رئيس جهاز التنسيق الحضارى: وضعنا كراسة اشتراطات للحفاظ على المبانى التراثية.. نعمل على توثيق وتطوير الحدائق التاريخية.. قرية القرنة بالأقصر تعانى بسبب المياه الجوفية.. ونسعى لإنشاء ممشى حضارى فى مقابر المماليك

الثلاثاء، 07 أغسطس 2018 06:44 م
رئيس جهاز التنسيق الحضارى: وضعنا كراسة اشتراطات للحفاظ على المبانى التراثية.. نعمل على توثيق وتطوير الحدائق التاريخية.. قرية القرنة بالأقصر تعانى بسبب المياه الجوفية.. ونسعى لإنشاء ممشى حضارى فى مقابر المماليك
حاورته بسنت جميل - تصوير محمد فوزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بين الحين والآخر تظهر مشكلة تتعلق بالتراث سواء كانت فى وضع التماثيل المشوهة فى الميادين العامة، آخرها تشوه تمثال الخديو إسماعيل بالإسماعلية، أو مشكلة أخرى تتعلق بهدم المبانى التراثية خاصة فى محافظة الإسكندرية، إضافة إلى هدم سينما فاتن حمامة خلال الفترة الماضية، لهذا التقى اليوم السابع المهندس محمد أبو سعدة، رئيس الجهاز القومى للتنسيق الحضارى، للإجابة عن كل الموضوعات المتعلقة بالتراث.

 

وعن ظهور تمثال مشوه للخديو إسماعيل بمحافظة الإسماعلية، قال محمد أبو سعدة إنه تواصل مع الدكتور خالد سرور، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، لإرسال لجنة مشكلة من قطاع الفنون والتنسيق الحضارى لمعاينة تمثال الخديو إسماعيل، الذى يقع فى أحد ميادين الإسماعيلية، بعد تعرضه للتشويه.

 

وأوضح محمد أبو سعدة أن هذه اللجنة مهمتها التأكد من صحة ما تم تداوله على صفحات "فيس بوك" حول تشويه التمثال بالشكل الذى ظهر عبر صور تم نشرها على مواقع التواصل، حيث ستقدم اللجنة تقريرا مفصلا للتأكد من حدوث التشويه، ثم يتم تحديد نوع المادة التى تم طلاء التمثال بها وكيفية إزالة هذه المادة لإرجاع التمثال مثلما كان.

 

وأكد محمد أبو سعدة أن هناك قانونا أصدره رئيس الوزراء السابق لمنع طلاء أو ترميم أى تمثال يقع فى الميادين العامة، دون الرجوع لوزارة الثقافة المتمثلة فى الجهاز القومى للتنسيق الحضارى وقطاع الفنون التشكيلية، مضيفا أن من يخالف هذا القانون بالطبع سيتعرض للمساءلة القانونية.

 

وحول هدم سينما فاتن حمامة التى تقع بمنطقة منيل الروضة، قال المهندس محمد أبو سعدة، إن سينما فاتن حمامة لم تدخل ضمن قوائم التراث التابعة للجهاز، هذا لأن سينما فاتن حمامة لم تتوفر فيها الشروط والمعايير الخاصة بالتراث، لإدراجها فى سلسلة قوائم التراث المعمارى الخاصة بالجهاز.

 

وأوضح محمد أبو سعدة أن هناك العديد من دور السينما المختلفة المسجلة فى القوائم التراثية التابعة للجهاز، من بينها سينما مترو، وسينما راديو، وسينما ميامى، وسينما كريم، وسينما ريفولى، وسينما قصر النيل، مضيفا أن كل سينما من هذه السينمات تتوافر فيها شروط التراث المعمارى ولهذا لا يحق لأى شخص هدمها.

 

وحول قيام الجهاز بالحفاظ على تراث مصر من خلال تنفيذ مشروع "عاش هنا" و"حكاية شارع"، قال محمد أبو سعدة إن مشروع عاش هنا يعتبر ضمن المشاريع ذات القيمة والمهمة للجهاز، وذلك لأنه يؤصل لذاكرة مبدعى مصر.

 

وأوضح محمد أبو سعدة أن هذا المشروع يساعد الأجيال القادمة والحالية لمعرفة مبدعى مصر فى جميع المجالات، مضيفا أن مشروع عاش هنا قائم على لجنة متخصصة من الأدب والفنون والشخصيات العسكرية والدينية، وجميع الرواد الذين يستحقون أن تخلد أسماؤهم لنقول هذا المبدع عاش هنا.

 

وأشار محمد أبو سعدة إلى أن الجهاز تعاون مع مجلس دعم واتخاذ القرار وتم إنشاء موقع يقوم بتجميع كل البيانات الخاصة بكل شخصية، مضيفا أنه قريبا سيتم الإعلان عن الانتهاء من وضع 100 لافتة من مشروع عاش هنا.

 

وأضاف محمد أبو سعدة أن من بين هؤلاء الشخصيات فى الصحافة أحمد بهاء الدين ومحمد حسنين هيكل، والمعمارى رمسيس ويصا، ومن الفلاسفة زكى نجيب محمود، والزعماء سعد زغلول والزعيم جمال عبد الناصر، والأديب طه حسين، والنحات عبد الهادى الوشاحى، والفنان التشكيلى حسين بيكار، والفنان عبد الحليم حافظ ومحمد عبد الوهاب، وتوفيق الدقن ورشدى أباظة، ومصطفى مشرفة، والمخرج شادى عبد السلام، والشيخ محمد متولى الشعراوى، وسيد كريم، مارى منيب، فؤاد المهندس، فاتن حمامة وشادية وليلى مراد وسعاد حسنى، الشخصيات العسكرية المشير محمد عبد الغنى الجمسى، والمشير محمد إسماعيل، وبطرس غالى.

 

وأكد محمد أبو سعدة أن مشروع عاش هنا يثير فضول المارين فى الشوارع، فعندما يشاهدون اللافتة يتساءلون حول الشخصية التى عاشت هنا، لهذا يتعرف المار على الشخصية وكيف أثرت فى وجدان المصريين منذ سنوات طويلة من خلال استخدام تطبيق QR، التى يتواجد على كل لافتة والتى من خلاله يدخل المار على جميع البيانات والمعلومات التى تتعلق بالمبدع.

 

وتابع محمد أبو سعدة أن مشروع عاش هنا لا يزال يمتد، حيث إن الجهاز يعمل حاليا على تحديث بيانات جديدة تتعلق بمدعين جدد، لافتا إلى أنه من الممكن باستخدام الخريطة المتعلقة بـ"عاش هنا" يمكن للمستخدم البحث عن أى مبدع ومعرفة منزله الذى عاش فيه مع معرفة جميع البيانات المتعلقة بالمبدع.

 

وأضاف محمد أبو سعدة أن مشروع حكاية شارع من ضمن المشاريع التى تهدف إلى توثيق شوارع المصرى، فجيمع شوارع مصر مسجلة بأسماء شخصيات بارزة فى مصر، لكن للأسف لا يعلم جميع المارين بالشوارع من هم هؤلاء المبدعين مثل شامبليون والشريفين وعبد الخالق ثروت وغيرهم، فهذا المشروع يوثق ذاكرة مصر.

 

وعن المشروعات الحديثة التى يقدمها التنسيق الحضارى للحفاظ هى عمل التنسيق العمرانى للمحافظات، قال محمد أبو سعدة، إن الجهاز يعمل حاليا على التصميم العمرانى للمناطق التى ليست تتعلق بوجود مبانى تراثية بعيداً عن القاهرة الخديوية والفاطمية، مثل منطقة الدقى على سبيل المثال. 

 

ولفت محمد أبو سعدة إلى أن المخطط العمرانى يأتى بالتعاون مع هيئة التخطيط العمرانى، حيث إننا نعمل على وضع نسق استراتيجى واشتراطات يعمل على تطبيقها الحى، وهذا النسق الاستراتيجى سيعمل على نقل العمران فى مصر بشكل جيد.

 

وحول تطوير الميادين العامة بعد ظهور مختلف التماثيل المشوهة فى بعض المحافظات، قال محمد أبو سعدة إن التنسيق الحضارى يشارك مسابقة تصميم الميادين وعناصر فرش الطرق بالعاصمة الإدارية الجديدة، فهذه المسابقة تأتى من منطلق اهتمام الدولة بتوفير فراغات عمرانية متميزة، مضيفا أنه يتم الاطلاع على كراسة الشروط من خلال الموقع الإلكترونى لشركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية.

 

وأشار محمد أبو سعدة إلى أن المسابقة تتكون من أعضاء لجنة التحكيم، وهو واحد منهم، ومعه الدكتور أحمد الشريف، والدكتور أحمد عطا، والفنان آدم حنين، والدكتور سحر عطية، والدكتور أيمن عاشور، والمهندس أشرف فطين، والمهندس شهاب مظهر، والدكتور محمد العلاوى، لافتا إلى أن المسابقة بها جوائز، الجائزة الأولى تبلغ قيمتها 400 ألف جنيه، والثانية 300 ألف جنيه مصرية، والثالثة 200 ألف جنيه، وثلاث جوائز تشجيعية قيمة كل منها 75 ألف جنيه، وتمنح المشروعات الجادة المتميزة شهادات تقدير بناء على توصية لجنة التحكيم.

 

وتابع محمد أبو سعدة أنه لأول مرة تقام مسابقة لتطوير الميادين العامة فى مدينة بأكملها، مضيفا أن هذه المسابقة سترفع بالذوق العام.

 

وبعد ضجة خروج حديقة الحيوانات من التنصيف الدولى، أوضح محمد أبو سعدة أن الجهاز يستعد لتجهيز مشروع من أجل الحفاظ على الحدائق التراثية، ومنها حديقة الحيوان، وحديقة الأزبكية، وحديقة الأورمان وحديقة وحديقة النباتات، وحديقة الأندلس، وحديقة أنطونيادس بالإسكندرية، والقناطر، وغيرها، مشيرا إلى أن مجموعة الحدائق التى أقيمت فى فترة محمد على باشا، والخديوى إسماعيل بها قيم جمالية متعددة، لذا منها ما هو مسجل أثر.

 

ولفت محمد أبو سعدة إلى أن الجهاز بدأ فى تشكيل لجنة للبحث عن الحدائق التراثية ووضع المعاير الخاصة لتسجيها فى قوائم التراث، مضيفا أن اللجنة تعمل حاليا على وضع أرشيف خاص بالحديقة يتضمن المعمار من حيث المقاعد والمبانى والممرات حتى الحجارة الملونة، وأيضا توثيق نوعية النباتات.

 

وأكد محمد أبوسعدة أن الجهاز وضع رؤية للحفاظ على حديقة الأزبكية، وبالفعل وافقت محافظ القاهرة على تطوير الحديقة لكن بعد الانتهاء من تطوير ميدان العتبة.

 

وحول تطوير مقابر المماليك التاريخية مثلما حدث فى تطوير مقبرة الكواكبى، قال إن هناك مقابر ذات قيمة تاريخية من حيث المعمار، وهناك مقابر ذات قيمة من أجل الأشخاص الذين دفنوا فيها، متابعا من هنا قام التنسيق الحضارى بعمل حصر بهذه المقابر، من أجل الحفاظ على إرث وتاريخ علمائنا وكتابنا.

 

وأشار محمد أبو سعدة إلى أن الجهاز وضع رؤية محورية تحافظ على هذا الإرث التاريخى، من خلال تصميم ممشى فى المقابر للتعريف بها، ومن أجل الحفاظ عليها، مضيفا أن الجهاز وضع هذه الرؤية وقام بعرضها على محافظة القاهرة كبداية أولى.

 

وعن آخر تفاصيل تطوير قرية حسن فتحى بمحافظة الأقصر، قال إن الجهاز عمل بالفعل على تطوير قرية حسن فتحى "القرنة"، مع الحفاظ على توصيات الاستمرار على استخدام نفس المادة التى أنشأت بها قرية حسن فتحى بالأقصر.

 

وأوضح محمد أبو سعدة أن الجهاز وقت كان يعمل على تطوير القرية، وجد مشاكل إنشائية عديدة، فكلما عمل الجهاز على الترميم تزايدت حجم الشروخ فى حوائط القرية.

 

وأشار محمد أبو سعدة إلى أن الجهاز أرسل خطابا إلى مركز بحوث المبانى للوقوف على حجم هذه المشاكل التى تتعلق بالمياه الجوفية والطوب والأساسات، وذلك قبل الدخول فى عمليات الترميم بشكل كامل.

 

وحول أزمة تكرار هدم المبانى التراثية التى حدثت فى الإسكندرية خلال الآونة الأخيرة، قال محمد أبو سعدة إن قيمة الأراضى مرتفعة جدا، لذا يسعى بعض الملاك إلى هدم الآثار المعمارية والتراثية للمبانى لإنشاء أبراج سكنية.

 

وأوضح محمد أبو سعدة أن الجهاز أصدر "كراسة اشتراطات" من أجل الحفاظ على المبانى التراثية بالإسكندرية، وأن هذه الاشتراطات وصلت إلى محافظة الإسكندرية لتطبيقها والعمل بها. 

 

وتابع محمد أبو سعدة: "على سبيل المثال فإن منطقة كفر عبده تتضمن فيلات سكنية قديمة ومسطحات خضراء واسعة، وعند بناء أى عقار لا بد أن يكون بنفس ارتفاع الفيلات السكنية القديمة وبهذا نكون حافظنا على النسيج العمرانى. 

 

وتابع محمد أبو سعدة أن كراسة الاشتراطات حجمت من قصة هدم المبانى التراثية، لكن هذا لا يمنع من وجود اختراقات من بعض المالكين الذين يقومون باستخراج أوراق لهدم المبنى التراثى، مضيفا أن الدولة تسعى حاليا لوقف أى تجاوز يحدث ونتيجه لهذا قام محافظ الإسكندرية بتشكيل لجنة مهمتها الحفاظ على التراث المعمارى.

 

ولفت محمد أبو سعدة إلى أن مهمة الجهاز أن يضع ضوابط واشتراطات من أجل الحفاظ على المدينة، ولذلك سيكون دور المحليات تطبيق هذه الضوابط حتى يتم الحفاظ على النسيج العمرانى. 

 

وأضاف محمد أبو سعدة أن الجهاز وضع كراسة اشتراطات وبدأنا بمحافظة الإسكندرية، ومن بعدها منطقة بورفؤاد فى بورسعيد، وأيضا منطقة واحة سيوة التى حدث لها تجاوزات عمرانية كبيرة.

 

وأشار محمد أبو سعدة إلى أن التنسيق الحضارى أخذ عينات من الحجر والأساسات، وبالفعل قام مركز بحوث المبانى بعمل دراسة وافية عن القرية، ومن هنا تحدثنا مع منظمة اليونسكو المسئولة عن تمويل مشروع تطوير قرية حسن فتحى.

 

وأكد محمد أبو سعدة أن أهم شىء هو الوقوف على حجم المشكلات، هى المشكلة فى الطوب أو الأساسات، لهذا كان المهم إجراء تحليلات للتربة والمياة الجوفية، مضيفا أن مركز بحوث المبانى لايزال يعمل على تقديم اختبارات وصلت مدتها 3 شهور.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة