بعد تهديداته لأوروبا.. عصا العقوبات الأمريكية سلاح ترامب لمواجهة الخصوم والحلفاء المارقين.. الرئيس الأمريكى يرفع شعار "من ليس معنا فهو ضدنا" فى التعامل مع إيران.. وأوروبا أمام اختيار صعب بين أمريكا والملالى

الأربعاء، 08 أغسطس 2018 03:00 م
بعد تهديداته لأوروبا.. عصا العقوبات الأمريكية سلاح ترامب لمواجهة الخصوم والحلفاء المارقين.. الرئيس الأمريكى يرفع شعار "من ليس معنا فهو ضدنا" فى التعامل مع إيران.. وأوروبا أمام اختيار صعب بين أمريكا والملالى ترامب وروحانى
كتب - بيشوى رمزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"من يتعامل تجاريا مع إيران لن يتعامل مع الولايات المتحدة".. تغريدة جديدة أطلقها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، عبر حسابه على موقع "تويتر"، تمثل امتدادا لحرب التصريحات التى أطلقها من قبل فى إطار سعيه لإخضاع الدولة الفارسية، خاصة بعد أن تعنتت طهران فى التعامل مع المبادرة التى سبق وأن قدمها، بعقد قمة مع نظيره الإيرانى حسن روحانى، وهو ما يعكس إصرار واشنطن على المضى قدما نحو التصعيد تجاه النظام الحاكم ف إيران باستخدام عصا العقوبات التى تتزامن مع الانهيار الاقتصادى الذى تشهده البلاد فى المرحلة الراهنة.

التلويح بعصا العقوبات تجاه طهران، ربما ليس بالأمر الجديد، خاصة أن الرئيس الأمريكى سبق له وأن أعلن عن تلك الخطوة منذ قراره بالانسحاب من الاتفاق النووى، حيث ترى الإدارة الأمريكية أنه لا بديل عن إبرام اتفاق جديد مع طهران، لاحتواء كافة الأنشطة الإيرانية التى تمثل تهديدا لاستقرار المنطقة، من خلال وقف أنشطتها لتطوير أسلحة نووية أو صواريخ باليستية، بالإضافة إلى إجبارها على التوقف الكامل عن دعم الميليشيات الموالية لها فى دول المنطقة، سواء فى اليمن أو لبنان أو غيرهما، إلا أن نطاق الرسالة التى أطلقها ترامب ربما لا يقتصر على إيران، وإنما يمتد لأطراف أخرى قد تحاول التخفيف من تأثير العقوبات الأمريكية على طهران، وفى القلب منهم حلفاءه فى أوروبا.

التهديد التجارى.. العقوبات الأمريكية لا تقتصر على الخصوم

الموقف الأمريكى من طهران كان أحد نقاط الخلاف الرئيسية بين ترامب وحلفاءه فى أوروبا، حيث أعرب قادة القارة العجوز عن رفضهم الكامل لقرار واشنطن السابق بالانسحاب من الاتفاق النووى الإيرانى، كما أن عدد من المسئولين الأوروبيين أعربوا عن امتعاضهم من جراء التلويح الأمريكى باستهداف شركاتهم العاملة فى إيران، وعلى رأسهم وزير الخارجية الفرنسى جان إيف لودريان، والذى اعتبر أن الحديث الأمريكى عن فرض عقوبات على الشركات الأوروبية "غير مقبول".

التوتر شاب العلاقة بين ترامب وحلفاءه
التوتر شاب العلاقة بين ترامب وحلفاءه

من هنا تأتى الرسالة الأمريكية ربما لتؤكد أن عصا العقوبات لن تقتصر فقط على خصوم الولايات المتحدة لأخضاعهم، وإنما سوف تمتد كذلك إلى الحفاء المارقين، إذا ما قرروا اتخاذ منحى مخالف لما تسعى الإدارة الأمريكية نحو تحقيقه، وهو ما يمثل امتدادا لدبلوماسية العقوبات التى يتبناها الرئيس الأمريكى، والتى تقوم فى الأساس على استغلال الظروف الداخلية فى الدول المستهدفة من أجل تضييق الخناق عليها.

ولعل تهديد ترامب بوقف التعامل التجارى يعكس إدراكه لحالة الخلل التى يعانيها شركاءه فى أوروبا جراء الإجراءات الجمركية التى اتخذها ضدهم، وهو الأمر الذى ساهم بصورة كبيرة فى توتر العلاقات بين أمريكا وحلفائها التقليديين فى أوروبا، والذين سعوا نحو البحث عن شركاء أخرين فى مناطق مختلفة من العالم، خلال الأشهر الماضية، لتعويض الخسائر الناجمة عن قرارات ترامب التجارية.

التبعية والعقاب.. كيف أحيا ترامب إرث بوش؟

التهديد التجارى للحلفاء الأوروبيين يحمل فى طياته محاولة لإحياء إرث الرئيس الأمريكى الأسبق جورج دبليو بوش، والذى أرسى سياسة "من ليس معنا فهو ضدنا"، ، فى إطار سعيه لإجبار الحلفاء الأوروبيين على مواصلة تبعيتهم للهيمنة الأمريكية وتحقيق أهدافها، من خلال المشاركة فى الحروب التى خاضتها تلك الإدارة سواء ضد تنظيم القاعدة فى أفغانستان، أو لإسقاط نظام صدام حسين فى العراق، وهى الحروب التى دامت لسنوات لتكلف دول التحالف الدولى، الذى قادته الولايات المتحدة، ملايين الأرواح، بالإضافة إلى مليارات الدولارات.

جورج بوش
جورج بوش

الرئيس ترامب لا يرغب فى أن تتخذ أوروبا أىة خطوة من شأنها التخفيف من تأثير العقوبات الأمريكية، وذلك لتضييق الخناق على طهران وإجبارها على الرضوخ لرؤيته، التى تهدف إلى ترويض "الملالى"، خاصة وأنه يدرك حرص أوروبا على الاحتفاظ بالاتفاق النووى، باعتباره ضمانا لاستمرار الرقابة الدولية على الأنشطة النووية فى إيران، وهو ما يرفضه ترامب، والذى أكد فى نفس التغريدة، التى كتبها أمس الثلاثاء، أنه يسعى "إلى تحقيق السلام العالمى، وليس شىء أقل من ذلك."

الموقف الأوروبى.. على أوروبا أن تختار بين ترامب أو الملالى

وهنا يبقى التساؤل حول الموقف الأوروبى تجاه الإجراءات الأمريكية فى المرحلة المقبلة، خاصة وأن أى قرارات أمريكية إضافية بشأن التجارة مع أوروبا، سوف يضع دول القارة فى موقف حرج للغاية، وربما يقوض الاتفاقات التى توصل إليها رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر مع ترامب خلال لقائهما فى البيت الأبيض فى الشهر الماضى، حيث أنهما تمكنا من التوافق على خفض الحواجز التجارية بين الجانبين.

ترامب وجان كلود يونكر
ترامب ويونكر

وعلى الرغم من التصريحات الأوروبية المناوئة للإجراءات الأمريكية، فإن العديد من الحكومات الأوروبية لم تتخذ أى خطوات من شانها الضغط على شركاتها التى قررت الانسحاب من السوق الإيرانية، خوفا من نار العقوبات الأمريكية، حيث سبق وأن أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فى تصريح لها الشهر الماضى أن حكوماتها لن تمارس أى ضغط على الشركات العاملة فى طهران للبقاء هناك، موضحة أن الأمر متروك لكل شركة أن تتخذ القرار الذى يناسب مصالحها










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة