كيف حول ترامب "التعريفة" لسلاح حرب ضد الأصدقاء والأعداء.. الرئيس الأمريكى يضرب بقواعد التجارة العالمية عرض الحائط.. ويستغل الرسوم الجمركية للضغط على الحلفاء ومحاصرة الصين فى معركة تجارية ومعاقبة تركيا

الثلاثاء، 28 أغسطس 2018 12:00 ص
كيف حول ترامب "التعريفة" لسلاح حرب ضد الأصدقاء والأعداء.. الرئيس الأمريكى يضرب بقواعد التجارة العالمية عرض الحائط.. ويستغل الرسوم الجمركية للضغط على الحلفاء ومحاصرة الصين فى معركة تجارية ومعاقبة تركيا ترامب
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى غضون أشهر قليلة استطاع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أن يحول "التعريفة الجمركية" لسلاح حرب ضد الخصوم والأعداء، ولا مانع من استخدامها مع الحلفاء أيضا من أجل إجبارهم على تنفيذ مطالب واشنطن.

كانت البداية عندما ترامب شرع فى المواجهة التجارية الأكثر حدة مع الصين منذ حوالى ربع قرن، وتحرك فى اتجاه فرض رسوم جمركية قيمتها 60 مليار دولار على البضائع الصينية والحد من حرية الصين على الاستثمار فى صناعة التكنولوجيا الأمريكية.

وردت الحكومة الصينية بالتهديد بفرض 3 مليارات دولار من الرسوم الجمركية على البضائع الأمريكية، ووصفت وزارة التجارية الصينية إعلان ترامب بأنه يمثل سابقة سيئة للغاية.

وجاءت قرارات ترامب بعد أن وجد أن الصين تعاملت مع الشركات الأمريكية بشكل غير عادل بإجبارها على تسليم أسرارها التجارية لدخول السوق، على حد قوله.

ورأى الإعلام الأمريكى فى هذا الوقت أن قرارات ترامب تعكس تغيرا فى العلاقات بين العملاقين الاقتصاديين، الذين أجريا على مدار سنوات حوارات منظمة للغاية فى محاولة للتوصل إلى اتفاق حول القضايا الأمنية والاقتصادية، لكن البيت الأبيض يرى الآن هذه الحوارات، وما أسفرت عنها من اتفاقيات، على أنها وعود جوفاء إلى حد كبير من جانب الصينيين.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إنه بدلا من محاولة جذب الصين إلى النظام الاقتصادى الدولى القائم على القواعد، وهى سياسة تعود إلى ريتشارد نيكسون وهنرى كسينجر، فإن الولايات المتحدة تعتبر الصين الآن منافسا استراتيجيا عازما على تقويض الأمن والازدهار الأمريكى، ويعتقد البيت الأبيض ومعه كثيرين فى عالم البيزنس أن الولايات المتحدة بحاجة إلى ردع ضد استغلال الصين لملكيتها الفكرية، حتى وإن شك الكثيرون فى أن التعريفات الجمركية هى أفضل طريقة.

وإلى جانب الصين، اتخذ ترامب التعريفة كأداة لمعاقبة تركيا لاحتجازها قس أمريكى لتهم تتعلق بالإرهاب. ففى وقت سابق هذا الشهر، أعلن ترامب مضاعفة الرسوم الجمركية على الواردات التركية من الصلب والألومنيوم، مما أدى إلى تهاوى الليرة التركية ومضاعفة آلاف الاقتصاد التركى الذى يواجه أزمة مالية عاصفة غير مسبوقة بسبب السياسات النقدية للرئيس التركى رجب طيب أردوغان.

 وأشار ترامب إلى أن السبب وراء قراره أن العلاقات مع تركيا ليست جيدة، فيما يعنى أن يريد معاقبة تركيا على مواقفها، خاصة وأن صادرات تركيا إلى اللوايات المتحدة تقدر بحوالى 9 مليارات دولار، منها 1.5 مليار دولار من الصلب والألومنيوم. وفى ظل هذه الخسائر، ناشدت أنقرة واشنطن للعودة إلى طاولة المفاوضات بشان الرسوم الجمركية لاسيما فى ظل انهيار الليرة التركية.

ولم يقتصر استخدام ترامب للتعريفة الجمركية ضد خصومه أو الدول التى يريد معاقبتها لمواقف معينة، بل إنه استخدم سلاح التعريفة أيضا ضد أقرب الحلفاء وعلى رأسهم والاتحاد الاوروبى، وقام باستثناء كندا والمكسيك مؤقتا قبل أن يفرض التعريفة عليهما أيضا. وبلغت الرسوم 25% على الصلب و10% على الألومنيوم.

ولم يبال الرئيس الأمريكى على ما يبدو بما تمثله هذه القرارات من خطر على المدى البعيد على اقتصاد بلاده بسبب الإجراءات الانتقامية التى اتخذتها هذه الدول بزيادة التعريفة الجمركية أيضا على الواردات الأمريكية إليها. كما أن سياسة إدارة ترامب التجارية تقدم، كما أشارت نيويورك تايمز‘ فكرة "نحن ضد العالم" وهو ما يعد لعنة للشركات التى تتخذ قرارات طويلة المدى بشأن كيفية توظيف رأس المال الخاص بها.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة