صور.. حج ولبى وزار.. مواكب الحجيج تودع "منى".. ضيوف الرحمن ينتهون من رمى الجمرات ويتوجهون للكعبة لأداء طواف الإفاضة..رئيس بعثة الحج: حجاجنا بخير فرحين بإتمام المناسك..والد شهيد: لن أنسى معروف الملك سلمان مرتين

الجمعة، 24 أغسطس 2018 10:14 ص
صور.. حج ولبى وزار.. مواكب الحجيج تودع "منى".. ضيوف الرحمن ينتهون من رمى الجمرات ويتوجهون للكعبة لأداء طواف الإفاضة..رئيس بعثة الحج: حجاجنا بخير فرحين بإتمام المناسك..والد شهيد: لن أنسى معروف الملك سلمان مرتين حجاج البيت الحرام
رسالة مكة المكرمة ـ محمود عبد الراضي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ودعت مواكب الحجيج اليوم الجمعة مشعر "منى" بعد قضاء نسكهم وإتمام أدائهم للركن الخامس من أركان الإسلام، وهم يحملون أجمل الذكريات وكلهم رجاء أن يعودوا إلى أوطانهم وقد غُفرت ذنوبهم وخطاياهم وعادوا كيوم ولدتهم أمهاتهم.

وشهدت لحظات الوداع بين الحجاج عناق وتبادل عناوين وعبارات توديع ودموع الفراق لصحبة جمعتهم فى هذا المكان، حب وطاعة وقرب من الله، ملامح الفصل الأخير من أيام منى المتكررة مع كل جموع الحجيج على مر الأزمان .

كما عاشت مخيمات مشعر منى حركة دؤوبة وذلك من خلال تجهيز الحجاج للحقائب للمغادرة، ومع خروج البقايا الأخيرة من الحجاج بدأت فرق النظافة التدخل لجمع مخلفات الحجاج فى موسم يعتبر من أروع مواسم الحج.

وتبادل ضيوف الرحمن فى ختام النُّسك التهانى بعد إتمام الفريضة وكلهم أمل فى أن يعودوا إلى بلدانهم محمّلين بالذكريات الجميلة والحكايات الروحانية التى يشعر بها الحجاج، منى البيضاء التى تميّزت بأفضل الممارسات الحضرية على مستوى العالم من حيث توفير المسكن واحتضانها الخدمات الشاملة ورعاية حجاج بيت الله الحرام وأنفقت عليها الدولة المليارات بسخاء دون مِنّة أو رياء جسّدت كل معانى البياض، بياض الوجوه التى تشع نورا وإيماناً بياض الإحرام وبياض الخيام وبياض القلوب.

وزحف عدد من الحجاج للمسجد الحرام لأداء طواف الإفاضة، أحد أركان فريضة الحج.

وحرص الحجاج على زيارة بعض الأماكن المقدسة فى مكة المكرمة وعلى رأسها غار حراء الذى شهد اللحظات الأولى لنزول الوحى على رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث يقع جبل النور فى شمال شرق المسجد الحرام وعلى بعد 4 كيلومترات، وسمى بهذا الاسم لظهور أنوار النبوة فيه، ويبلغ ارتفاعه 642 متراً، وينحدر انحداراً شديداً من 380 متراً حتى يصل إلى مستوى 500 متر، ثم يستمر فى الانحدار على شكل زاوية قائمة حتى قمة الجبل وتبلغ مساحته خمسة كيلو مترات و250 متراً مربعاً وتشبه قمته سنام الجمل.

ويوجد فى هذا الجبل غار حراء وهو واحد من أهم الأماكن فى تاريخ الإسلام وسيرة نبيه حيث كان النبى صلى الله عليه وسلم يخلو فيه بنفسه ليعبد الله قبل البعثة بعيداً عن أهل مكة، وهو المكان الذى نزل الوحى فيه لأول مرة على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وفيه نزلت أول آية من القرآن "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِى خَلَقَ".

والغار عبارة عن فجوة فى أعلى جبل النور، مدخله نحو الشمال بطول أربعة أذرع وعرضه ذراع وثلاثة أرباع، والداخل لغار حراء يكون متجهًا نحو الكعبة، ويتصف بضيق المكان الذى لا يتسع إلا 4 أو 5 أشخاص فقط، ويُمكن لمن يقف على رأس جبل النور أن يُشاهد مدينة مكة المُكرمة وأبنيتها.

ومن جانبه، قال اللواء عمرو لطفي الرئيس التنفيذى لبعثة الحج، إن ضباط الشرطة المرافقين للحجاج حرصوا على التواجد مع ضيوف الرحمن طوال فترة الرحلة، وتفويجهم من منى للحرم بعد الانتهاء من رمى الجمرات.

وأضاف الرئيس التنفيذى لبعثة الحج، أن رجال البعثة نجحوا فى تفويج ضيوف الرحمن فى جميع المشاعر المقدسة، بعدما تم تدريبهم على المسارات الجديدة من عرفات للمزدلفة ثم منى، حيث رافقوا الحجاج وسهلوا وصولهم لأماكن إقامتهم بسهولة، من خلال وضع علامات إرشادية ووقوف البعض يحملون الأعلام المصرية.

ولفت الرئيس التنفيذى لبعثة الحج، فى تصريحات لـ"اليوم السابع" إلى أن العيادات الطبية لم تتوقف عن متابعة الحالة الصحية للحجاج، خاصة المرضى وكبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة، وتم صرف الأدوية اللازمة لهم، مؤكداً أن جميع حجاجنا بسلام وأمان فرحين بأن من الله عليهم وأتموا مناسك الحج بسلام.

وهنا.. فى الأراضي المقدسة، توقفت عربة "كرسى متحرك" الحاج المصرى عبده زايد ذو الـ 73 عاماً فى الممر المؤدى لجناح الضيافة بمخيم ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وهو أحد الحجاج المصريين الذين استفادوا من خدمات البرنامج الذى تشرف عليه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، ومن ضمنهم "أسر شهداء ومصابى الجيش والشرطة المصرية".

كان الحاج عبده زايد لحظة توقفه يتأمل وافر الخدمات المقدمة له ولباقى الأسر المستفيدة من البرنامج، بمشاعرٍ مختلطة بين حزنٍ تحكيه تفاصيل وجهه المرهقة، على ابنه "محمد" الذى استشهد أثناء تأديته لواجباته ومهامه، وأخرى تحكى فرحة إتمامه لفريضة الحج، التى عبر عنها بقوله: "كيف نجازى الملك سلمان، بل كيف نحصى ما غمرنا به وأخوانى المسلمين الحجاج، بدءاً بالحفاوة وكرم الضيافة وحسن الاستقبال، والخدمات الكبيرة والوفيرة التى قدمت بابتسامة وحب".

وتابع عبده حديثه، قائلاً: "الملك سلمان وقف معى مرتين، لن أنساها ما حييت، الوقفة الأولى له، جاءت قبل 41 عاماً، عندما كنت أعمل لدى شركة تتولى فى ذلك الوقت مشروعات لإحدى الوزارات فى مدينة الرياض، حيث كان أميراً لمنطقة الرياض، عندما أنصفنى أيّما إنصاف، وذلك حين ذهبت إلى مجلسه آنذاك متظلماً من تأخر مرتباتى لمدة ثلاثة أشهر، فما كان منه، إلا أن أجلسني لتناول القهوة، وسماعى باهتمام كبير، التى قابلها بابتسامة ووعدٍ حازم أن تنتهى هذه المشكلة خلال أسبوع واحد فقط، وبالفعل تسلمت جميع رواتبى المتأخرة خلال ذلك الأسبوع.

الكشاف (1)
الكشاف (1)
 

وعن الوقفة الثانية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود معه، فاختار أن يصفها بجزيل العطاء والكرم بأن يسّر له بعد توفيق الله جل وعلا هذه الحجة، التى جاءت تكريماً من الملك الإنسان والخيّر، لذكرى ابنه الشهيد، سائلاً الله عز وجل أن يجعل هذه الأعمال الخيرة منه فى ميزان حسناته، وأن يرزقه نعيم الجنان.

وعلى جانب آخر، شهدت الأراضى المقدسة، قصة إنسانية أسقطت دموع جميع من عاصرها، بعدما نجح الكشاف حسين بن قبلان الرويلي الممثل لإدارة تعليم منطقة الحدود الشمالية فى مشاركته بحج هذا العام، في مساعدة شاب في العقد الرابع من عمره، للقاء أمه بعد ابتعادهما عن بعضهما لمدة 7 سنوات.

منى
منى

وكان مشعر منى المكان الذى شهد ذلك اللقاء الذى أنهى معانة أم وابنها لهذه المدة، وأسهم فيه بشكلٍ رئيس الكشّاف الرويلي المتطوع ضمن معسكرات الخدمة العامة التابعة لجمعية الكشافة العربية السعودية، عندما شهد لحظة حضور أحد الحجاج للوحدة الكشفية الذى بلغه نبأ وجود والدته ضمن حجاج الجمهورية اليمنية الشقيقة، وسؤال المسئولين في الوحدة ما إذا كان بإمكانهم التثبت من هذه المعلومة، ومدى إمكانية مساعدته في إيصاله لحضنها الذى تراكم فى داخله الشوق له لما يربو عن 7 سنوات.

الكشّاف الرويلي استطاع أن يحظى بثقة قادته، الذين أوكلوا له هذه المهمة، فما كان منه إلا الاستعانة بالله ثم التنسيق مع قائده، ليبدأ معه وضع خطة لتحقيق هذا الهدف وجمع أم بضناها، فكانت بداية الخطة من خلال تحديد موقع مكاتب الحجاج اليمنيين على الجزء الخاص بمشعر منى من خريطة المشاعر المقدسة، التى اعتادت جمعية الكشافة طباعتها فى كل عام لتوزيعها على الحجيج وجميع منسوبى مختلف القطاعات المشاركة في خطة حج هذا العام، في كل المواقع بالمشاعر المقدسة.

وجاء التطبيق الإلكتروني الذى يمثل خريطة ذكية على الهواتف والأجهزة اللوحية، مرحلة ثانية من خطة الكشّاف وقائده، بتوضيح المسار الأفضل الذي يبعد عن مقر تواجدهما بمركز 21 للإرشاد حوالي 4 كيلومترات، تمهيداً لاصطحاب الشاب المحتاج للمساعدة الذى ما فتئ يتحدث طوال الطريق عن عديد الفرضيات الممكن أن تتشكل كمشاعر تغطى مكان هذا اللقاء المنتظر بأم منعتها من لقاء ابنها ظروف اليمن الحالية التي تشهد تمرداً من مليشيا الحوثى على الحكومة الشرعية للبلاد، إلى جانب الجزاء الكبير الذى يعتزم ذلك الشاب أن يكافئ به الكشاف الذى حقق له حلماً باتت تتشكل ملامحه واقعاً وحقيقة، قابلها الكشّاف بطلب الدعاء له مكتفياً بها مكافأة على جهوده، وأما المشاعر فاتفق مع الشاب بأنها مشاعر يصعب وصفها، وحق ما اتفقا عليه عند لقاء الشاب بوالدته فقد كان مشهداً لا يمكن تجسيده أو الحديث عنه بأى شكلٍ من الأشكال.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة