"أسطول من السيارات النصف نقل كل واحد تحمل العديد من الأطقم السرائر والبطاطين والفوط على كل لون، ثلاث غسالات وثلاجتين وديب فريزر وشاشات عرض، وأطقم الحلل والأكواب والكؤوس والسجاد على كل حجم ولون، ويتقدمهم سيارة تحمل بالـ "DG " وعشرات الرجال والنساء الذين يطلقن الزغاريد ويتناوب الرقص فى الشوارع المارين بها " انه ليس بمعرض منتقل ولكن هذا هو سلو العائلات فى جهاز العروس والذى لابد من نقلة فى زفة تتقدمها عائلتها ويشهدها الأهالى من العائلات الأخرى، تلك العادات والتقاليد التى مازال يتمسك بها الأهالى بالقرى رافعين شعارات "سلو بلدنا" و"السجن ولا عين البنت تتكسر"، بالرغم من حالة الغلاء، وارتفاع سعر الذهب، وتخطى ملايين الفتيات لسن الـ 30 دون زواج، إلا أن التمسك بعادات "المغالاة" فى تكاليف الزواج والشبكة والمهر لا تزال هى السيف القاطع.
ويرصد "اليوم السابع" تلك العادات والتقاليد الخاطئة وأسباب تمسك الأهالى بها، فيؤكد هانى هنداوى من عزبة الشمسى التابعة لمركز الزقازيق، أن قريتنا التى لا تبعد عن الحضر بقليل مازال الأهل يتمسكون بعادات المغالاة فى الجهاز للبنت وشراء نوعين أو ثلاث من الأجهزة الكهربائية مثل غسالة الطفل بجانب الأتوماتيك، بوتاجاز سطح وفرن كهربائى بجانب البوتاجاز كبير الحجم المزود بفرن، هى أشياء بالطبع لا تستخدمها العروس ولكن تصر العائلات على شرائها للتفاخر وعدم المقارنة بين العروس وبين الأخريات من بنات القرية بدعوى "بنتى مش أقل من بنت فلان".
ويشير محروس سليم من قرية أبونجاح، أن يطلق عليه "عشا أم العريس" هو عبء آخر على الأهل، فالأسرة تقوم بتوصيل ودبحية كاملة أو نصف أو ربع على الأقل وشوال أرز وخضار وان من يخالف الإلتزام يعاير بة طوال العمر وفضلا عن خزين البيت العروسة لمدة لا تقل عن سنة من " الأرز والبصل والتوم، البقوليات " وغيرها.
ويضيف لطفى علام من قرية سلمنت مركز بلبيس، أن تلك العادات الخاطئة أنتجت العديد من المشاكل الاجتماعية، من أبزرها الغارمات، فالأسرة تضطر مجبرة للاستدانة من الغير وشراء الأجهزة بالتقسيط، لتنفيذ العرف وخوفا على بنتهم من معايرة الغير بان جهازها اقل من غيرها، مضيفا إننا فى قريتنا عقدنا العديد من الجلسات للإلزام العائلات بالاقتصاد فى الجهاز للتصدى للظواهر السليبة التى تخلفها هذه العادات، إلا أن الأهالى يتراجعون ويتمسكون بهذه العادة.
وتؤكد أمل سليمان مأذونة شرعية وعضو المجلس القومى للمرأة، أن هذه العادات خاطئة ويجب على المجتمع أن يتكاتف للقضاء عليها، لافتا أن الزوجين يكونوا بسبب الجهاز مكبلين بالأقساط والذى يرهقهم ماديا لظروف المعيشية الصعبة، وينتج عنة مشكلات اجتماعيه تصل لحد الطلاق، مضيفا أن قوائم المنقولات الآن تخطت 400 ألف جينة، مشيرا أنها من خلال عملها رصد العديد من المشكلات بسبب ارتفاع قيمة قائمة المنقولات، ومنها خلال عقدها قران اعترض العريس على قيمة القائمة والتى كانت 250 ألف جنيه وشبت مشادة تطورت لمشاجرة، وألغى عقد القران، هذا بخلاف العديد من المشكلات المجتمعية.
وتضيف بقولها الدكتور عايدة عطية مقرر المجلس القومى للمرأة بالشرقية، أن صندوق الشكاوى يتلقى العديد من البلاغات يوميا بسبب مشكلات عائلية وزوجية ترجع أصلها لمغالاة فى الجهاز، فضلا عن الغارمات الذين تضعف عددهم فالأهل مستعدون للسجن ولا ينزلون عن " سلو البلد "، مشيرا أنها تشن حملات طرق الأبواب للتوعية بعدم المغالاة فى تكاليف الجهاز والالتزام بالضرورى فقد، لافتا أن ذلك غير كافى، فلابد من حملة قومية تتكاتف فيها أجهزة الدولة للتوعية والقضاء على هذه العادات الخاطئة.
ويضيف إليها الشيخ محمد خاطر مدير مديرية الأوقاف بالشرقية، أن هذه الأمور ليس الإسلام، فالدين حث علينا تسير الزواج على وعدم الإسراف الجهاز أو حفلات الزفاف، مستشهدا بحديث الرسول علية الصلاة والسلام "أقلهن مهرا أكثرهن بركة"، مضيفا أن مثل هذه العادات والتقاليد الخاطئة، أدت للعديد من الظواهر السلبية فى المجتمع مثل ارتفاع نسب العنوسة، وانحراف الشباب وكثرة المعصية والغارمات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة