"اليأس ضعف وخوف جبان.. لكن الأمل مفتاح ببان" جملة طبقتها بحذافيرها "نهى عزام" ابنة مدينة طنطا بمحافظة الغربية، من ذوى الإحتياجات الخاصة التى لم تستلم أبدا للحياة والصعوبات تحيط بها، والتحديات أيضا التى فرضتها عليها ظروف الحياة، فضلا عن نظرة بعض فئات المجتمع للمعاقين وذوى الاحتياجات الخاصة.
.jpg)
الكفاح والجهد والتغلب على المعوقات
لم تلتفت الفتاة صاحبة الـ34عاما يوما ما لمعوقات فرضها عليها المجتمع أو أى نظرة من شخص تجاهها، بل اجتهدت وكافحت بمجهود شاق، للتحدى ظروفها الصحية، ولكى تثبت للمجتمع أنها عضو نافع يستطيع أن يقدم الكثير ولا يلتفت لأى معوق يواجهه، فمحت أميتها وهى فى سن الـ14من عمرها بعدما رفضت المدارس استقبالها، ولم تكتف بذلك فقط، بل أصرت على استكمال تعليمها، والتحقت بمدرسة إعدادى بكفر الزيات، وحصلت على المركز الأول فى الصفين الثانى والثالث، والتحقت بالصف الثالث الثانوى، ومنه لكلية الآداب جامعة طنطا شعبة تاريخ، حصلت على درجة الليسانس، ولم تقف الفتاة عند هذا القدر من التعليم بل تدربت على كيفية محو أمية الغير متعلمين لرد الجميل لمن علمها.
.jpg)
الفتاة الثلاثينية تحكى قصتها لـ"اليوم السابع" وقالت انها ولدت مصابة بإعاقة وقصر فى القامة وضعف فى العضلات، مشيرة إلى أنها وصلت لسن الالتحاق بالتعليم الابتدائى وتوجه بها والدها لتقديم ملفها للمدرسة، ولكن تعذر قبولها بالمدرسة.
.jpg)
رحلة "الليسانس" بدأت عند 14 عاما
وأضافت "نهى" أنها ظلت حتى سن الـ14من عمرها بالمنزل، دون تعليم ولكن كانت لديها الرغبة الشديدة فى التعلم، فكانت تقوم بجمع الحروف ومحاولة قرأتها.
.jpg)
وأضافت كان هناك فصل لمحو الأمية فقررت الالتحاق به وتمكنت من محو أميتها ومعرفة القراءة والكتابة، مؤكدة أنها انتظرت حتى بلغت 16عاما واستخرجت بطاقة شخصية حتى تستطيع استخراج شهادة لمحو الأمية.
.jpg)
وأشارت إلى أنها قررت الالتحاق بالشهادة الإعدادية، ولكن رفضت المدرسة استقبالها، فتم تقديم أوراقها بإحدى مدارس كفر الزيات "منازل"، وكانت تحصل على دروسها فى المنزل وتذهب لأداء الامتحانات.
.jpg)
وأكدت أنها حصلت على المركز الأول على مستوى المدرسة فى الصفين الثانى والشهادة الإعدادية، موضحه أنها تتحرك على مشاية أطفال، وأكد الأطباء استحالة الحركة على أقدامها، ولكن تحدت قرارات الأطباء ورفضت أن تقضى حياتها على كرسى متحرك وأصرت على الحركة على قدميها
.jpg)
رحلتها في التعليم الثانوي
وأضافت، أنها التحقت بالتعليم الثانوى وأصرت على تحدى نفسها وبدأت فى الوقوف على قدميها ولم يكن الأمر سهل فى بداية الأمر، ولكن تمكنت من الحركة والمشى على عكازين، والتحقت بمدرسة قاسم أمين الثانوية بطنطا الشعبة الأدبية.
.jpg)
هنا قررت "نهى" أن تتخلى عن العجلة نهائيا، خاصة وأنها اصبحت طالبة جامعية، واستخدمت عكازين للتحرك بهم، ثم تمكنت من المشى بعكاز واحد، والتحقت بكلية الأداب جامعة طنطا قسم تاريخ، وحصلت على درجة الليسانس.
.jpg)
وأشارت إلى أنها استخرجت شهادة الإعاقة لنسبة الـ5% حتى تستطيع أن تحصل على وظيفة، وتوجهت لمديرية القوى العاملة وأكدوا لها أن المتاح وظائف فى القطاع الخاص، وهى عاملة فى مصنع بلاستيك، ولكن رفضت بشدة تلك الوظيفة لأنها لا تتناسب معها لكونها معاقة، ولن تستطيع إنجاز أى أعمال تتطلب مجهود حركي، مشيرة إلى أن مسئولى المديرية اقترحوا عليها وظيفة بمدرسة خاصة بطنطا مقابل 200جنيه شهريا، ولكن رفضتها، وفقدت الأمل فى أن توفر لها القوى العاملة وظيفة تتناسب معها.
.jpg)
كورسات تنمية بشرية وبيزنس
وأوضحت نهى عزام أنها حصلت على كورسات تنمية بشرية، وتطوير الذات وكورسات بيزنيس وكمبيوتر، ودورة إعداد قاده، وبرلمانيات، وعملت فى الاعمال التطوعية، مشيرة إلى أنها تبنت مبادرة شارع صديق لمتحدى الإعاقة فى محاولة لتهيئة الطرق والأماكن لمتحدى الإعاقة، ومبادرة نعم أنا استطيع ولا يوجد مستحيل، حتى تثبت أنه لا يوجد مستحيل أمام ذوى الاحتياجات الخاصة.
.jpg)
وأكدت، أنها لم تتوقف عند هذا الحد، بل تعلمت صناعة المشغولات اليدوية، وتمكنت من احترافها، وبدأت تدريب أصدقائها من ذوى الاحتياجات على الأشغال اليدوية وعمل مجسمات، وبدأت فى التسويق لمنتجاتها، قائلة" حبيت أثبت أنى عائل للمجتمع، ولست عالة عليه".
.jpg)
وقالت، إنها تدربت على محو الأمية، وقدمت 3 دورات لغير المتعلمين، من بينهم شقيقتها الصغرى "نجوى" من ذوى الإعاقة، لرد الجميل لمن ساعدها فى محو أميتها، وإثبات ذاتها، والوصول للهدف.
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)