فيديو وصور.. "رسام على الرصيف".. إسلام ترك منزل والده بعد تعذيبه بالكهرباء فأواه الشارع.. يعبر بريشته عن مأساته.. طعامه من حصيلة بيع الكانزات وفراشه من الحصى.. ويؤكد: نفسى اتعلم مهارة الرسم وأطلع فنان واتعالج

أعطته الدنيا ظهرها وحرمته من العيش على سرير بين أربع جدران والشعور بالأمن والآمان بين والديه وأشقائه، حيث دأب والده على التعدى عليه وتعذيبه بالكهرباء، وضربه المبرح بشكل دائم، فترك المنزل وعمل فى كثير من المهن ولكن لم يقف معه الحظ لسوء معاملة أصحاب المهن له، فلجأ إلى الرسم والنوم بالشارع دون مأوى أو غطاء من حر الصيف وبرد الشتاء لعله يجد ضالته فيه ويعبر عن مأساته بالقلم الرصاص، بل ولم يمد يده إلى أحد فلجأ إلى جمع كانزات المشروبات الغازية كى يشترى الأكل وينام فى سلام على الأرض.

إسلام محمد على، ينام أسفل عمارة شهيرة بأول شارع عبد المنعم رياض متفرع من شارع البطل أحمد عبد العزيز بالمهندسين، قال: "لى 4 أشقاء انا أكبرهم، وتركت المدرسة فى المرحلة الإعدادية، حيث كنت أدرس بمدرسة الأورمان النموذجية بنين بالدقى، ووالدى كان يعاملنى معامله سيئة ويعذبنى بالكهرباء ويتعدى على بالضرب فتركت المنزل من الخوف وذهبت لمحطة مصر وركبت قطار دون أن أعلم إلى أين سيذهب ونمت بين الجرار والعربة، وذلك منذ حوالى 10 سنوات وعدت للمنزل مرة أخرى بعدما ضاق بى الحال".

تابع إسلام حديثه: "والدى أجبرنى على ترك المدرسة ثم عملت صبى ميكانيكى سيارات بميت عقبة، وذلك منذ 10 سنوات وكنت لأتقاضى 25 جنيها فى الأسبوع وتعلمت السواقة وإصلاح عيوب السيارات، لكن الأسطى كان يتعدى عليا بالضرب، فتركته لعنفه الشديد والمستمر معى، كما عملت استورجى سيارات منذ 5 سنوات بـ80 جنيها أسبوعيا، كما غسلت سيارات بأحد الشوارع ولكن أحد الأهالى طردنى من الشارع".

وعن فكرة الرسم قال إسلام: "بدأت تعلم الرسم بنفسى منذ 6 أشهر برسم ورده ثم وجوه وأحسن فيها كل مرة إلى أن تصبح بشكل مقبول، فالصورة تأخذ معى حوالى ربع ساعة لأتم رسمها بقلم الرصاص، وفى أحد الأيام ذهبت للمركز الثقافى الرابع بشارع المعز وعرضت لوحتين عن فلاحة تحمل بلاص وأخرى تشبه الست أم كلثوم وأحد الأشخاص اشتراهم بمبلغ معقول، ونصحتنى سيدة أن أرسم ظل ونور فى الصور، كما أننى أدخل إلى اليوتيوب كى أتعلم طريقة الرسم".

واستطرد الرسام المطرود من منزله: "أنا أجمع كانزات المشروبات الغازية ليلا حوالى 4 كيلو يوميا وأقوم ببيعهم لتاجر خردة ثم أعود للنوم فى الشارع، وأحد الأشخاص علمنى الصلاة وفى حالى وليس لى علاقة بأحد وأتمنى أحد يتبنانى ويساعدنى فى إنماء موهبة الرسم عندى، وناس وعدتنى تقف معى ولكن لم يسأل فى أحد، وكل ما أملكه من أدوات رسم ورقة بيضاء وقلم رصاص ومسطرة وممحاة ونفسى أرسم بالفحم والزيت وألوان المياه".

وأضاف إسلام: "نفسى أتعلم مهارة الرسم وأطلع فنان ولوحاتى تتباع فى كل مكان، مثل بابلو بيكاسو ، حتى وإن مت يكون اسمى مذكور والناس تتحاكى به، لأنى بنام ولا أعلم بكرة هكون موجود أم لا ونفسى استخرج أوراقى الشخصية وتوفير عمل مناسب شريف حتى أتفرغ للرسم، وشراء ملابس جديدة وأجرى كشف طبى على جسمى لأنى أشعر بتعب دائم، وأعيش مثل باقى الناس".