وسط مناخ مشحون بالتوترات غير المسبوقة بين الولايات المتحدة وتركيا، استهدفت سيارة مجهولة، صباح اليوم الإثنين، السفارة الأمريكية فى أنقرة وأطلقت عدة رصاصات على مبنى السفارة، ما أصاب نافذة فى موقع أمنى دون أن يسفر ذلك عن وقوع ضحايا، بحسب التقارير الأولية الواردة.
وبحسب مكتب محافظة أنقرة فإن ست طلقات نارية من سيارة بيضاء استهدفت السفارة فى الساعة 5:30 صباحا، حيث أصابت ثلاث رصاصات منهم نافذة أمنية والبوابة، فيما لم يتم التعرف حتى الآن على المهاجمين الذين فروا بالسيارة، يأتى هذا الحادث فى الوقت الذى تتبادل فيه واشنطن وأنقرة المشاحنات اللفظية التى بلغت حد فرض العقوبات الاقتصادية من جانب الولايات المتحدة بسبب القس الأمريكى المحتجز لدى تركيا.
الاسوشيتدبرس نشرت صورة لأثار الطلقات النارية على نافذة السفارة الأمريكية
وأدت العقوبات الأمريكية المفروضة ضد تركيا إلى انهيار الليرة، حيث يواجه الاقتصاد التركى هزة عنيفة بسبب سوء سياسات نظام رجب طيب أردوغان، ما دفع الرئيس التركى لدعوة شعبه لمقاطعة البضائع الأمريكية، فالاقتصاد التركى، الذى عانى ضعفا خلال السنوات الماضية أصبح أضعف من ذى قبل مع فرض واشنطن عقوبات طالت صناعة الصلب والألومنيوم التركية من خلال مضاعفة التعريفة الجمركية الخاصة بها والتى هدد ترامب برفعها مجددا بنحو 20٪ على الألومنيوم و50% على الصلب.
ويصر النظام التركى على احتجاز القس أندرو برانسون، بزعم تورطه فى التآمر مع رجل الدين المعارض، عبد الله جولن، للإطاحة بأردوغان من الحكم فى مايو 2016، وهى محاولة الجيش الفاشلة والتى على أثرها أعتقل النظام التركى أكثر من 110 ألف شخص من العسكريين والأكاديميين والسياسيين وغيرهم من المعارضين.
القس الأمريكى أندرو برانسون
وكشفت صحيفة وول ستريت جورنال، اليوم الإثنين، عن رفض إدارة ترامب عرضا من تركيا للإفراج عن القس المحتجز أندرو فى مقابل إعفاء مصرف "هالك بانك" الذى تديره الحكومة التركية من غرامات مفروضة عليه تقدر بمليارات الدولارات، وكشف مسئول فى البيت الأبيض تلك التفاصيل للصحيفة الأمريكية، معلنا أنه الإدارة الأمريكية لن تنظر فى أى أمور أخرى إلا بعد إطلاق سراح القس برونسون.
وطالبت السلطات الأمريكية تركيا بدفع غرامة تصل إلى 37.5 مليار دولار لمعاقبة مصرف "هالك بانك" لانتهاكه العقوبات المفروضة على إيران من خلال تحويل مليارات الدولارات لصالح الحكومة الإيرانية، وقالت الصحيفة، إن "رفض إدارة ترامب للعرض التركى يمهد الطريق أمام فرض مجموعة أخرى من العقوبات ضد أنقرة فى وقت لاحق من الأسبوع الجارى، وتريد الإدارة الأمريكية أن تفرج تركيا عن برونسون ومواطنين آخرين تحتجزهم بتهم الإرهاب المتنازع عليها".
وأوضحت أن العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة العضوين فى حلف شمال الأطلسى "الناتو" تدهورت لدرجة كبيرة بسبب محاكمة برانسون الذى أمضى 21 شهرا فى سجن فى تركيا حتى وضعه قيد الإقامة الجبرية الشهر الماضى فى خطوة رفضتها واشنطن باعتبارها غير كافية.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على وزيرين تركيين، وزادت الرسوم الجمركية على واردات الألومنيوم والصلب التركية إلى مثليها بعد وضع برانسون قيد الإقامة الجبرية.
