لم يكتف بنجاحه فى ملاعب كرة القدم حتى لقبته الجماهير بـ"المايسترو"، فوسامته وموهبته أهلتاه لاقتحام عالم السينما، وترك بصمة لا تنسى بدأها عام 1961، فى فيلم «السبع بنات»، بطولة سعاد حسنى، ونادية لطفى، وزيزى البدراوى، ومن إخراج عاطف سالم، بترشيح من الفنان أحمد رمزى إذ كانت تجمعها علاقة صداقة قوية، وكتب اسمه على أفيش الفيلم "لأول مرة لاعب الكرة الدولى: صالح سليم".
بعدها شارك صالح سليم فى بطولة فيلم "الشموع السوداء" 1962، وكانت آخر أفلامه "الباب المفتوح" عام 1963 أمام فاتن حمامة، وكان دائما يواجه نفسه ويقول إنه لم يخلق للتمثيل، وذلك رغم اقتناع الجمهور به وتنبؤ الكثيرين من العاملين فى الوسط الفنى له بمستقبل باهر، حتى قرر الابتعاد عن السينما بسبب مقال للكاتب الصحفى لويس جريس نشر فى مجلة صباح الخير.
انتقد لويس جريس مشاركة صالح سليم فى السينما ووصفه بأنه مسكين جذبته الأضواء حتى صرعته وتركته للجمهور، وجاء نص ما كتبه كالتالى: «نجم الكرة اللامع أصابته الخيبة فى مجال السينما، المسكين جذبته الأضواء حتى صرعته وتركته للجمهور، والذى استرعى انتباهى ليلة الافتتاح أن الجمهور من معجبيه الكرويين لما يحاسبه على هفوته.. بل استقبلوه بالهتاف والتصفيق ولكنهم همسوا لبعضهم بأنه ممثل فاشل".
وتابع: «ودارت الحوارات الهدامة.. حوارات أكثر من التى دارت عن قصة لطيفة الزيات الممتازة أو تمثيل العظماء فاتن حمامة أو العبقرى البسيط حسن يوسف أو العملاق محمود مرسى.. أو حتى عن المخرج العبقرى هنرى بركات، ففشله السينمائى تأكد للمرة الثانية، ولكنه فشل الرجل الناجح، فشل نجم مشهور أُطلق عليه لقب المايسترو».
واختتم: «ولعل الكثيرين من أصدقائه سينصحونه بالابتعاد عن السينما، لأنه لا يصلح لها، وكفاه أنه لُدغ من جحر واحد مرتين».
لكن رغم رأى لويس جريس القاسى فى حق صالح سليم أنصفه فنانون فى الوسط الفنى وأشادوا بأدائه، إذ قالت المطربة نجاة، فى تصريحات نقلتها مجلة «الأهلى»، عام 2002: «كان يمتاز بصفات نادرة خلال البروفات والتصوير منها الانضباط والدقة فى الحضور المبكر والحرص على الأخذ بوجهات نظر الآخرين دون جدل، وكان عندما يتلقى التهانى من زملائه على نجاحه فى أداء دوره كان يرد بتواضع شديد ويعلق قائلا: فيه أحسن من كدة.. بس أنتم بتجاملونى».
الفنانة أمينة رزق التى قدمت دور أمه فى «الشموع السوداء»، قالت: «كان رائعا واقترب من مستوى المحترفين لدرجة أثارت دهشتنا جميعا لأن الممثل الجديد الذى يقف أمام الكاميرا لأول مرة غالبًا ما تظهر منه بعض الهنات، ولكن صالح سليم كان متمكنًا من التمثيل، لهذا رحنا نتساءل لماذا لم يستمر فى التمثيل، ولكن يبدو أن الكرة ومتابعة شؤونها أخذته وهذا من سوء حظنا وسوء حظ الفن والسينما».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة