أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة أهمية القراءة الجديدة والعصرية للتراث النقدى العربى لما يتميز به من تنوع وثراء وفكر، مبينا أن تلك القراءة يمكن أن تشكل أساسا قويا ومتينا لبناء نظرية عربية فى النقد الأدبى، لا تنفصل عن تاريخها ولا عن هويتها ولا عن واقعها.
وقال جمعة - فى أحدث كتاب صدر له عن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بعنوان (الفكر النقدى بين التراث والمعاصرة.. نحو نظرية عربية معاصرة فى النقد الأدبى) - "إن العلاقة بين التراث والمعاصرة فى الفكر النقدى العربى ليست علاقة عداء أو قطيعة، ولن تكون، ولا ينبغى أن تكون، وأن الوسطية التى يحملها هى منهج ثابت فى كل مناحى الحياة، وعلينا أن نجعل منها ميزانا دقيقا نزن به أمورنا كلها، ونجعلها منهجا ثابتا ومعلما واضحا ننطلق منه فى كل جوانب حياتنا العلمية والفكرية والفلسفية والتطبيقية".
وأضاف أننا لو أعدنا قراءة تراثنا النقدى قراءة واعية منصفة لوقفنا على كثير من كنوزه ونفائسه، واتضح لنا بما لا يدع مجالا للشك أن الحياة الأدبية العربية فى عصرها الذهبى كانت تموج بتيارات وحركات نقدية لا تقل حيوية وأهمية عن حركة الحياة الأدبية والنقدية فى القرنين الـ20 والـ21 سواء فى أوروبا أو فى عالمنا العربى، وأن القضايا التى تناولها النقاد العرب القدماء لم تمت بموتهم، وإن الكثير منها مازال حاضرا بقوة فى ثقافتنا الأدبية والنقدية، ومازال قادرا على تشكيل منطلق قوى ومتين لنظرية عربية حديثة فى النقد الأدبى.
وتابع "نحن لا نتعصب للقديم لمجرد قدمه، ولا نسلم زمام عقلنا للتقليد الأعمى دون أن نمعن النظر فيما ينقل إلينا أو يلقى علينا، فقد ميز الله (عز وجل) الإنسان عن سائر الخلق بالعقل والفكر والتأمل والتدبر والتمييز.. ونعيب على من أهملوا هذه النعم ولم يوفوها حقها".
وشدد وزير الأوقاف أنه لا يمكن أيضا أن ننسلخ من هذا التراث العريق أو نقف منه موقف القطيعة، فمن لا ماضى له لا حاضر له ولا مستقبل، بل علينا أن نأخذ من الماضى العريق النافع والمفيد الذي ننطلق به فى الحاضر ونؤسس به للمستقبل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة