أكرم القصاص - علا الشافعي

كريم عبد السلام

كنز اسمه «تدوير القمامة»

السبت، 04 أغسطس 2018 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

وأنت ماشى على أى طريق سريع أو زراعى لابد وأن تشم تلك الرائحة الكريهة الخانقة، رائحة الدخان الناتج عن حرق أكوام القمامة، ليس على جانبى الطرق السريعة فقط، بل فى مناطقنا الشعبية، عادة ما تجد أحد أصحاب المحال التجارية يكنس أمام محله فى الصباح ثم يكوم الكومة إياها ويشعل فيها النار!

هذه إحدى طرقنا الشائعة فى التخلص من القمامة، بحرقها وتسميم أنفسنا من خلال الهواء الذى نتنفسه والعوادم المترسبة فى التربة، طريقة أخرى هى إلقاء أكياس القمامة على الرصيف أو فى عرض الشارع، فإذا زادت الكومة عن سعة الرصيف والصندوق الحديد الصدئ المتهالك تنزلق تلقائيا إلى نهر الطريق وتتكفل السيارات المارقة بمهمة هرسها وتفتيتها ولصقها بالأسفلت حتى تتحول مع حركة الطرق، إلى غبار يصيبنا بالمرض.

تسأل نفسك أو تسأل من حولك، لماذا نفعل ذلك بأنفسنا؟ لماذا نهدر ونحرق أحد الموارد الممكنة للأفراد والدولة ؟ ولماذا نحول هذا المورد المؤكد إلى عبء وأزمة بينما نستطيع أن نستفيد منه بالتنظيم والتوعية والتفكير بشكل عملى مثل معظم الدول من حولنا؟ والإجابة أن كثيرًا من قطاعات البلد، الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدنى يفكرون بطريقة دفن الأزمة بدلًا من تقديم حلول جذرية لها، فالحكومة فى فترة من الفترات ألغت عمل جامع القمامة، وأوكلت أمور النظافة وتجميل الشوارع إلى شركات أجنبية فاشلة، دون حسيب أو رقيب، كما أعدمت الخنازير بقرار متسرع ولم ترشد الناس إلى طريقة فى التعامل مع المخلفات، والقطاع الخاص المتربح من مهنة جمع القمامة وفرزها وإعادة تدويرها يكيد الحكومة بأن يتحول العاملون به إلى نباشين يبعثرون القمامة فى الطرقات وحول الصناديق، بعد أن ينتشلوا منها البلاستيك والحديد والألمونيوم والكرتون، أما منظمات المجتمع المدنى، ولدينا أكثر من أربعين ألف جمعية أهلية، فهو يتغافل عن دوره فى توعية المواطنين بكيفية التعامل مع مخلفاتهم فى القرى والمدن، أو تبنى مشروع قومى لتدوير المخلفات من خلال المصانع الصغيرة، أو حتى عمل المبادرات المكثفة لفصل القمامة من المنبع، أى من البيوت مع السيدات ربات البيوت.

وحتى محافظة القاهرة، عندما أطلقت مشروع أكشاك، وسيارات شراء القمامة من المواطنين، لم تستمر فيه، رغم أنه كان نقلة حضارية بامتياز، ويعمل على رفع الوعى بأهمية القمامة وكيفية الاستفادة منها بدلا من التخلص منها والسلام.

وكنا نأمل أن يتحول المشروع إلى منهج كامل يجرى تعميمه فى جميع الأحياء وقطاعات القاهرة الكبرى، وفتح اعتمادات لتوظيف آلاف الشباب فيه، مع التركيز على المناطق المزدحمة والعشوائية، وتكثيف الدعاية للمشروع ليتحول شعار «بيع زبالتك أو صدرها للخارج» لعادة حميدة فى جميع المحافظات، بدلا من عمليات الحرق وتسميم الهواء والتربة التى يرتكبها المصريون فى حق أنفسهم يوميا.

يجب أن يعلم المصريون فى المناطق العشوائية والقرى والنجوع أن مخلفاتهم كنز عليهم الاستفادة منه بدلا من إهداره، كما يجب أن يتحول مشروع تدوير القمامة إلى المشروع الصغير الأول الجدير بالدعم والتمويل من منظمات المجتمع المدنى ومن البنوك العامة، ومن القطاع الخاص أيضا، فعندما يترسخ فى عقول المواطنين أنهم يمكن أن يتكسبوا من قمامتهم ولو بمبالغ بسيطة، ستجدون شوارعنا نظيفة وهواءنا نقيًا كما ستتوفر مئات الآلاف من فرص العمل للشباب فى طول البلد وعرضه.

وللحديث بقية..

# شوارعنا نظيفة وهواؤنا نقى

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة