أكرم القصاص - علا الشافعي

حسابات المكسب والخسارة فى وفاة جون ماكين.. ترامب غير قلق وتخلص من سياسى كان خصما أكثر منه حليفا .. الجمهوريين فى تخبط للبحث عن بديل وسط معركة مع الديموقراطيين على تركة السيناتور الراحل

الثلاثاء، 28 أغسطس 2018 12:37 م
حسابات المكسب والخسارة فى وفاة جون ماكين.. ترامب غير قلق وتخلص من سياسى كان خصما أكثر منه حليفا .. الجمهوريين فى تخبط للبحث عن بديل وسط معركة مع الديموقراطيين على تركة السيناتور الراحل جون ماكين واوباما وترامب
كتبت - سالى حسام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

توفى جون ماكين قبل أيام وترك السياسة الأمريكية فى إعصار الاستعداد لانتخابات التجديد النصفى، البعض يرى وفاة جون ماكين مكسب لمعارضى الرئيس الأمريكى خاصة من الديموقراطيين الذين بإمكانهم الأن دخول الانتخابات فى نوفمبر المقبل بدون مواجهة ماكين والحصول على مقعده فى الكونجرس والبعض يعتبر أن هذا المقعد محفوظ بحكم انتماء الناخبين للحزب.. لكن فى كل الأحوال المسألة ليست مجرد مقعد فى الكونجرس.

ماكين الخصم الأول لترامب

خصومة "ترامب - ماكين" لا تخفى على أحد من متابعى السياسة الأمريكية، فقبل انتخابه سخر ترامب من السيناتور جون ماكين ومن لقبه كبطل حرب وقال عنه إن جون ماكين كان من الأسرى "أنا لا أحب الأسرى أنا أحب الذين لا يقعون فى الأسر" وذلك فى إشارة لكون جون ماكين تعرض للأسر والتعذيب خلال حرب فيتنام.. هذه التصريحات جلبت الانتقادات لترامب باعتباره يسخر من جندى قاتل لصالح بلاده بينما ترامب نفسه لم يؤدى الخدمة العسكرية.

مع ذلك بعد وصوله للرئاسة ونشر الصحف الأمريكية والبريطانية تقارير عن احتمال تعرض ترامب للابتزاز من قبل روسيا عبر ملف جنسى تم تصويره خلال زيارة ترامب لموسكو عام 2012 ولكن بحسب CNN لا يوجد أى تأكيد على وجود هذا الملف وكل المعلومات الخاصة بالابتزاز كانت فى "دوسيه" قدمه جون ماكين للكونجرس فى 2017 من أجل التحقيق فيه.. وبالطبع ترامب لم ينس أن ماكين هو من أثار الضجة ضده.

وبعدها استمر ماكين فى معارضة الرئيس الأمريكي داخل الكونجرس رغم أنهما من نفس الحزب بل إن تصويته فى ديسمبر الماضى كان الضربة القاضية لمشروع قانون ترامب للرعاية الصحية والذى كان الرئيس الأمريكى يهدف من خلاله للقضاء على قانون "أوباماكير" وتحطيم أحد أعمدة ميراث أوباما.

حسابات المكسب والخسارة

جون ماكين ظل دائما المرشح المضمون للحزب الجمهورى للفوز بمقعد الكونجرس فى ولاية أريزونا، والأن وبعد وفاته فإن الجمهوريين فى حالة صدمة بين البحث عن بديل قوى له وفى نفس الوقت استلهام ميراثه من أجل تشجيع الناخبين على النزول والتصويت لأن "العادة التاريخية هى أن يخسر حزب الرئيس انتخابات التجديد النصفى التى تلى انتخابه هو".

وبحسب موقع Vox فإن القانون يستلزم أن يتقدم حاكم أريزونا الجمهورى "دوج دوسى" لشغل الفراغ والترشح للمنصب.. لكن دوسى قرر البقاء فى منصبه حتى نهاية فترة حكمه عام 2020، وحتى الأن ظل صامتا عن الاسم الذى سيختاره بديلا مع توقعات بإعلان الاسم بعد جنازة جون ماكين.

الجمهوريين الأن لديهم أغلبية 51 -49 مقعد فى الكونجرس ويريدون الحفاظ عليها ولذا يجب العثور على بديل قوى وبسرعة، ولو كان ماكين تخلى عن مقعده فى 30 مايو لكان من السهل إجراء اقتراع داخلى فى الحزب للوصول لبديل، ولكن 30 مايو هو الحد الأقصى لإجراء مثل هذه التصويتات الداخلية.. ولا يوجد مادة فى الدستور الأمريكى تتحدث عن سابقة مثل هذه.

الأسماء المتداولة حاليا هى "سيندى ماكين" أرملة السيناتور الراحل والبالغة من العمر 64 عاما وتملك خلفية سياسية قوية بجانب اسم ماكين فهى لها أنشطة خيرية وفى مجال الأعمال والإدارة وكان لها جهود فى مكافحة تهريب البشر.

والاسم الثانى هو "كيرك أدمز" كبير موظفى دوج دوسى وهو مع ذلك مرشح ضعيف لكونه خسر من قبل انتخابات الكونجرس عام 2012.

وهناك أيضا باربرا باريت السفيرة الأمريكية السابقة فى فنلندا وهى أول امرأة من الحزب الجمهورى تترشح لمنصب حاكم أريزونا عام 1994، وجون كايل الذى خدم كسيناتور من قبل مع ماكين فى الفترة من 1995 إلى 2013 وهو يبلغ من العمر حاليا 76 عاما.

لكن بغض النظر عن الاختيار، فإن الرئيس الأمريكى ترامب لا يبدو أنه قلق بل إن وفاة ماكين جعلته يتخلص من سياسى داخل حزبه كان خصما وليس حليفا، لدرجة أن عدد من الصحف الأمريكية قالت بوضوح إن ترامب تجاهل نصيحة مستشاريه ورفض نشر بيان تعزية فى وفاة ماكين واختار الاكتفاء بتغريدة يعرب فيها عن تعاطفه وحزنه من أجل عائلة السيناتور وليس حزنه على وفاة ماكين نفسه.

بل إن عائلة ماكين أعلنت بوضوح أيضا إنها لا تريد حضور ترامب فى الجنازة ولا سماع أى خطاب منه لتكريمه فى حين سيحضر الرؤساء الأمريكيين السابقين "أوباما وبوش وكلينتون" للجنازة وسيلقون خطابات.

الديموقراطيون فى تحفز

أريزونا ولاية حمراء موالية للحزب الجمهورى، لكن هذا لا يمنع أن الديموقراطيين فى تحفز الأن للقفز على مقعد ماكين إذا ما سنحت الفرصة لتغيير ألوان الولاية.. ففى أعقاب وفاته نشرت شبكة ABC أن الديموقراطيين بأريزونا ضمن السياسيين الذين أعلنوا الحداد على ماكين.. لكنهم فى نفس الوقت يستخدمون اسمه فى الدعاية ضد الجمهوريين بنغمة "الجمهوريين تخلوا عن مبادئ ماكين واختاروا ترامب".. وهو تلميح بأن الديموقراطيين هم من يمكنهم الأن حماية تركة ماكين.

على الرغم من أن صحيفة "واشنطن بوست" قالت فى تقرير إنه سواء أراد أم لا فإن ماكين يظل أحد أسباب سيطرة ترامب السياسية، وذلك نظرا لعدة مناسبات الأولى هى أن ماكين ظل ولو علنا مؤيدا لترامب باعتباره رئيس البلاد "والسبب فى ذلك بحسب الصحيفة هو أن ماكين قبل اشتداد مرضه كان يريد إرضاء الجمهوريين فى ولايته حتى ينتخبوه من جديد" بل إن ماكين نفسه كان قال بعد الانتخابات الأمريكية بيوم واحد "ظننت أن هيلارى ستفوز ولذا وضعت نفسى كسياسى جمهورى عتيد يحافظ على أريزونا".

ثانيا كل الدعاية الديموقراطية قبل وفاة ماكين فى أريزونا قائمة على شئ واحد وهو أن ماكين مثله مثل ترامب "من الحزب الجمهورى وله سابقا عبارات معادية للهجرة وأراء معادية للنساء".

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة