الجامعة المصرية للعلوم الإسلامية "نور مبارك"، التابعة لوزارة الأوقاف المصرية بدولة كازاخستان، معلم حضارى وإشعاع وسطى فى وسط آسيا تشهد تطورا متلاحقا واهتمام البلدين المتشاركان فى صناعة السلام، والتاريخ القديم لدى حكم المماليك لمصر وهم من اصول كازاخستانية.
ويتفق البلدان على تشكيل مجلس أمناء مشترك للجانبين لتسيير عمل الجامعة ومؤتمراتها السنوية لتعزيز السلام والوسطية والذى انعقد مؤخرا لوضع أجندة عمل واتخاذ بعض القرارات.
نشر ثقافة السلام
من جانبه، أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن الرئيس عبد الفتاح السيسى ونظيره الكازاخستانى يعملان على نشر ثقافة السلام، وسوف يعقد مؤتمر مشترك حول هذا الجانب لتوثيقه، مضيفا أن جامعة نور مبارك المصرية بدولة كازاخستان معتمدة فى الجودة.
وأضاف جمعة، أن طلاب الجامعة تضاعف عددهم بنسة 150%، مؤكدا على أن الوزير الضيف أبدى سعادته بزيارة مصر ورؤيته للأهرامات وزيارته لمسجد الظاهر بيبرس، كما يعقد عدة اجتماعات وفعاليات له بالقاهرة، مشيرا إلى متانة العلاقة بين البلدين.
وفى سياق متصل، أكد أرمان إيساغالييف، سفير دولة كازاخستان بالقاهرة، متانة العلاقات بين البلدان، حيث مرت على العلاقات المصرية 26 عاما، مضيفًا أن زيارة الرئيس السيسى لدولة كازاخستان عام 2016 كانت زيارة جيدة ومثمرة للعلاقات بين البلدين، حيث التاريخ المشترك وفترة حكم المماليك.
مؤتمر الأديان والعيش المشترك
وأشار إيساغالييف، إلى أنه سوف يلتقى وفد بلاده الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، حيث سيدعى إلى مؤتمر الأديان والعيش المشترك، ليلقى كلمة الشعوب الإسلامية فى أول زيارة له بمؤتمر سينعقد فى أكتوبر المقبل.
فيما قال سيركباى أوراز، مفتى كازاخستان، إن جامعة نور مبارك تقدم جهدا كبيرا لنشر الوسطية بتعاون مصرى كازاكى، مضيفًا أن هناك ترحيبا بالتعاون المشترك، لنشر الوسطية وترسيخ قيم التعاون والتعايش من أجل العالم.
فيما أصدر وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة قرارا بتعيين الدكتور محمد الشحات الجندى رئيسا للجامعة المصرية للثقافة الإسلامية التابعة للأوقاف المصرية بدولة كازاخستان الشقيقة، متمنيا كل التوفيق فى أداء مهمته العلمية ودعم دور الجامعة فى نشر الفكر الإسلامى الوسطى الصحيح ودعم أواصر الصداقة بين الشعبين الشقيقين المصرى والكازاخى فى ظل القيادة السياسية الحكيمة بكل من الدولتين الشقيقتين.
من جانبه قام وزير التنمية المحلية وشئون الأديان بكازاخستان دارخن كاليتيف، بتكريم وزير الأوقاف الدكتور مختار جمعة تقديرا لدوره فى تطوير الجامعة.
وتعقيبا على التكريم أكد وزير الاديان أن وزير الأوقاف المصرى أهل الجامعة للحصول جميع كلياتها على شهادة الجودة والاعتماد والمركز الأول فى الدراسات الإسلامية من بين خمس وسبعين جامعة بوسط آسيا، وزيادة عدد طلابها بأكثر من 150% خلال الأربع سنوات الأخيرة من نحو ستمائة وعشرين طالبا إلى أكثر من 1550 طالبا وبلوغ الدارسات العليا بها إلى مرحلة الدكتوراه، مما بوأها مكانة مرموقة فى المجتمع الكازاخستانى وفِى وسط آسيا كلها، وكذلك لدوره فى دعم العلاقات المصرية الكازاخستانية.
وكرم الوفد الكازاخستانى الذى يزور القاهرة حاليا برئاسة وزير التنمية المجتمعية وشئون الأديان وحضور مفتى كازاخستان وسفير كازاخستان بالقاهرة وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة موجهين دعوة خاصة لزيارة كازاخستان وأداء خطبة الجمعة وإلقاء عدد من المحاضرات العلمية والدينية والثقافية بها مع إقامة مؤتمر دولى بالمشاركة بين وزارة الأوقاف المصرية والجانب الكازخى بالجامعة المصرية للثقافة الإسلامية بكازاخستان خلال نوفمبر المقبل.
تطوير الجامعة فى إطار خطة شاملة لتعظيم دور مصر الريادى
قالت وزارة الأوقاف المصرية، إنه فى إطار دور مصر الريادى لنشر الفكر الإسلامى الوسطى الصحيح فى مختلف دول العالم، وفى إطار تعميق أواصر الصداقة بين مصر وكازاخستان يأتى دور وأهمية الجامعة المصرية للثقافة الإسلامية التابعة لوزارة الأوقاف المصرية بدولة كازاخستان الشقيقة تلك الجامعة التى حصلت جميع كلياتها على شهادة الجودة والاعتماد كما حصلت على المركز الأول فى الدراسات الإسلامية من بين 75 جامعة فى وسط آسيا فى ظل اهتمام وزارة الأوقاف المصرية بتطوير الجامعة فى إطار خطة شاملة لتعظيم دور مصر الريادى فى مجال حمل لواء الوسطية والاعتدال ونشر صحيح الإسلام ومحاصرة الفكر المتطرف وتصويب وتصحيح المفاهيم الخاطئة عن ديننا الحنيف فى مختلف أرجاء المعمورة.
واجتمع مجلس أمناء الجامعة برئاسة ووزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة من الجانب المصرى ووزير التنمية المجتمعية وشئون الأديان من الجانب الكازاخستانى، بحضور والدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية والشيخ صالح عباس القائم بأعمال وكيل الأزهر الشريف والدكتور محمد الخشت رئيس جامعة القاهرة والدكتور محمد المحرصاوى رئيس جامعة الأزهر والسفير ياسر عاطف نائب مساعد وزير الخارجية للشئون الثقافية والدينية والسفير هيثم صلاح سفير مصر بكازاخستان من الجانب المصرى، ومفتى كازاخستان وسفير كازاخستان بالقاهرة ومدير معهد الدراسات الدينية بدولة كازاخستان والوفد المرافق من الجانب الكازاخستانى.
فيما بدأ تاريخ جامعة فى سنة 1993 حين زيارة الرئيس نور سلطان نظرباييف فى جمهورية مصر العربية، حيث تعهدت الحكومتان الكازاخية والمصرية فى بناء جامعة إسلامية فى كازاخستان باسم الجامعة المصرية للثقافة الإسلامية «نور مبارك» أرهص الرئيس نور سلطان ومحمد المحجوب حرم الجامعة فى مايو 16 سنة 1993، وتمت المرحلة الأولى لبناء الجامعة فى سنة 2000 وتمت البناء طرأ وفتحت أبواب الجامعة الجديدة للطلاب فى سنة 2003.
وتمنح الجامعة التى أقيمت بمبادرة مشتركة للرئيسين محمد حسنى مبارك والكازاخستانى نور سلطان نزارباييف تمنح شهادات البكالوريوس والماجستير فى تخصصات عدة، وتخطط لاستحداث درجة الدكتوراه فى المستقبل القريب. ويترأس الجامعة الجانب المصرى، كما يوفد حوالى 20 أستاذا مصريا للتدريس بها.
وتتحمل وزارة الأوقاف المصرية تكاليف المبانى وإيفاد الأساتذة المصريين، بينما خصص الجانب الكازاخستانى الأراضى اللازمة للمبانى.
وأقيمت بمبادرة مشتركة بين الرئيسين حسنى مبارك والكازاخستانى نور سلطان نزارباييف وبدأت الدراسة بها فى عام 2011. وبدأ تاريخ مفاوضات إنشاء الجامعة فى سنة 1993 خلال زيارة الرئيس نور سلطان نظر باييف لمصر حيث تعهدت الحكومتان الكازاخية والمصرية فى بناء جامعة إسلامية فى كازاخستان باسم الجامعة المصرية للثقافة الإسلامية «نور مبارك«.
وتمنح الجامعة شهادات البكالوريوس والماجستير فى تخصصات عدة متعلقة بالدين الإسلامى، وتهدف إلى تدريب الأئمة فى كازاخستان، وذلك لحاجة دول آسيا الوسطى من أجل نشر الإسلام الوسطى على المنهج الحنفى السائد فى البلاد. وبحسب الاتفاق المصرى الكازاخى فإن القاهرة تحملت كافة تكاليف إنشاء المبانى الخاصة بالجامعة فيما تحملت كازاخستان مسئولية وتكلفة توفير الأرض الخاص بها، وذلك بهدف تخرج الكوادر الدينية الوسطية لإنقاذ البلاد من التطرف. وترأس الجامعة منذ عام 2003 حتى 2014 الدكتور محمود فهمى حجازى أستاذ علوم اللغة بكلية الآداب جامعة القاهرة وعضو المجمع العلمى المصرى، ثم تولى رئاسة الجامعة الدكتور جودة عبد الغنى بسيونى منذ 2014.
وتعتبر جامعة "نور-مبارك" المصرية التى أنشئت فى مدينة ألما آتا بجمهورية كازاخستان منبرا عربيا محوريا يقوم بتقديم صورة الإسلام المعتدل للشباب. وتشهد الجامعة إقبالا كبيرا من قبل الطلاب المحليين، حيث بلغ عددهم هذا العام 600 طالب.
وأشاد الجانب الروسى فى بعض إصداراته العربية بدور جامعة مصر فى نشر الوسطية فى محيط بلادها، مؤكدة على أن دول آسيا الوسطى تعانى من وجود بعض الجماعات المتطرفة التى تحاول زعزعة الاستقرار فيها وجذب شبابها إلى طريق التشدد والعنف. وتعتبر جامعة "نور-مبارك" المصرية التى أنشئت فى مدينة ألما آتا بجمهورية كازاخستان منبرا عربيا محوريا يقوم بتقديم صورة الإسلام المعتدل للشباب.
ويعقد مؤتمر الجامعة، زعماء الأديان 10 أكتوبر المقبل، لترسيخ التفاهم والتعايش والخروج بصيغة مشتركة لصنع السلام وخدمة البشرية بترتيبات مصرية كازاخستانية ورؤية مشترك لخدمة العالم.
كما أقامت الجامعة مؤتمرا سابقا تحت عنوان: "مؤسسات التعليم الإسلامى ودورها فى تقويم الانحراف الفكرى"، فى 29 مايو المقبل، وبحضور الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، وعدد من كبير من علماء الأزهر والعالم الإسلامى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة