"يا عم سلامة ما تقولى فى إيه هى القيامة قامت ولا إيه" كلمات أغنية المطرب حكيم لخصت حكاية "عم سلامة" 90 سنة الذى قتله أقرب الناس له "حفيده" بدم بارد لسرقته داخل شقته بمنطقة الظاهر، ولم يكتف بذلك بل أشعل النار فى جثته، لإخفاء معالم جريمته، فى واحدة من أبشع الجرائم الأسرية التى انتشرت فى الفترة الأخيرة .
"اليوم السابع" انتقل لمكان الحادث - شقة المجنى عليه التى تقع بالطابق الأرضى - الشقة تحولت إلى كتلة من الفحم. وخيم الحزن على جيران المجنى عليه، وما زالوا فى ذهول مما حدث، بعدما علموا أن وراء الواقعة "مصطفى" حفيد المجنى عليه الذى كان يتردد عليه من حين لآخر.
يقول أحد جيران المجنى عليه إن يوم الواقعة كان فى شقته وطرق عليه جاره الباب فى قرابة الساعة الثانية صباحا، وقال له إنه يشتم رائحة دخان فى العقار فأبلغه أن مصدر الدخان ليس من شقته، وبعدها بدقائق الدخان بدأ يتصاعد فى العقار.
وأضاف لليوم السابع: "نزلت إلى الطابق الأرضى، فوجدت الدخان يتصاعد من شقة عم سلامة، وحدثت حالة من الهرج والفزع بين السكان خوفا من انفجار أنابيب الغاز، حيث ظل بعض الجيران فى شقتهم ولم يستطيعوا الخروج بسبب شدة الدخان وإصابتهم بالاختناق، حتى تجمع الأهالى وطلبنا الإسعاف والحماية المدنية، التى أنزلت السكان وسيطرت على الحريق".
وكشف أن المجنى عليه تفحمت جثته بالكامل، وتم إخراجها من شقته، مشيرا إلى أننا كنا نظن أن سبب الحريق ماس كهربائى، ولكن علمنا بعد ذلك أن الدافع وراء الجريمة هو سرقة المجنى عليه، مشيرا إلى الشائعات التى انتشرت أن المجنى عليه كان يحتفظ بأموال كبيرة، وأن لصا تسلق إلى شقته لسرقته إلى أن علمنا بأن وراء الواقعة حفيد المجنى عليه وكانت بمثابة الصدمة لنا.
بينما كشف أحد الجيران عن مفاجأة، أن المتهم حفيد المجنى عليه كان يحاول إطفاء الحريق فى شقة جده، وكان يبكى على وفاته فى مشهد تمثيلى جسّده المتهم، ولم نعلم وقتها أنه وراء الواقعة، مشيرا إلى أن المتهم طالب فى الفرقة الثالثة بكلية الحقوق، ومعروف عن عائلته أنها ميسورة الحال ولا يوجد مبرر لارتكابه تلك الجريمة.
وأضاف أن المتهم اعترف بارتكابه للواقعة، بأنه حضر إلى شقة جده وطرق الباب وفتح له المجنى عليه، حيث ادعى المتهم باحتياجه "لشاحن محمول"، وعقب دخوله عبث المتهم فى غرفة نوم المجنى عليه للبحث عن أى أموال، حتى شعر به "عم سلامة" ودخل الغرفة وقال له "بتعمل إيه يا مصطفى عندك" فدفعه المتهم من الخوف وسقط على الأرض وخنقه، وبعدما تأكد من وفاته، ثم أشعل النار فى الشقة لإيهام الجيران والشرطة أن الوفاة نتيجة حريق، ثم حضر بعدها وشارك مع الجيران فى إطفاء الحريق حتى لا يشك فيه أحد.
وكان قسم شرطة الظـــاهر تلقى بلاغا بنشوب حريق بالعقار رقم 3 حارة الفرن من شارع إسماعيل أباظة ـ دائرة القسم، وبالانتقال تبين أن العقار مكون من 3 طوابق ونشوب الحريق بشقة بالدور الأرضى يقطنها بمفرده سلامة يوسف السيد سن 90 بالمعاش ومقيم محل البلاغ (توفى إثر إصابته بحروق متعدده بالجسم).
وتمكنت قوات الإدارة العامة للحماية المدنية بالقاهرة من السيطرة على الحريق وإخماده، وبسؤال ابن المتوفى نبيل سلامة يوسف السيد سن 55 عاطل مقيم دائرة قسم شرطة الوايلى لم يتهم أو يشتبه فى أحدا بارتكاب الواقعة.
وبإجراء التحريات وجمع المعلومات تبين وجود شبهة جنائية فى الواقعة، وبتكثيف التحريات أمكن التوصل لمشاهدة مصطفى نبيل سلامة يوسف سن 21 طالب بكلية الحقوق جامعة حلوان مقيم 22 شارع مسعود عراقى ـ دائرة قسم شرطة الوايلى (حفيد المجنى عليه) بالمنطقة محل الواقعة فى وقت معاصر لحدوثها، وأنه وراء ارتكاب الواقعة.
وعقب تقنين الإجراءات وبإعداد الأكمنة اللازمة بأماكن تردده أسفرت إحداها عن ضبطه، وبمواجهته بالتحريات والمعلومات أيدها واعترف بارتكاب الواقعة، وأقر أنه نظراً لمروره بضائقه مالية وعلمه باحتفاظ المجنى عليه بمبالغ مالية بمسكنه فخطط لسرقته، وبتاريخ الواقعة توجه لسكن المجنى عليه بدعوى زيارته والاطمئنان على صحته وحال تواجده صحبة المجنى عليه قام بمغافلته والدلوف لغرفة نومه بحثاً عن أية مبالغ مالية، إلا أن المجنى عليه شاهده وحاول الاستغاثة بالجيران فقام بخنقه بيده حتى تأكد من وفاته.
وعقب ذلك لم يتمكن من العثور على أية مبالغ مالية، وخشية افتضاح أمره قام بإحضار بعض الملابس الخاصة بالمجنى عليه من دولاب غرفة نومه وأضرم بها النيران باستخدام ثقاب الكبريت وفر هاربا، تحرر عن ذلك المحضر اللازم وتولت النيابة العامة التحقيق.
المتهم
محرر اليوم السابع بموقع الحريق
اثار الحريق
حريق المنزل
جانب من الحريق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة