نجحت روسيا فى نزع فتيل الأزمة بين جيش الاحتلال الإسرائيل والحكومة السورية والقوات الداعمة لها، لمنع وقوع صدام مباشر بين الطرفين وابعاد القوات الإيرانية والجماعات الداعمة للجيش السورى عن الحدود الفاصلة بين دمشق وتل أبيب.
وقالت تقارير إعلامية، إن موسكو نجحت فى إبعاد القوات الإيرانية والجماعات الداعمة للحكومة السورية قد ابتعدت عن الحدود الفاصلة بين سوريا وإسرائيل مسافة 85 كيلو مترا مطلع شهر أغسطس الحالى.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن مبعوث الرئيس الروسى إلى سوريا، ألكسندر لافرينتييف، قوله إن مقاتلى حزب الله والمليشيات الشيعية التى تدعمها إيران قد انسحبوا جميعا من هناك.
وأكد المسئول الروسى، على أن القوات الإيرانية التى تعمل فى سوريا بصفة مستشارين عسكريين مع قوات الجيش السورى لا يشملهم هذا الإجراء ويمكنهم أن يظلوا مع القوات السورية فى مواقع انتشارها قرب الحدود بين سوريا وإسرائيل.
وقالت وسائل إعلام غربية، إن هذه التطورات تأتى بعدما تمكنت القوات السورية المدعومة بالطيران الروسى من السيطرة مؤخرا على كامل محافظتى القنيطرة ودرعا بعد التوصل إلى اتفاقات تسوية مع مقاتلى المعارضة المسلحة فى هذه المناطق والتى تضمنت السماح لمن لا يقبل بالتسوية بالانتقال إلى محافظة إدلب فى الشمال السورى.
واكتملت المرحلة الأخيرة من الحملة العسكرية للجيش السورى فى نهاية يوليو الماضى، بالسيطرة على جيب صغير قرب الحدود المشتركة بين سوريا والأردن وبين سوريا وإسرائيلة، والذى كان يسيطر عليه تنظيم داعش الإرهابى، وسيطرت الحكومة السورية بالكامل على مناطق فى جنوب وجنوب غربى سوريا.
كما قامت قوات أممية بالفصل بين سوريا وإسرائيل بتسيير دوريات لها يوم الخميس الماضى لأول منذ عام 2012 برفقة الضباط الروس الذين وصلوا إلى خط وقف إطلاق النار المتفق عليه منذ عام 1974، فى دلالة إلى عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل عام 2011.
كما أعلنت روسيا أنها بصدد إنشاء 8 نقاط مراقبة عسكرية فى منطقة الجولان بهدف مساعدة قوات الأمم المتحدة المنتشرة بين البلدين فى تنفيذ مهامها ولمنع وقوع أعمال استفزازية قد تستهدف قوات الأمم المتحدة حسب قول الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، وانتشرت قوات الشرطة العسكرية الروسية فى هذه النقاط.
وأكدت تقارير اعلامية روسية، على أن انتشار الشرطة الروسية فى المنطقة سيكون مؤقتا وستسلم هذه النقاط للجانب السورى عند استقرار الأوضاع، مشيرة لعدم وجود وحدات عسكرية أو جماعات مسلحة تملك أسلحة أو معدات يمكن أن تشكل تهديدا على أمن إسرائيل فى كل المنطقة الواقعة ما بين خط فصل القوات بين سوريا وإسرائيل حتى عمق 85 كم داخل الأراضى السورية.
وطرحت روسيا مبادرة لإبعاد القوات الإيرانية عن حدود إسرائيل خلال لقاء وزير الخارجية الروسى، سيرجى لافروف، ووزير الدفاع الروسى برئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو.
وأعلن السفير الروسى لدى إسرائيل، أناتولى فيكتوروف، أن روسيا غير قادرة على إرغام إيران على مغادرة سوريا بشكل تام.
وألمح فيكتوروف إلى استمرار موسكو فى انتهاج سياسة غض الطرف عن الهجمات الإسرائيلية التى تستهدف شحنات أسلحة حزب الله وإيران ومواقعهما فى سوريا.
وأكدت موسكو، على أن إيران شريك مهم لها فى العديد من المجالات وتلعب دوراً أساسيا فى "القضاء على الجماعات الإرهابية" فى سوريا ووجودها فى سوريا شرعى لأنه جاء بناء على طلب الحكومة السورية.
كان جيش الاحتلال الإسرائيلى قد نفذ ضربة جوية استهدفت "عددا من العناصر الإرهابية المسلحة فى جنوب هضبة الجولان السورية".
بدأ تصعيد جيش الاحتلال الإسرائيلى 10 فبراير الماضى عندما شنت إسرائيل غارات على مطار التيفور وسط سوريا، حيث شيدت إيران قاعدة للطائرات بدون طيار وقتل فى الغارة عدد من الخبراء والمستشارين الإيرانيين.
وجاءت الغارة بعدما دخلت طائرة بلا طيار انطلقت من مطار تيفور إلى هضبة الجولان التى تحتلها إسرائيل فتصدت لها الطائرات الاسرائيلية وأسقطتها، وقال متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلى فى بيان صحفى إن الطائرة كانت تحمل أسلحة.
كانت قوات الجيش السورى وحلفاؤه الروس والإيرانيون قد تمكنوا من هزيمة المعارضة السورية فى جنوب غرب البلاد لتقترب القوات الموالية للحكومة من الحدود مع هضبة الجولان التى تحتلها إسرائيل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة