"محمد".. شاب فى العشرين من عمره، سعى كثيرا للزواج من فتاة جمعته بها قصة حب طويلة، هو مثال لابن الجيران الذى أحب جارته، حتى كٌللت تلك المشاعر بالزواج منها، مرت الشهور الأولى فى الزواج بسعادة، اعتادت الزوجة زياة والدتها التى تقيم بشقة مستأجرة فى عقار مجاور لشقة الزوجية، واعتاد "محمد" التوجه إليها لاصطحاب زوجته والاطمئنان على حماته" التى تربطه بها علاقة الأم بابنها، حتى جاء اليوم المشئوم، عندما قرر "محمد" تناول العشاء مع زوجته ووالدتها وأشقاء زوجته، اشترى عددا من فطائر البيتزا، ثم توجه إلى العقار، وأثناء صعوده فوجىء بشخص يدعى أنه صهر صاحب العقار، يحاول منعه من الدخول، متهما إياه أنه "حرامى".
حاول "محمد" إقناعه أنه حضر لاصطحاب زوجته، وأن حماته تقيم بإحدى شقق العقار، إلا أن هذا الشخص الذى يدعى "أشرف.ه" صهر مالك العقار، أصر على موقفه، ليتطور الموقف إلى مشادة كلامية استعان خلالها " أشرف " بعدد من أنصاره واعتدوا على "محمد" بالضرب، ثم حضر والد "أشرف" ليشهر سلاحا ناريا، ويطلق عدة أعيرة نارية فى الهواء، حتى قرر ابنه إنهاء الأمر، فحصل على السلاح منه، ثم وجهه تجاه المجنى عليه "محمد"، وأطلق منه رصاصة أسقطته قتيلا.
الأمن يصل ويعين خدمة أمنية بموقع الحادث
سرعان ما وصلت قوة أمنية من مركز شرطة أوسيم فى محاولة للسيطرة على الأحداث، ويتم القبض على المتهم ووالده، وتعيين خدمة أمنية لمتابعة الحالة الأمنية، خشية تطور الأمر بين عائلة الضحية وعائلة المتهمين.
"اليوم السابع"، التقت أسرة المجنى عليه.. زوجته "فاطمة " التى أصيبت بانهيار عصبى عقب مقتل زوجها، أصرت على التحدث عن فقيدها بالرغم من سوء حالتها الصحية، وقالت إنها ترتدى "الفانلة " الخاصة بزوجها، والتى كان يرتديها وقت مقتله، تحمل بقع من دمائه، هى آخر ما تبقى لها من رائحة زوجها.
زوجة المجنى عليه
تضيف الزوجة التى لا يتعدى عمرها 19 عاما، أن ارتباطها بــ "محمد" تم بعد قصة حب شهد لها عائلتها وعائلته، حتى تمكنا من الزواج، كان يعمل فى مجال بيع "الثلج"، ويمتلك ثلاجة صغيرة بشارع الــ 6 متر بمنطقة بشتيل فى أوسيم، يكسب منها رزقه بالحلال، ويوم الحادث اتصل عليها، واتفق معها على إحضار العشاء معه لتناوله بصحبة والدتها وأشقائها، وأثناء صعوده تعرض له المتهم، ثم اشتبك معه وقتله.
القتيل
الزوجة المريضة ما زالت تشعر أن "محمد" يحادثها، تسمع صوته فى كل لحظة، يطلب منها الحصول على حقه، وتطالب ألا يذهب دمه هدرا، تقول دائما " محمد معايا ومش هيسبنى "
زوجة الضحية
والدة المجنى عليه، قالت إنها عقب طلاقها من زوجها، اجتهدت وتعبت لتوفير الرعاية لمحمد وأشقائه، كانت تعمل للإنفاق عليهم، حتى فقد ابنها حياته، ثم تصرخ قائلة: "أنا عايزة حق ابنى، مفيش غير الإعدام هو اللى هيشفى غليلى، حقه لازم يرجع، والمحكمة هى اللى هتجيب حقه، حسبى الله ونعم الوكيل فى اللى قتلوا ابنى "
والدة الضحية
الحاج "حسان" والد المجنى عليه، قال إن ابنه يعمل بائع "ثلج" ، يسعى للحصول على لقمة عيشه بالحلال، متزوج منذ عدة أشهر فقط، وأثناء دخوله للعقار الذى تقيم به حماته، حاول المتهم منعه من الصعود، بالرغم من أنه ليس من أصحاب العقار، وأنه لا يمتلك الحق فى منعه من الدخول، حيث أنه يرتبط بعلاقة نسب فقط بصاحب العقار.
والد المجنى عليه
وأضاف والد الضحية، أن ابنه كان بحوزته حقيبة تحتوى على طعام العشاء، إلا أنه مات قبل أن يتناول عشائه الأخير دون ذنب، مشيرا إلى أن ابنه يشهد له جيرانه وسكان منطقة بشتيل بحسن خلقه.
وقال والد الضحية: " محمد كان راجل جدع، بيساعد أى شخص محتاج مساعدة، ملحقش يعيش حياته، وترك خلفه زوجة صغيرة أصبحت "أرملة " قبل أن تصل إلى عمر العشرين ".
والد الضحية
"سماح عبد الفتاح" حماة المجنى عليه تروى تفاصيل الحادث قائلة، إنها لم تشاهد القاتل قبل يوم الحادث، وأثناء صعود زوج ابنتها للعقار استوقفه المتهم، قائلا " رايح فين يلا، انت شكلك حرامى، أنا صاحب العمارة"، فحاولت إنهاء الخلاف، والاتصال بمالك العقار للحضور، إلا ان المتهم استعان بعدد من أنصاره، واشتبكوا معه، ثم حضر والد الجانى " هاشم" وبحوزته سلاح نارى، وأطلق عدة طلقات فى الهواء، قبل أن يستحوذ ابنه القاتل على السلاح النارى منه، ويطلق الرصاص على "محمد".
حماة المجنى عليه
من جانبهما، طالب عم الضحية وشقيقته بالحصول على حق "محمد" وأكدا أنهما ينتظران الحكم بالإعدام للقاتل، وأن القانون كفيل بالانتقام من مرتكب الجريمة، حيث أضافا أن الضحية كان محبوبا من الجميع، مستشهدين بعدد من الجيران وأصحاب المحلات التجارية بالشارع الذى شهد الجريمة.
عم الضحية أمام الثلاجة الخاصة بالمجنى عليه
شقيقة المجنى عليه
وتحدث " أحمد صلاح " صاحب محل تجارى بالشارع الذى شهد الجريمة، قائلا، إنه تصادف وجوده بالمحل وقت الحادث، حيث شاهد والد المتهم يطلق عدة أعيرة من سلاحه النارى فى الهواء، ثم أسرع ابنه الجانى نحوه، وحصل منه على السلاح وصوبه تجاه "محمد " وأطلق النار.
صاحب محل تجارى وشاهد على الجريمة
الشارع الذى شهد الجريمة
وأكد، صاحب المحل أن كاميرات المراقبة الخاصة بمحله سجت تفاصيل الحادث، ورصدت المتهم وقت إطلاقه النار على المجنى عليه، وأنه سلم مقطع الفيديو لضابط بمركز شرطة أوسيم، حتى يكون دليلا قويا لإثبات تورط المتهم بارتكاب الجريمة.
الشارع الذى يقيم به المجنى عليه