"صمت العملاء" يهدد نشاط الاستخبارات الأمريكية لاختراق موسكو.. نيويورك تايمز تكشف توقف عملاء الـCIA فى روسيا عن إرسال تقاريرهم.. طرد الدبلوماسيين أثر على عمل الوكالة.. وواشنطن تعتمد على الاختراق الإلكترونى

السبت، 01 سبتمبر 2018 11:36 م
"صمت العملاء" يهدد نشاط الاستخبارات الأمريكية لاختراق موسكو.. نيويورك تايمز تكشف توقف عملاء الـCIA فى روسيا عن إرسال تقاريرهم.. طرد الدبلوماسيين أثر على عمل الوكالة.. وواشنطن تعتمد على الاختراق الإلكترونى بوتين وترامب
كتبت: إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

على الرغم من أن الاستخبارات الأمريكية استطاعت على مدى عقود مضت بناء شبكات تجسس واسعة داخل روسيا فى مختلف القطاعات بما فى ذلك الكرملين ودوائر الدولة الروسية حيث شكلت تلك العناصر موردا معلوماتيا نشطا، وتساءلت "نيويورك تايمز" عما إذا كانت الاستخبارات الأمريكية قد فقدت عملاءها السريين داخل روسيا إلى الأبد.

 

وكشفت الصحيفة الأمريكية، السبت، نقلا عن مصادر مطلعة فى دوائر الاستخبارات الأمريكية أن العشرات من عناصر التجسس الأمريكية داخل روسيا من عملاء وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA توقفوا عن إرسال تقاريرهم الاستخباراتية السرية إلى واشنطن فى الأشهر الأخيرة. مضيفة أن مسئولى الـCIA رصدوا ذلك بعين القلق مؤكدين أن الروس المتعاونين مع الاستخبارات الأمريكية فى روسيا كانوا لسنوات طويلة موضع اعتماد الاستخبارات الأمريكية فى اختراق الداخل الروسى وكشف استراتيجيات الكرملين تجاه الولايات المتحدة.

 

واعتبرت "نيويورك تايمز" أن حالة الصمت التى تنتاب عملاء الولايات المتحدة فى روسيا منذ مارس الماضى تعد أمرا خطيرا للغاية مع اقتراب موعد انتخابات التجديد النصفى للكونجرس الأمريكى بينما لا تعلم واشنطن توجهات الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إزائها.

 

ونقلت عن مصادرها فى دوائر الاستخبارات الأمريكية قولهم "إن العملاء السريين للاستخبارات الأمريكية فى الداخل الروسى هم أول من رصد وحذر مما عرف لاحقا بالتدخلات الروسية فى مجريات الانتخابات الرئاسية الأمريكية فى العام 2016، وأنه بناء على تقاريرهم أعدت الاستخبارات الأمريكية تقديرات موقف مفصلة حول انشطة الاستخبارات الروسية فى مجريات العملية الانتخابية فى الولايات المتحدة ورفعتها إلى دوائر اتخاذ القرار فى إدارة أوباما آنذاك.

 

وكشفت الصحيفة عن جهود تقوم بها الاستخبارات الأمريكية للوقوف على الأسباب الحقيقية لحالة "الخرس" التى تصيب عملاءها السريين فى روسيا حاليا والذين لم تتوافر أية أخبار تؤكد إلقاء أجهزة مكافحة التجسس الروسية القبض عليهم أو حتى تصفيتهم.

 

وفى محاولة للتفسير، ترى أجهزة الاستخبارات الأمريكية أن عملاءها السريين فى روسيا يلتزمون الصمت من تلقاء انفسهم وكأنما اتخذوا قرارا جماعيا بالنزول "تحت الأرض" هربا على ما يبدو من ملاحقات خشنة وعمليات تضييق خناق عليهم من جانب أجهزة مكافحة التجسس وأمن الدولة الروسية المعروفة بكفاءتها ونشاطها فى كشف العملاء.

 

ويرى خبراء الأمن والاستخبارات فى واشنطن كذلك أن توقف الجواسيس الأمريكيين فى روسيا عن العمل قد زاد من حدة تأثيره السلبى على عمل أجهزة المخابرات الأمريكية بعد قيام روسيا، فى مايو الماضى، بطرد ستين من أعضاء البعثة الدبلوماسية الأمريكية فى روسيا بزعم كونهم "عناصر تجسس" تتستر بالغطاء الدبلوماسى.

 

وجاء القرار الروسى ردا على طرد الولايات المتحدة لستين دبلوماسيا روسيا من الأراضى الأمريكية بنفس الذريعة فى اعقاب اتهام بريطانيا لروسيا باستهداف عميل الاستخبارات الروسى السابق سيرجى اسكريبال وابنته فى أحد مطاعم جنوب لندن أواخر أبريل الماضى بغاز نوفى تشوك للأعصاب وهو الاعتداء الذى نفت روسيا صلتها به.

 

وكما توقع المراقبون – إبان ضربات الطرد الدبلوماسى المتبادل بين روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا – كانت قرارات الطرد فى صالح الأمن الروسى الذى وظف الموقف باتجاه تشديد قبضته على خناق من تبقى من الدبلوماسيين الغربيين الذين بقوا على أراضيه بما أعاقهم عن الحركة بحرية لجمع المعلومات عن الداخل الروسى أو القيام بمهام الاتصال والتشغيل للعملاء السريين المتعاونين معهم من الروس والذين "لزموا جحورهم" منذ شهور خوفا من انكشافهم.

 

وبحسب الخبراء الأمريكيين فلم يعد أمام الاستخبارات الأمريكية سوى الاعتماد على المعلومات الخاصة بروسيا من خلال المصادر المعلنة ومتابعة القنوات الإخبارية ووسائل الإعلام والصحف الروسية، وكذلك ما يتم التحصل عليه من خلال نظم الاختراق الرقمى للرسائل الإلكترونية واختراق المكالمات الهاتفية وغيرها من وسائل التجسس الإلكترونية والتى بحسب الخبراء لا تقدم بديلا عن عناصر التخابر البشرية العاملة ميدانيا.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة