فى الوقت الذى تبذل فيه مؤسسات الدولة قصارى جهدها لمحاربة الشائعات التى تثار داخليا عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وذلك بسنها لتشريعات وقوانين جديدة لمعاقبة مروجيها بشكل رادع بعدما تزايد عددها فى الفترة الأخيرة ووصلت إلى 21 ألف شائعة فى ثلاث أشهر فقط للنيل من استقرار الدولة وإثارة الفتن والفوضى، هناك مصادر أخرى خارجية تروج لشائعات شبيهة على المستوى الدولى عبر قنوات فضائية ينتمى أصحابها لجماعة الإخوان المسلمين وهذا النوع من الحروب يحتاج لمعلومات بديلة أكثر دقة وصحة للرد على الافتراءات والأكاذيب.
أبرز القنوات:
ولفهم دور جماعة الإخوان المسلمين للنيل من استقرار هذا الوطن علينا أولا أن نسلط الضوء على أذرع وأسلحة الجماعة الخارجية المنتشرة فى تركيا وقطر الممثلة فى مجموعة من القنوات الفضائية والتى ظهرت بعد ثورة 30 يونيو وأجندة مالكيها منها ما توقف بالفعل ومنها ما هو مستمر فى نشر الشائعات حتى وقتنا هذا، فعلى سبيل المثال قناة مكملين ومقرها تركيا وتم إطلاقها تحديدا فى السادس من يونيو لعام 2014 ، هى واحدة من أشهر قنوات الجماعة تبث طوال الوقت برامج تحريضية ضد الجيش والشرطة، بالإضافة إلى إهانتها القضاء والشرطة والقوات المسلحة والإعلاميين فى مصر وهناك دعوى قضائية تطالب بوقف بثها، هذا بالإضافة لإذاعتها أخبارا كاذبة ومضللة الهدف منها تأجيج الوضع وإثارة الشعب.
وتواجه تلك القناه ومذيعها الأشهر محمد ناصر دعاوى قضائية مقامة ضدها من بينها ما قضت به محكمة جنح الدقى فى 8 يوليو 2015 بحبسه غيابيا عشر سنوات لاتهامه بمحاولة قلب نظام الحكم والتحريض ضد مؤسسات الدولة والترويج للقيام بأعمال عنف ضد الجيش والشرطة.
وبخلاف قناة مكملين التى يعمل فيها الإعلامى الهارب محمد ناصر ويملكها التنظيم الدولى للجماعة هناك أيضا فضائية "رابعة" والتى تم إطلاقها فى 2013 من الدولة نفسها وتم ملاحقتها قضائيا من قبل السلطات المصرية وإيقاف بثها وذلك بسبب تحريضها المستمر على أعمال القتل والعنف، وحملت القناة هذا الأسم بعد فض اعتصام الجماعة فى ميدان رابعة العدوية، ويتم تمويلها من قبل مجموعة من رجال الأعمال المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين لتؤدى الرسالة نفسها فى نشر الأكاذيب والادعاءات.
وبالإضافة لهذه القناه فهناك قناة "الحوار" أيضا والمملوكة لأحد قيادات التنظيم الدولى للجماعة "عزام التميمى"، وتم إطلاقها فى عام 2006 أى قبل الثورة بخمسة أعوام، وأثناء تغطيتها لاعتصامى رابعة والنهضة تم قرصنة واختراق السيرفر الخاص بالقناة ووقف بثها ويذكر أن المذيع الإخوانى أسامة جاويش مقدم أحد البرامج فى قناة الحوار الإخوانية قد قضت محكمة جنح القاهرة الجديدة بسجنه خمس سنوات مع الشغل بتهمة نشر وإذاعة أخبار كاذبة تضر بمصلحة الوطن.
أما قناة "الشرق" والتى انطلقت فى 2014 من تركيا أيضا ويرأس مجلس إدارتها الهارب أيمن نور، تقدم مواد إعلامية تحريضية ضد الجيش والشرطة ويعمل بها عدد من الإعلاميين المعروفين بولائهم للجماعة ومعارضتهم للنظام والموضعين على قوائم ترقب الوصول لاتهامهم فى عدة قضايا، ويواجه المذيع الهارب ايضا معتز مطر مقدم أحد البرامج فى قناة الشرق والذى صدر ضده من قبل عدة أحكام قضائية ابرزها السجن خمس سنوات ودفع غرامة 500 جنيه بتهمه قلب نظام الحكم وخمس سنوات أخرى وغرامة 200 جنيه بتهمة التحريض ضد مؤسسات الدولة".
وتعد هذه القناة، واحدة من أبرز القنوات المنتمية لجماعة الإخوان المسلمين ومؤخرا نشبت الخلافات بين إدارتها والعاملين فيها وتم فصل عدد كبير منهم والامتناع عن سداد مستحقاتهم المالية كما أن العاملين السابقين فيها وعلى رأسهم المذيعة صفية سرى كشفوا عن عدد من الحقائق فى طريقة التعامل معهم من قبل الإدارة الاخوانية من بينها أنها تعرضت للضرب والإهانة على يديهم كما أنهم خدعوا الناس بأسماء وصور الشهداء وتاجروا بهم بالإضافة إلى أن الإخوان سرقوا أموال الفقراء وتبرعات قتلى رابعة ابتلعوها فى بطونهم باسم الدفاع عن الحرية وهم أول مغتصبيها وفقا لما جاء فى اعترافاتها.
وأيضا اعترافات مذيع سابق فى القناة وهو طارق قاسم أعلن عن ندمه لانضمامه فى الجماعة والعمل فى قناتها قائلا: "ليتنا ما اعتصمنا فى رابعة ولا خامسة ولا غيرها من محطات الخديعة تلك واعتذر بشدة لكل من أقنعته يوما أن يشاركنا تلك الأوهام، وكنت أحاور رموزا من الإخوان وأنا على يقين أنهم كاذبون.
زكشف البيان الذى أعلنه العاملين السابقين فى القناة عن حقيقة معتز مطر حيث جاء فيه أنه لا يكل ولا يمل من ترويج الشائعات والأكاذيب ليل نهار حيث انه استغل الشاشة والهواء - الذين هما ملك لمشاهد يريد أن يرى الحقيقة - فى ترويج أكاذيب، والتدليس عليه عمدا، والانحياز الأعمى دون ضمير أو وعى ومجاملة مدير القناة الذى ارتكب عشرات المظالم والمخالفات، مؤكدين على أن قناة الشرق لا تعانى أزمة مالية مطلقا ولكنها تعانى من أزمة فساد متمثلة فى السطو على أكثر من نصف ما يقدم لها من الداعمين والرعاة من قبل القائمين عليها .
ومن أبرز القنوات أيضا التى تستغلها الجماعة لترويج الشائعات خارجيا قناة "مصر الآن" والتى انطلقت أيضا فى 2014 من تركيا وتابعة للتنظيم الدولى للإخوان وكذلك يحرض القائمين عليها ضد الجيش والشرطة هذا كله بخلاف القناه الأم لسلسة القنوات تلك وهى "الجزيرة" والتى تبث من قطر وتتعمد نشر الشائعات والأكاذيب والتحريض ضد مؤسسات الدولة.
أبرز الشائعات:
مجموعة من المشاكل القانونية والتمويلية تقف وراء عدد من القنوات الإخوانية وربما تكون هذه هى الصورة الغائبة عن المواطن المصرى، فما حقيقة هذه القنوات وما نوعية الخلافات التى تدب بين القائمين عليها والتى بسببها يريدون الهاء المصريين فى الشائعات والأكاذيب حتى لا يلتفت لهم أحد .
لذا لجأ أنصار جماعة الإخوان المسلمين لأسلحة عدة للنيل من استقرار هذا الوطن على رأسها اثارة الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعى وأيضا قنواتهم الخاصة التى تبث من تركيا وقطر وخلال الفترة الأخيرة عمدت تلك القنوات لنشر الأكاذيب بهدف اثارة غضب الشعب واستفزازه عبر تصريحات نُسبت كذبا لمسئولين فى الدولة. ومن أبرز تلك الشائعات على سبيل المثال ما نُسب لوزير التموين الدكتور على المصيلحى بأنه سيتم إنتاج خبز الفترة المقبلة مزود بمواد من شأنها تقليل الخصوبة لدى الرجال للحد من الزيادة السكانية، وكذلك شائعة أخرى تزامنت مع الإعلان عن زيادة أسعار المواد البترولية فى الفترة الماضية وهى أن البنوك ستعلن إفلاسها وعلى المواطنين المودعين أموالهم فيها، سحبها فى الحال وهذا بالتأكيد من شأنه الإضرار بالاقتصاد المصرى.
وأيضا شائعة أن مصر تحارب الإسلام وذلك بسبب ما أعلنت عنه وزيرة التضامن الدكتورة غادة والى بغلق مراكز التحفيظ غير المرخصة حتى لا تكون نواة للفكر المتطرف، هذا إلى جانب شائعة بيع هيئة قناة السويس إلى الإمارات على الرغم من أن الحقيقة جاء فيها أن الأصل فى التعامل مع أراضى القناة سيكون بحق الانتفاع للمصريين والأجانب مع وجود ضمانات قانونية لتحفيز الاستثمار فى هذه المنطقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة