رئيس المجلس الانتقالى الليبى السابق: الإخوان دمروا ليبيا بعد سقوطهم فى «المؤتمر الوطنى».. المستشار مصطفى عبدالجليل لـ«اليوم السابع»: «الجماعة» تحالفت مع التيارات الإسلامية وفرضوا معاً قانون العزل السياسى

الجمعة، 31 أغسطس 2018 03:18 م
رئيس المجلس الانتقالى الليبى السابق: الإخوان دمروا ليبيا بعد سقوطهم فى «المؤتمر الوطنى».. المستشار مصطفى عبدالجليل لـ«اليوم السابع»: «الجماعة» تحالفت مع التيارات الإسلامية وفرضوا معاً قانون العزل السياسى رئيس المجلس الانتقالى الليبى السابق
حوار - أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- كونوا حركة «نعم ليبيا» وأحرقوا خزانات النفط وقسموا المؤسسات فى البلاد

 

- 17 فبراير ثورة والقذافى حولها لصراع مسلح وكتائبه تتحمل مسؤولية انتشار السلاح فى البلاد وسأرفض ابنه سيف الإسلام إذا ترشح

 

- قطر وتركيا تدعمان تنظيمات الإرهاب على أرض ليبيا والدوحة جلبت صواريخ «ميلان» المضادة للدروع لمجابهة قوات القذافى ومكنت الإخوان من الحكم

 

 

أكد المستشار مصطفى عبدالجليل، رئيس المجلس الانتقالى الليبى السابق، أن تركيا وقطر تدعمان التنظيمات الإرهابية على أرض بلاده، مضيفًا فى أول حوار لصحيفة مصرية اختص به «اليوم السابع»، أن الانتخابات فى ليبيا- وفقًا للمبادرة الفرنسية- خطوة جريئة، فى ظل وجود السلاح لدى من لا يستحقونه، مشددًا على ضرورة اتخاذ إجراءات حازمة ضد من يحمل السلاح، خاصة فى طرابلس ومصراتة والزاوية والجنوب.
وتحدث المستشار «عبدالجليل» عن الوضع الحالى فى ليبيا، وكيفية الخروج منه، مشيرًا إلى أطماع عدد من الدول فى بلاده، وصراعاتها حول ثرواتها، وإلى نص الحوار.. 
 

برأيكم من يتحمل مسؤولية ما وصلت إليه الأوضاع فى ليبيا، وهل ترى أن تعنت الإخوان سبب تأجيج الصراع فى البلاد؟ 

- تسلم المؤتمر الوطنى المنتخب من الشعب الليبى السلطة من المجلس الانتقالى الليبى، تحت إشراف المحكمة العليا يوم 8 أغسطس 2012، فى انتخابات شهدت جميع المنظمات الإقليمية والدولية بنزاهتها، وكانت البلاد موحدة، وكان سعر الصرف مستقرًا عند 1.3 للدولار الواحد، والسيولة النقدية متوفرة فى كل المصارف، والملاعب الليبية مفتوحة لكل المنافسات الدولية والقارية، ولم يفصلنا عن الذهاب إلى مونديال 2014 سوى المباراة الأخيرة مع الكاميرون، والتى كان يكفينا فيها التعادل، ولكن الكاميرون فازت فى ياوندى، وصعد منتخب الكاميرون إلى كأس العالم.
 
وقلت فى كلمتى يوم التسليم إنه من حق المؤتمر الوطنى المنتخب أن يلغى أو يعدل أى قانون صدر عن المجلس الانتقالى الليبى فى مرحلته الاستثنائية، وتطلع الناس وقتها  لمستقبل أفضل، وسارت الوتيرة متسارعة، وتحصل المنتخب الليبى للاعبين المحليين على أول إنجاز قارى، بفوزه ببطولة أفريقيا للاعبين المحليين، ولكن حينما أطيح بالإخوان فى معقلهم فى مصر، ونبذهم الليبيون، ولم يتحصلوا على المقاعد المنتظرة فى المؤتمر الوطنى، رغم ترشح كوادرهم المميزة كأفراد، ونجاحهم فى بعض الدوائر، فقد قاموا بفرض قانون العزل السياسى، متحالفين مع كل التيارات الإسلامية بالمؤتمر، ومنها تنظيم القاعدة وأنصار الشريعة والجماعة الليبية المقاتلة، ثم هاجموا مدينة بنى وليد، وحاصروا كل الوزارات السيادية والمؤتمر الوطنى، وأطلقوا حركة ما يسمى «نعم ليبيا»، فدمروا مطار طرابلس، وخزانات النفط فى العاصمة، ثم اتجهوا شرقا لمهاجمة الحقول النفطية وحرقوا أكثر من 11 خزانًا  للنفط، وانقسمت المؤسسات وكل المكونات الحكومية، وأوصلونا إلى ما نحن عليه الآن.

 


 
 

وما رأيك فى مبادرة باريس لحل الأزمة الليبية، وهل ترى إمكانية لإجراء الانتخابات نهاية العام الجارى؟ 

- الانتخابات وفقًا للمبادرة الفرنسية أراها خطوة جريئة فى ظل وجود السلاح لدى من لا يستحقونه، فإذا ما اتخذت الإجراءات القوية لردع أولئك الذين يحملون السلاح ويستعملونه لمصالحهم، فإن المبادرة ستنجح، أما إذا لم تتخذ إجراءات بهذا الشأن، خاصة فى طرابلس ومصراتة والزاوية والجنوب، فإن الأمور ستظل محفوفة بالمخاطر الكثيرة.
 

هل تعتقد أن 17 فبراير ثورة أم صراع مسلح؟ 

- ثورة 17 فبراير امتداد لأحداث عام 2006 فى بنغازى، والتى تم قمعها بالسلاح، ومن حولها إلى صراع مسلح هو معمر القذافى، الذى لم يتخذ القرار المناسب، مثلما كانت وطنية زين العابدين بن على وحسنى مبارك تجاه ما طالب به الشعبان فى تونس ومصر، أما معمر القذافى فظهر بمظهر مزرٍ، شكلًا وموضوعًا، متوعدًا بالملاحقة لمن خرجوا عليه، وبأن معه الملايين من أنحاء العالم، وقمع المتظاهرين فى يوم الجمعة الدامى فى طرابلس، ثم فى الزاوية وزوارة، وفر معظم أهلها، ثم حاصر مصراتة وزحف بتابعيه نحو بنغازى، ومن هنا أصبحت الثورة صراعًا مسلحًا.
 

 
 

ومن يتحمل مسؤولية انتشار السلاح والميليشيات فى ليبيا؟ 

- القوات النظامية فى أغلب المدن، خلاف كتائب معمر القذافى الخاصة، كلها لزمت بيوتها، وحتى من التحق بالثوار للمواجهة كان عددًا قليلًا، وكان لزامًا الحصول على السلاح لمواجهة قمع معمر، فالمسؤول الأول عن انتشار السلاح هو معمر الذى أرغم الشعب على مواجهة كتائبه.
 

وهل طالبتم مصر بتسليح الثوار فى 17 فبراير، وما تعليقك على تصريحات محمود جبريل بالخصوص؟

- لم نطلب التسليح لا من مصر ولا من غيرها من الدول بعد تدخل المجتمع الدولى، واقتحام الناس لمخازن التسليح المتعددة، وحصولهم على السلاح بشكل عشوائى، ولكن خلال الأسابيع الأولى للثورة جاء دعم بسلاح من السودان لتحرير الكفرة والدفاع عنها، وجلبت قطر صواريخ «ميلان» المضادة للدروع لمجابهة رتل معمر القذافى إلى بنغازى.
 

من طالب الناتو بقصف ليبيا، وهل ترى أن الجامعة العربية أخطأت بالسماح بقصف ليبيا؟ 

- الجامعة العربية اتخذت قرارها الشهير بحماية المدنيين فى ليبيا إثر تهديدات معمر، وشفرته الشهيرة «بنغازى حبيبتى»، وكذلك قول ابنه سيف بأن الوقت قد مضى للحماية، فالجيش على أبواب بنغازى، وبعرض القرار على مجلس الأمن اتخذ الأخير قرارًا جانبيًا بتكليف حلف الناتو باتخاذ اللازم لحماية المدنيين فى ليبيا، ولولا ذلك القرار لارتكبت مذبحة فى بنغازى والشرق الليبى بأكمله، ثم العودة على مصراتة والزاوية والجبل الغربى، وحسب المتوفر فى حينه فإن القرار كان إنسانيًا بامتياز.
 

من الذى قتل قائد جيش التحرير الوطنى، ووزير الداخلية الليبى الأسبق اللواء عبدالفتاح يونس؟ 

- التيارات الإسلامية هى من حاولت تشويه صورة الشهيد عبدالفتاح يونس، وتتبع بعض العثرات، وجعلت منها مادة للكلام فى كل المنابر الاجتماعية، الأمر الذى دفع المجلس الانتقالى إلى تجميع تلك الملاحظات، والتى من أهمها مخاطبته قوات التحالف بالتوقف عن الدعم المحدود، وقال جملته الشهيرة «للصبر حدود»، وأحلنا خلال اجتماع للمجلس الانتقالى المستندات للمكتب التنفيذى، باعتبار أن الشهيد عبدالفتاح يونس يتبع وزارة الدفاع، وطالبت بالتحقيق فيما ذكره، واتخاذ اللازم قانونًا، فتم استدعاؤه، وشكلت لجنة تحقيق اتخذ رئيسها قرارًا منفردًا باستدعاء يونس فى يوم عطلته الأسبوعية، وأتى به إلى بنغازى، وتم اختطافه، وبعد عشرات ساعات أوصلوه إلى الكتيبة التى يترأسها أحمد بوختالة.
 
وأصدر وزير الدفاع أمرًا بالإفراج عن عبدالفتاح يونس، كما تواصل صباح اليوم التالى مع نائب رئيس المكتب التنفيذى، وأمره بذات الأمر، إلا أنه أثناء تنفيذ أوامر الإفراج عنه انبرى أشخاص لفتح النيران على سيارته، وتم قتله هو ومن معه، وأسفرت التحقيقات عن معرفة أولئك، ولكنهم لم يمثلوا أمام أى جهة لنفى الاتهام عنهم حتى تاريخه، وهم معروفون بالاسم، ويمكن أن يكون البعض قتل منهم أثناء المواجهات الأخيرة مع الجيش الليبى فى حربه ضد الإرهاب فى بنغازى ودرنة.
 

ما رأيك فى الدور القطرى والتركى فى المشهد الليبى؟

- الدور القطرى والتركى داعم للإرهاب، وهذا أمر واضح للعيان، وقد صنف المجتمع الدولى البلدين  كدول داعمة للإرهاب.
 

وبرأيك لماذا دعمت قطر المجلس الانتقالى الليبى، وهل أرادت الدوحة فرض أجندتها عليكم؟ 

- كان لقطر الدور الأبرز فى تقديم الدعم السياسى والاقتصادى والأمنى والدبلوماسى للثورة الليبية، التى كانت تواقة لمن يمد لها يد العون، صديقًا كان أو حتى عدوًا، أمام قواعد معمر القذافى وابنه، اللذين توعدا الثوار بالملاحقة، ورغم معرفتى بالعلاقة الوطيدة بين قطر ومعمر القذافى قبل الثورة، فقد أيقنت أن وعودًا من معمر القذافى لقطر لم يتم الوفاء بها حيال تسديدهم لتعويضات الأطفال الذين تم حقنهم بفيروس الإيدز فى مستشفى الأطفال فى بنغازى، هى السبب الظاهر للدور المتقدم لقطر فى ذلك الوقت، ولكن مع الزمن اتضح أن قطر تؤدى دورًا آخر فى المنطقة، نيابة عن غيرها من الدول الكبرى، لتوطين نظام الإخوان فى المنطقة، باعتباره نظامًا يسعى للمال والسلطة، ومن ثم فلا ضرر منه لتلك الدول الكبرى.
 

ما رأيك فى موقف الجماعة الليبية المقاتلة من الأوضاع الراهنة فى ليبيا؟

- الجماعة الليبية المقاتلة شأنها شأن كل الجماعات الإسلامية المتطرفة، التى تسعى للسلطة والمال، وترتبط بدول خارجية توليها الولاء دون الوطن.
 

وبرأيك من الأنسب لرئاسة ليبيا؟ 

- هناك عدة شخصيات أراها مناسبة، من حيث الكفاءة والنزاهة والشجاعة، بينهم المهندس جاد الله الطلحى، وبوزيد دوردة، ومحمد بلقاسم الزوى، والدكتور إبراهيم بوخزام، ومحمد حسن البرغثى، والدكتور سليمان على الساحلى.
 

هل ترى أن تحرك المشير حفتر لبناء جيش وطنى أنقذ ليبيا؟ 

- تحرك المشير حفتر بإطلاق عملية رد الكرامة للجيش الليبى الذى تعرض لمؤامرة من التيارات الإسلامية كان واجبًا وطنيًا لا يقوم به إلا الأبطال الشجعان، وما ظهور تلك القيادات من التيارات الإسلامية  على جثث رجال القوات الخاصة فى معسكرها بمدينة بنغازى إلا دليل واضح على ما آل إليه الأمر، بعد اغتيال كل القيادات التى أسهمت فى الثورة، ومن ثم تحرك المشير، وفعلًا خاض حربًا مريرة مع مجالس شورى بنغازى ودرنة، وشكّل جيشًا قويًا بخلفية تدريبية راقية، وبمعاونة من بعض الدول العربية والإقليمية، وهو الآن يحظى بثقة كل سكان ليبيا فى كامل شرقها، وغالبية جنوبها وغربها.
 

وما رأيك فى جهود مصر لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية؟ 

- دور مصر الداعم للجيش الليبى لم ينحصر فى جهود توحيد المؤسسة العسكرية، بل تعداه إلى الدعم اللوجستى فى بعض المناطق، وليعلم الجميع أن أمن ليبيا هو أمن لمصر، قلب العروبة النابض والمحروسة.
 

هل ترى أن معمر القذافى ظُلم، وحال ترشح سيف الإسلام القذافى للرئاسة هل ستنتخبه؟ 

- أترك القول بأن معمر قد ظُلم لمن يتولى أمره الآن، وهو الله الحسيب العليم، أما المعطيات العامة فتقول إن معمر قد اعترف بتدميره للإدارة العامة، بتحريض صغار الموظفين على رؤسائهم،  والبنية التعليمية بتحريض الطلاب والعمال فى المدارس والمعاهد والجامعات على أساتذتهم، وطرد الأكفاء، والسماح باعتلاء المنصات للطلبة الفاشلين الراسبين باعترافه، وكذلك تدمير البنية الاقتصادية، بتحريضه على زحف العمال على المصانع والشركات وغل يد الملاك، واعترف بأن ذلك استغل حتى على المتاجر، ونسى أنه كان يتهكم على التجار.
 
وبدد معمر ثروات البلاد على نزواته الجنسية، ولعل شهادة مسؤول المراسم نورى المسمارى ستوضح الكثير، وكنا نطالع فى كل نشرة بأن مؤسسة القذافى الخيرية لحقوق الإنسان أمكن لها تحرير الرهينة «فلان من جنسية كذا»، والمحتجز لدى جماعة أبوسياف بالفلبين، أو الجيش الأيرلندى، وهو ما يعنى دعم الإرهابيين بطريقة غير مباشرة، وترك ليبيا بطريق واحد، ذهابًا وعودة، دون فاصل، وبصرف صحى فى البحر، والقمامة فى الشوارع، أو فى مكبات بجوار المدن.
 
وإذا سمح لسيف الإسلام بالترشح، وهو الملاحق جنائيًا، دوليًا ومحليًا، فلن أرشحه، بل سأعود فورًا للبقاء فى ليبيا، ولن أتركها له ولأعوانه مجددًا، فأربعة عقود من الفساد فى كل شىء كافية، وليدع الليبيين يقررون مستقبلهم حتى ولو بعد حين.
 

وما رأيك فى الصراع الفرنسى الإيطالى فى جنوب ليبيا؟ 

- الصراع الفرنسى الإيطالى وغيره من الصراعات غير المنظورة من دول إقليمية مجاورة، وغير مجاورة، ومن دول أوروبية، هو من عطل العملية السياسية فى ليبيا، والأمر بيد الليبيين، إذا ما نسوا الماضى وتصالحوا واتحدوا، فسيصنعون المستحيل، فمقدراتهم لا توصف، سواء فوق الأرض أو بباطنها، وندعو الله أن ينزع من قلوب الليبيين الحسد والحقد والكراهية وسوء الظن، حتى يتسامحوا ويتعاونوا على بناء ليبيا.
 

هل اعتزل المستشار مصطفى عبدالجليل العمل السياسى؟ 

- أنا لست سياسيًا حتى يقال إننى اعتزلت العمل السياسى، فقد أوتى بى لتنفيذ برنامج تصحيح أخطاء من خلال لجنة تعويضات، من تم تأميم عقاراتهم، وعينت نائبًا لرئيسها، وكان رئيس اللجنة المستشار الفاضل يوسف مولود الحنيش من مدينة الزاوية، وكل الأعضاء من طرابلس، ويتميزون عنى بمهنية وظيفية راقية فى المجالات المختصة بالتعويض، سواء فى الأملاك أو التسجيل العقارى أو التخطيط العمرانى أو المالية، وأصدرت أحكامًا يشهد لها الجميع بالإنصاف لعامة الناس، كما  أنجزنا وضع ضوابط دقيقة وعادلة للتعويض بعد عمل مضنٍ صباحًا ومساء لمدة 17 يومًا، قدمناه للجنة الشعبية العامة للدراسة والاعتماد، فتم اعتماده، مع تكليفنا بوضع ضوابط أخرى لتعويض من تم تأميم مصانعهم وشركاتهم وسياراتهم، ومن سجنوا ولم تتم إدانتهم، ومن قتلوا فى السجون، أو أثناء المواجهات مع الأمن، وتضمن التعويض رجال الأمن والأطفال الأربعمائة المحقونين بفيروس الإيدز فى بنغازى، وفى أقل من سنة من هذا العمل، تم اختيارى من قبل سيف الإسلام أمينًا للعدل، فأشرفت على كل هذا العمل المتضمن لجانًا فرعية فى مقر كل محكمة ولجنة عليا أترأسها.
 
وقد صرف من الأموال فى هذا الصدد أكثر من مليارى دينار، بما فيها الأربعمائة مليون دولار التى دفعها السفير القطرى فى باريس للحكومة الليبية لتعويض الأطفال، وإطلاق سراح الممرضات البلغاريات المحكوم عليهن بالإعدام، واللاتى لم يفصحن عمن كان وراء ذلك العمل اللاإنسانى، وكما يعلم الجميع فإن غالبية الليبيين لا يوالون معمر القذافى، الذى كان بخيلًا وغير صادق فى أمور كثيرة، وطالت آثار دماره كل بيت، خاصة أهل الشرق الموالين للحركة الصوفية السنوسية، التى كان لها الأثر الأكبر فى قيام دولة ليبيا واستقلالها من الاحتلال الإيطالى، ومن ثم فقد أعلنت استقالتى يوم 21 فبراير 2011، والتحقت بأهلى فى الجبل الأخضر.
 
وتم اختيارى رئيسًا للمجلس الانتقال للمدينة، وخلال أقل من أسبوع عرضت فكرة إنشاء مجلس انتقالى، وأصر الحاضرون فى مدينة بنغازى على اختيارى رئيسًا للمجلس، فوجدت نفسى مجددًا مقحمًا بتصدر هذا المشهد الصعب، ووفقنا الله وبمساعدة المجتمع الدولى فى تخليص الليبيين من معمر القذافى، وهو ما أراه أكبر إنجاز، لأن الليبيين مهما اختلفوا فسيأتى اليوم الذى ينعمون فيه بمقدرات بلدهم، وسلمنا بعدها السلطة للمؤتمر الوطنى المنتخب، وسلمت كل الهدايا والمزايا التى تحصلت عليها، ولم أتقاضَ أى راتب طيلة عملى بالمجلس، وعدت إلى حياتى الطبيعية غير السياسية.
 

وما هواياتك المفضلة بعيدًا عن الانشغال فى الشأن العام؟

- كنت لاعب كرة قدم فى نادى الأخضر بمدينة البيضاء بالجبل الأخضر منذ عام 1968 حتى 1984، ثم رئيسًا للنادى فترتين، الأولى من 1984 حتى 1986، والثانية من 2001 حتى 2003، وكنت رئيسًا للفريق من أول مباراة لعبتها فى 28 أكتوبر 1968 حتى الاعتزال، وأتذكر صعودنا للدورى الممتاز عام 1976، وبالتوازى وصلنا إلى المباراة النهائية لأول مسابقة للكأس، بتفوقنا على فرق عريقة، وخسرنا النهائى بطرابلس أمام نادى أهلى طرابلس 0/2، ولم يكن بالفريق سوى لاعب واحد أجنبى، هو حارس المرمى السيد حسن حسنين، وكان يدربنا المدرب الوطنى المرحوم حسين الحمروش.
 
وكنت وما زلت متابعًا ومشجعًا  لفريق الإسماعيلى المصرى «الدراويش»، الذى ارتبطت به إثر فوز فريقه المهجر إثر نكسة يونيو 1967، وتحصل النادى الإسماعيلى على بطولة أفريقيا بعمالقة، مازلت أذكر منهم الحارس حسن مختار، وميمى درويش، وعلى أبوجريشة، وأنوس، وسيد عبدالرازق، وسيد حامد، وأميرو، وريعو، وغيرهم، وكان ولا يزال فريق الإسماعيلى المعين الذى لا ينضب من المواهب التى استفادت منها الفرق الغنية بالأموال، ومع كل ذلك فقد حقق المرحوم شحتة بطولة بفريق متجانس قاده على ما أذكر حسن درويش، ومحمد صلاح أبوجريشة، والعجوز، وبشير عبدالصمد وغيرهم، ونصيحتى كمتابع هو التمسك باللعب القصير الجميل، المعتمد على امتلاك الكرة، فهو الأسلوب الأمثل للإسماعيلى.
 

هل إقامتك فى الإمارات تأتى خوفًا من بطش الميليشيات المسلحة فى ليبيا؟

- تركى لبلدى كان بسبب محاولة بعض مشايخ القبائل فى الشرق الليبى إقحامى فى مسألة المطالبة بحق تقرير المصير لإقليم برقة، وطلبهم منى أن أترأس وفدًا لمقابلة الأمين العام للأمم المتحدة فى ذك الوقت بان كى مون بهذا الخصوص، بعد أن يئسوا من شخصية الزبير السنوسى وإبراهيم الجضران، فعرض على بعض الأصدقاء السعى منهم للبحث عن عمل فى القضاء فى أى دولة عربية، فتم ذلك، وأنا فى أبوظبى منذ شهر نوفمبر  2015 أعمل مستشارًا بالتفتيش القضائى فى دائرة القضاء بإمارة أبوظبى، وأمارس عملى الذى أعرفه، متابعة وتقييم وتوجيه القضاة، وأذهب إلى بلدى كل رمضان لقضاء الإجازة هناك، أما مسألة الخوف فلا مكان لها عندى فى أى وقت وتحت أى ظرف، فما كتبه الله سيأتى، فهو الذى علم متى وأين وكيف سأموت.
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة