات رئيس مجلس الأمة، الدكتور محمود فوزى نائب رئيس الوزراء للشؤون الخارجية، محمود رياض وزير الخارجية، الفريق أول محمد فوزى رئيس هيئة أركان القوات المسلحة المصرية، محمد حسنين هيكل.
 
يكشف هيكل، أنه فى الطريق من القاهرة أجرى عبدالناصر مراجعة أخيرة لملفاته، وكان أكثر ما لفت نظره مجددا فى الأوراق هو الوضع الحرج الذى يحيط بمهمة القياة العربية الموحدة للجيوش العربية التى قرر مؤتمر القمة الأول تشكيلها، فهذه القيادة تجد نفسها محاصرة بين إرادات سياسية لا تستطيع الوصول إلى قرار، ووفقا لهيكل: «وضع عبدالناصر خطا أمام فقرة من تقرير كتبه قائدها الفريق أول «على عامر» نصها: «قامت القيادة بتخطيط الدفاع الجوى والبحرى عن لبنان فى السلم والحرب، وفى حدود الامكانيات المتيسرة فى الوقت الحاضر فى سوريا ولبنان، واقترحت القيادة عدة مرات دخول قطعات أرضية سورية إلى لبنان لضمان موقفها البرى فى حالة الاعتداء الشامل عليها وإلى حين قيام باقى الجيوش العربية بعملياتها لنجدتها، ولكن السلطات اللبنانية لم توافق على ذلك، ومازالت القيادة ترى ضرورة تنفيذ ذلك، ولكن الأمر متوقفا على موافقة السلطات اللبنانية ذاتها وهى لا تعطى هذه الموافقة».
 
قرأ عبدالناصر تقريرا آخر يحتوى على مذكرة سورية تحتج بشدة على القيادة العامة للقوات الموحدة، التى لم تعط للقوات السورية أمرا بدخول لبنان، وتضمنت المذكرة اتهام من سوريا حاد اللهجة بالإهمال والتقاعس للقيادة العامة، وحسب هيكل فإن عبدالناصر نحى الملف جانبا، وعلق على الصورة العامة للموقف للجالسين معه فى الطائرة، وكان مجمل ما أبداه من آراء: 
 
1 - هناك أزمة مستعصية فى العالم العربى بين الآمال والإمكانيات، وفى هذا التناقض فإن أولويات العالم العربى مختلطة.. 2 - الأزمة الحادة بين الحكومة السورية فى ذلك الوقت وبين القيادة العليا للقوات العربية الموحدة هى فى الواقع أزمة بين «بلاغة الخطابة» و«حدود الفعل»، وأن هذا التناقض قادر على تحويل المؤتمر إلى مسرح دعائى أكثر منه اجتماعا نافعا.. 3 - إنه فى هذه الأزمة يواجه مشكلة حساسة تتمثل فى حقيقة أن العسكريين البارزين فى القيادة العربية الموحدة جميعهم من المصريين.. 4 - إن المطلب السورى الملح بطلب التحرير الفورى والكامل لفلسطين هو هدف عشرات السنين القادمة، ولايمكن مطالبة أى قيادة عسكرية بضع خطة له».
 
يرى هيكل: «كان هناك عنصر خامس لم يشر إليه عبدالناصر لكنه كان محسوسا فى مقصورة الطائرة، وهذا العنصر هو شخص جمال عبدالناصر نفسه، فقد كان واضحا أنه الزعيم الكبير الذى علقت عليه الأمة آمالها، وأن كتلها الشعبية تتطلع إليه لتحقيق هذه الآمال دون أن تكون على علم بالحقائق، وهى تطلب منه المعجزات دون أن تتوفر لديه الوسائل، وخبر ذلك بنفسه حينما أعلن أنه لا يملك خطة لتحرير فلسطين، فقد أحدث ذلك الإعلان ضجة واسعة فى العالم العربى، وجاء إلى لقائه عددا كبير من الساسة العرب يرجونه ألا يكرر ذلك الإعلان لأنه صدمة لمشاعر الأمة، وكان بين الذين جاؤا أحمد الشقيرى وكان رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية، وكان رأيه: «أن هذا الإعلان نزل على جماهير الشعب الفلسطينى فى الأرض المحتلة بوقع الصاعقة»، ورد عبدالناصر: «إننى أريدهم أن يعرفوا الحقائق»، ورد الشقيرى: «الجماهير تملك آمالها، وأما الحقائق فهى ملك زعمائها، وبخاصة الزعماء التاريخيين الذين تتعلق بهم هذه الآمال، ورد عبدالناصر بأنه «لن يكون وحده الذى يحرر فلسطين، وإنما الشعوب التى يتعين عليها أن تتحمل مسؤوليات وتكاليف التحرير، وهذا يعطيها الحق فى معرفة الحقيقة»، ورد الشقيرى إنه «يتوسل إلى الرئيس أنه لا يكرر هذا التصريح حفاظا على معنويات الأمة».
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة