أكرم القصاص - علا الشافعي

دندراوى الهوارى

قطر تطالب الإخوان بممارسة الخداع السياسى وخلع عباءة الدين للعودة لمصر!!

الإثنين، 06 أغسطس 2018 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مؤخرا، وفى سرية تامة، طالب نظام الحمدين فى قطر من كبار مستشاريه السياسيين، المهتمين بشأن الجماعات والتنظيمات الملتحفة بالإسلام، أو ما يطلق عليه اصطلاحا «جماعات الإسلام السياسى»، بجانب مطالبة عدد من المراكز البحثية المتخصصة فى هذا الشأن، إعداد دراسة حالة وتقييم شديد الموضوعية عن أداء ونهج جماعة الإخوان، وأسباب فشلها السياسى، وأبرز نقاط ضعفها، وعوامل قوتها منذ تأسيسها عام 1928 وحتى الآن..!!
وبالفعل، انتهت المراكز البحثية من عملية التقييم الشاملة للجماعة، وأعدت تقاريرها متضمنة الحقائق على الأرض، بكل مرارتها، واستبعاد كل أدوات التجميل، وقدمتها للسادة مستشارى نظام الحمدين، الذين اعتكفوا بدورهم على قراءتها، ودمج كل التوصيات فى تقرير نهائى ومختصر..!!
وكان أبرز ما رصدته تقارير المراكز البحثية عن جماعة الإخوان الإرهابية، أنها تتمتع بظهير شعبى، وتنظيم هرمى قوى ومتماسك، وتاريخ من العمل السرى وصل 90 عاما، ورغم ذلك فقد تعرضت لنكبات سياسية كبرى فى كل الدول التى تأسست فيها، خاصة مصر وسوريا والعراق..!!
وأبرزت التقارير عدم قدرة جماعة الإخوان على تحقيق أهدافها، وأحلام أعضائها والمتعاطفين معها، وأرجعت ذلك إلى جملة من الأسباب، معظمها عوامل داخلية تتعلق بنهج الجماعة نفسه، والقليل منها يتعلق بعوامل خارجية.
 
التقارير وضعت يدها على نقطة مهمة ولافتة، كانت معلومة من قبل، لكن ليس بهذا الوضوح والحسم وفقا لدراسات شديدة الدقة والحرفية، تتعلق بالأبعاد البنيوية الدينية والأيديولوجية المسيطرة على التنظيم الإخوانى، وأيضا على باقى التنظيمات المشابهة، بشقيها: النظرى وهو الأصول التى يسمونها أصولا فكرية التى وضعها المؤسسون، والعملى وهو نظرية عمل هذه الجماعات، والخلل فى البنية الأساسية، مما يجعل من هزيمتها أمرا ممكنا ومتاحا لخصومها السياسيين.
 
وأكدت التقارير أن من أكبر خطايا جماعة الإخوان الاعتماد على التعريف الذى وضعه مؤسسه حسن البنا دستورا لا يمكن الاقتراب منه، وهو «الإخوان تحت راية القرآن» والتفاخر والتباهى بما قاله نصا: «نحن أيها الناس، ولا فخر، أصحاب رسول الله، وحملة رايته من بعده، ورافعو لوائه كما رفعوه، وناشرو لوائه كما نشروه، وحافظو قرآنه كما حفظوه، والمبشرون بدعوته كما بشروا، ورحمة الله للعالمين وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِين.. ومن تبعنا الآن فقد فاز بالسبق ومن تقاعد عنا من المخلصين اليوم فسيلحق بنا غدا، وللسابق عليه الفضل.. ومن رغب عن دعوتنا زهادة، أو سخرية بها، أو استصغارا لها، أو يائسًا من انتصارها، فستثبت له الأيام عظيم خطئه».
 
تأسيسا على هذا التعريف لدستور نهج الجماعة، والذى صار «فكرة» مسيطرة على عقول وقلوب أعضائها، وجعلتهم يحولون كل حدث صغير أو كبير إلى معارك قائمة على مبدأ الولاء والبراء والحق والباطل، أدى إلى اصطدامها بعنف مع المجتمع، من ناحية، والنهج السياسى من ناحية آخرى، فتحولت العلاقة إلى معارك ممتدة ودائمة ومؤلمة، إذ يعتبر الإسلاميون أن كل منع لهم وتضييق عليهم هو تضييق على الإسلام، يستوجب تقديم الغالى والنفيس والجهاد بالنفس والمال، وهى قناعة امتلاك الحقيقة وناصية الصواب الدائمة، فاتخذوا من كل مخالفيهم ومعارضيهم دينيا وسياسيا، أعداء، وخاضوا معهم معارك ضروسا، فى مخالفة صريحة لمنطق العمل السياسى.
 
ووضع التقرير النهائى ملاحظة جوهرية، تقول: «إن إصرار الإخوان على الاعتقاد الكامل بأنهم أصحاب الحق المطلق طوال الوقت، ومسؤوليتهم عن الإسلام باعتبارهم المالكين لكل الحقوق الحصرية فى الدعوة له فى العالم، أدى إلى عدم اعترافهم بثقافة النقد والتصويب والمراجعات وتقييم المسار، وجعلوا من سقوط القتلى فى معاركهم شهادة، وتعثر خططهم ابتلاء، وعدم تحقيق أهدافهم فتنةً تستوجب الصمود، وأن الهزيمة قدر من أقدار الله عليهم، وأن انتصار خصومهم مسألة وقت»!
كما رصد التقرير أن جماعة الإخوان تؤمن إيمانا مطلقا بأن جموع الشعب ستهب لنصرتها ونجدتها، وتؤمن بأفكارها، ومبادئها السامية وتطلعاتهم الدينية والأخلاقية العظيمة، وهى خطيئة تقع فيها الجماعة، وتصاب بمرض وهم تحرك الجماهير فى حشود، دون إدراك حقيقى أنه قد تؤثر أفكار الجماعة فى قلة من الناس، وليس فى الملايين من الشعب، المؤمن بتطلعاته الحياتية من توفير مأكل ومشرب وصحة ومسكن والبحث عن الأمن والأمان والاستقرار.
 
واعترف التقرير بأن جماعة الإخوان افتقدت القدرة على القراءة والإلمام بمتطلبات الشعوب الحياتية، وتطرقت فقط إلى وعود الجنة والنار فى الحياة الأخرى، وهبات سماوية، فانصرفت عنها الجماهير، متكبدة الخسائر والخيبات واحدة تلو الأخرى وطوال تاريخها..!!
ووصل التقرير إلى نقطة الفصل فى الفشل الإخوانى المستشرى، عندما أشار إلى أن الجماعة تتوحش ضد أى شخص مهما كانت مكانته فى صفوف الجماعة قبل خارجها، إذا تطرق للثوابت الرئيسية فى نهجها ودستورها، وتعتبر كل ثابت من هذه الثوابت مقدسا لا يخضع للنقاش والحوار والنقد، وأصبح الاقتراب من مناقشة جدوى هذه الثوابت داخل صفوف الجماعة بمثابة التعرض لثوابت الإسلام نفسه، ومن يغادر التنظيم ويرحل، كمن خرج من الإسلام..!!
وبعد أن رصد التقرير خطايا الجماعة، وضع توصيات جوهرية لإعادة الإخوان للمشهد فى مصر، من خلال تغيير اسم الجماعة وعدم ربطها بالدين، واستبعاد كل وصايا ورسائل حسن البنا، المتصادمة مع المجتمع والمعيقة للنهج السياسى، والأخذ بتطورات العصر من أفكار وأيديولوجيات سياسية، حتى ولو كانت ظاهرية، وأنه ليس هناك بد من عودة الجماعة للمشهد العام وتصدره فى مصر إلا بتغيير كلى لجلدها بدءًا من الاسم ومرورا بالهيكل الإدارى ونهاية بالنهج السياسى..!!
لذلك نحذر مبكرا، من هذه الخطة الجهنمية، وتسلل الإخوان للحياة السياسية فى شكل حركات وأحزاب تحت التأسيس فى الفترة المقبلة، اللهم بلغت.. اللهم فاشهد..!!









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة