أرض الخيانة.. لماذا اختار كوشنر إمارة قطر لتمرير "صفقة القرن"؟.. مستشار الرئيس الأمريكى ومبعوثه فى الشرق الأوسط يجتمعان بوزير خارجية الدوحة.. والخطوة الأمريكية تزيد هوة انعدام ثقة العرب فى الجانب الأمريكى

الأربعاء، 22 أغسطس 2018 05:30 م
أرض الخيانة.. لماذا اختار كوشنر إمارة قطر لتمرير "صفقة القرن"؟.. مستشار الرئيس الأمريكى ومبعوثه فى الشرق الأوسط يجتمعان بوزير خارجية الدوحة.. والخطوة الأمريكية تزيد هوة انعدام ثقة العرب فى الجانب الأمريكى نتنياهو وتميم
كتب - بيشوى رمزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يبدو أن تنامى الرفض العربى للخطة الأمريكية المزمع إعلانها فى الشرق الأوسط، لإنهاء الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، قد دفع الولايات المتحدة إلى العضو المنبوذ فى المنطقة العربية، ربما للضغط على القوى العربية لقبول ما يسمى بـ"صفقة القرن"، وهو الأمر الذى بدا واضحا فى الاجتماع الذى عقده جاريد كوشنر، المستشار الخاص للرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ومبعوث واشنطن فى الشرق الأوسط جيسون جرينبلات، مع عدد من المسئولين القطريين، وعلى رأسهم وزير خارجية الإمارة محمد بن عبد الرحمن الثانى، اليوم الأربعاء، فى العاصمة القطرية الدوحة.

ففى تغريدة له، قال جرينبلات، على حسابه بموقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، أنه عقد لقاء مع وزير خارجية قطر، بمشاركة كوشنر، وذلك لمناقشة الوضع فى غزة وجهود السلام التى تبذلها الإدارة الأمريكية، وهو ما يعكس سعى واشنطن لإيجاد دعم من قبل الدويلة المنعزلة على محيطها العربى، للضغط على باقى الدول العربية، من أجل تمرير مخططها، والذى ربما لا يصب فى صالح أحد سوى إسرائيل، وهو الخط الذى تبنته إدارة ترامب منذ اليوم الأول لوجوده فى البيت الأبيض، واتضح فى العديد من القرارات، لعل أبرزها القرار المثير للجدل بنقل السفارة الأمريكية فى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس.

تغريدة المسؤول الأمريكى
تغريدة المسؤول الأمريكى

أرض الخيانة.. لماذا قطر؟

ولعل اختيار قطر من قبل كوشنر، والذى يطلق عليه قطاع كبير من المتابعين بأنه "مهندس" صفقة القرن، يعكس إدراك الإدارة الأمريكية لحقيقة مفادها أن الإمارة الخليجية ربما تمثل الوجهة العربية المناسبة لترويج خطتها غير المنصفة، خاصة وأن الدوحة ربما تبقى فى حاجة للدعم الدولى، فى ظل مأزقها الإقليمى، جراء مقاطعة الدول العربية الداعمة لمكافحة الإرهاب لها، بالإضافة إلى ما تتمتع به من علاقات قوية مع كيان الاحتلال الإسرائيلى، وهو ما بدا واضحا فى التصريحات الرسمية التى خرجت من العديد من المسؤولين القطريين فى الأشهر الماضية.

فقبل عدة أشهر، أكد سفير قطر فى قطاع غزة محمد العمادى، أن بلاده تحتاج لدعم إسرائيل من أجل القيام بأعمال إنسانية فى القطاع، موضحا أنه بدون إسرائيل لا يمكن لأحد القيام بأى دور سواء فيما يتعلق بعملية إعادة الإعمار أو تمرير المساعدات الإنسانية لسكان القطاع، كما أنه لم يستح بعد ذلك بأسابيع قليلة من الإعلان عن قيامه بزيارة الدولة العبرية لأكثر من 20 مرة خلال السنوات الأربعة الأخيرة.

الدور المفقود.. الحمدين يسعون لاستعادة التوازن على حساب غزة

المغازلة القطرية المعلنة لإسرائيل تمثل فى حقيقتها امتدادا للسلوك القطرى المشبوه، وغير المتزن، منذ المقاطعة العربية للإمارة، والذى بدا واضحا فى استضافة الإمارة الخليجية للعديد من أعضاء اللوبى الصهيونى، من مختلف دول العالم، سواء فى الولايات المتحدة أو غيرها، فى محاولة صريحة لنفى الاتهامات التى تلاحقها بدعم الميليشيات المتطرفة من جانب، أو لاستقطاب الدعم الدولى فى مواجهة أشقائها العرب من جانب آخر.

إلا أن أهداف قطر ربما لا تقتصر على هذا الحد، حيث تسعى الإمارة الخليجية لإيجاد دور لها فى القضية الفلسطينية من جديد، باعتبارها القضية الأبرز فى منطقة الشرق الأوسط، حيث سعت خلال الأشهر الماضية إلى التركيز على الأوضاع الإنسانية فى غزة، بعد أن توارى دورها إلى حد كبير، منذ أن استعادت مصر توازنها، فى أعقاب سنوات الفوضى، وهو الأمر الذى يبدو واضحا فى الدور البارز الذى تلعبه القاهرة لتدعيم المصالحة الفلسطينية، وهو الدور الذى حاولت أن تقوم به قطر لسنوات دون جدوى.

لعنة قطر.. هل ينهى "الحمدين" النفوذ الأمريكى فى المنطقة؟

ويعد اختيار قطر من قبل مسؤولى الإدارة الأمريكية لمناقشة ما يسمى بـ"صفقة القرن"، انعكاسا للمأزق الأمريكى، ليس فقط بسبب الرفض العربى للخطة الأمريكية غير المنصفة، وإنما كذلك بسبب غياب الثقة فى الوسيط الأمريكى بعد القرارات المتواترة التى اتخذتها إدارة ترامب لمناصرة الدولة العبرية، وهو الأمر الذى دفع المسؤولين الفلسطينيين إلى التأكيد مرارا وتكرارا، خاصة منذ قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، للتأكيد على أن الولايات المتحدة لم تعد تحظى بثقة العرب، وهو ما بدا واضحا فى رفض القيادات الفلسطينية فى استقبال نائب الرئيس الأمريكى مايك بينس خلال زيارته إلى المنطقة فى ديسمبر الماضى.

نتنياهو وبوتين
نتنياهو وبوتين

وهنا يمكننا القول إن اختيار كوشنر للإمارة لعقد اجتماعاته حول مستقبل القضية الفلسطينية، ربما يمثل خطوة انتحارية جديدة تقدم عليها الإدارة الأمريكية، ربما تساهم فى خسارة الولايات المتحدة ما تبقى من دعمهم فى شأن هذه المسألة، خاصة مع تصاعد الدور الذى تلعبه روسيا فى المرحلة الأخيرة وتعزيز نفوذها فى الشرق الأوسط عبر البوابة السورية، والذى سمح لروسيا بالفوز بثقة كافة الأطراف، ومن بينهم إسرائيل، خاصة بعد التحركات الروسية الملموسة لإخراج إيران من سوريا، وبالتالى دحض التهديد الذى تواجهه الدولة العبرية جراء وجود القوات الإيرانية فى منطقة الجولان المحتلة، والذى كان يمثل صداعا فى رأس حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لسنوات.

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة