المسيحية والموت الرحيم.. تشريعات أوروبية وأمريكية تمنح المريض حق إنهاء حياته إذا أصيب بمرض يستحيل علاجه.. مطران الأسقفية: كرجل دين أحرمه تماما وكطبيب أوافق فى حالة موت المخ.. والكنيسة الكاثوليكية تمنعه مطلقا

الإثنين، 10 سبتمبر 2018 02:00 م
المسيحية والموت الرحيم.. تشريعات أوروبية وأمريكية تمنح المريض حق إنهاء حياته إذا أصيب بمرض يستحيل علاجه.. مطران الأسقفية: كرجل دين أحرمه تماما وكطبيب أوافق فى حالة موت المخ.. والكنيسة الكاثوليكية تمنعه مطلقا المطران منير حنا والكنيسة الكاثوليكية بمصر والكاتدرائية المرقسية
سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ما بين العلم والدين الكثير من القضايا العالقة، تطرأ مستجدات فى العصر الحديث لم يضع لها الدين إجابات من قبل، ولكن المؤمنون يجدون أنفسهم فى مواجهة تطورات العلم، فيعودون لرأى الدين.

فى أوروبا اتجهت الكثير من الدول فى السنوات الأخيرة لسن تشريعات تسمح بالموت الرحيم أى السماح للمريض بإنهاء حياته تحت إشراف طبى فى حالة رغبته فى ذلك بعد إصابته بمرض عضال، حيث تعتبر سويسرا من أهم الدول التى قننت هذا الأمر منذ سنوات طويلة حتى صار ما يعرف هناك باسم "سياحة الموت الرحيم" ثم انضمت لها فرنسا وبلجيكا ولوكسمبورج فى السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى 6 ولايات أمريكية قننت الأمر بينها كاليفورنيا طبقًا للنظام الفيدرالى الذى يسمح لكل ولاية بتقنين تشريعاتها الخاصة.

بين عمله كطبيب طوال 30 سنة، وبين خدمته الكنسية كمطران للكنيسة الأسقفية بمصر وشمال أفريقيا، يتحدث المطران منير حنا أنيس عن تلك القضية التى يجمع فيها بين رأيه الطبى ورأيه الروحى والدينى، فيقول إن الكنيسة ترفض الموت الرحيم تمامًا لأن الله يصنع معجزات فالإصابة بمرض عضال لا تعنى الوفاة ولكن دائمًا هناك أمل فى الشفاء.

وعبر المطران الطبيب عن ذلك بقوله:" الله يصنع معجزات، لأننا نفكر عادة أن هذه الحالة ليس بها أمل ونفاجئ أن الله يعطى لمرضاه شفاءا، وكطبيب مارست الطب لأكثر من ربع قرن، رأيت حالات ميئوس منها لدرجة أننا طلبنا من ذويهم الاستعداد وشراء الأكفان ولكن إرادة الله أقامتها من المرض مرة أخرى، وهناك من يفيقون من الغيبوبة التى تطول مشددًا: الموت الرحيم، قتل وليس موتًا ويتعارض مع نصوص الانجيل ولا يمكن أن نسميه سوى القتل".

من تلك الحالات استثنى مطران للكنيسة الأسقفية بمصر وشمال أفريقيا حالة واحدة فقط وقال هناك حالات تصاحب بحدوث نزيف فى المخ وأثر على خلايا المخ وتسبب فى موته نهائيًا والإنسان فى تلك الحالة يعيش بالقلب والعصب النخاعى ورحمة بالمريض، لا نفضل وضعه على أجهزة تطيل حياته وهو محكوم عليه بالموت نهائيًا.

واستكمل المطران الطبيب: "لا يمكن أن أضعه على تنفس صناعى، وأتركه فى تلك الحالة لأنها بهدلة للمريض، ووضع الإنسان على جهاز التنفس الصناعى وهو جثة هامدة ليست مساعدة".

وضرب مطران للكنيسة الأسقفية بمصر وشمال أفريقيا، مثلا بما يجرى فى أوروبا وقال: "يعطون المريض كميات مضاعفة من المروفين تسبب فى تثبيط فى التنفس، وحين يهبط التنفس يموت الإنسان، ولا يمكننا المشاركة فى ذلك إلا إذا كان جثة هامدة وماتت خلايا مخه بالكامل ولن يعود للحياة مرة أخرى تحت أى ظرف".

أما الأب هانى باخوم المتحدث باسم الكنيسة الكاثوليكية فى مصر، فيقول إن الكنيسة لم ولن توافق على مثل هذه التشريعات ولكن هناك تشريعات مدنية صدرت فى بلاد مسيحية بالمسمى ولا يمكن إلصاقها بالكنيسة.

وقال باخوم، إن الكنيسة تؤمن بالحفاظ على الحياة من لحظة الإخصاب حتى الموت الطبيعى ولا يمكن قبول ذلك إلا فى حالات خاصة يكون الإنسان فيها محاطًا بأجهزة ولكنه مات فعليا، موت كلينيكى، فى تلك الحالة فلا نحافظ على حياة غير موجودة.

أما الكنيسة الأرثوذكسية، فقد بدأت وعبر كنائسها فى المهجر النقاش فى مثل تلك القضايا التى تطرح فى الغرب وجددت الكنيسة منعها وتحريمها لتلك الممارسات التى كانت من بين الأسئلة التى وجهت للكهنة والأساقفة فى مؤتمر كنائس المهجر الذى عقد فى هولندا منذ شهور، وتم التأكيد على حرمانية ذلك وعدم قبول الكنيسة للموت الرحيم بأى شكل من الأشكال.

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة