تعد دراسة التغيرات المناخية التى تشهدها الأرض فى الفترة الحالية أحد مهمات الأقمار الصناعية التى تطلقها الدول، وخاصة أن تلك التغيرات تشكل خطرا داهما على الحياة بشكل عام، يجعل مصير الحياة على الأرض مجهولا حال عدم العمل على خفضه، وللدول العظمى وخاصة الصناعية منها دور كبير فى تزايد التغيرات الطارئة فى حرارة الأرض نظرا لحجم انبعاثاتها من الملوثات، وعلى رأسها ثانى أكسيد الكربون.
مشروع بتكلفة 465 مليون دولار للحد من الظاهرة
وكالة ناسا للأبحاث الفضائية تنفذ حاليا مشروعا ضخما بتكلفة 465 مليون دولار للحد من الظاهرة من خلال مرصد أطلقت عليه "مرصد دراسة الكربون"، لدراسة هذا الغاز الخطير، وتأثيره على الكرة الأرضية، بالإضافة إلى دراسة الأماكن التى يتم فيها إعادة امتصاص هذا الغاز فى الغلاف الجوى المحيط بالأرض.
الإمارات تطلق قمرين صناعيين لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحرارى
وكالة الفضاء الإماراتية أعلنت أيضا أنها ستساهم بقمرين صناعيين لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحرارى، حيث قال محمد الأحبابى: يتوجب المحافظة على الأرض من خلال جهود مشتركة عالمية ومحلية، وكالة الإمارات للفضاء تُساهم بقمرين صناعيين لمكافحة التغير المناخى بالشراكة مع بعض الجهات المحلية والدولية"، حيث من المقرر أن يطلق على الأول اسم "مزن سات"، ومخطط إطلاقه العام المقبل.
العالم المصرى الدكتور فاروق الباز، عضو المجلس الاستشارى العلمى لرئاسة الجمهورية، أثثنى على الخطوة التى اتخذتها الإمارات قائلا فى تدوينة له عبر صفحته على مواقع التواصل الاجتماعى: المشاركة العالمية فى هذا المجال تؤهل التعرف على ما وصل إليه العلماء فى كل مكان، ودعم العمل الجماعى لصالح الإنسانية جمعاء، تعطى الإمارات مثلا حيّا فى هذا المضمار، ووكالة الامارات للفضاء يمكنها سرعة المسيرة وبهاء النتيجة فى هذا المجال العلمى العالمى الهام.
تشديدات على أهمية التوجه لاستخدام الطاقة النظيفة
من جانبه قال الدكتور علاء النهرى، مثل مصر فى لجنة الاستخدام السلمى للفضاء بالأمم المتحدة، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن أهم الأقمار الصناعية التى تستخدمها الدول والوكالات العالمية المتخصصة فى الفضاء حاليا لدراسة وقياس التغيرات المناخية قمرى "NOAA" و"modest ".
وأضاف، أن الأقمار الصناعية تقيس تلك التغيرات، وتساعد فى حل المشكلة، مشددًا على ضرورة الاتجاه لاستخدام للطاقة النظيفة، والرياح، والطاقة الشمسية بالإضافة إلى الطاقة النووية، لأن جميعها لا ينتج عنها عوادم محذرا من ذوبان الجليد فى القطبين الشمالى والجنوبى الأمر الذى سيؤدى إلى زيادة منسوب مياه البحار وغرق مناطق عدة من الدول بالمياه المالحة.
وأكد، على أن الانبعاثات الحرارية أثرت بشكل كبير على دول شرق آسيا فى السنوات الأخيرة، وبدا ذلك واضحا على اليابان فى الأحداث المناخية التى شهدتها مؤخرا، وارتفاع درجة الحرارة بشكل ملحوظ الامر الذى أدى إلى وفاة العشرات.
تركيز ثانى أكسيد الكربون ارتفع فى الغلاف الجوى
وأشار، إلى أن تركيز ثانى أكسيد الكربون ارتفع فى الغلاف الجوى، حيث أنه كان فى بداية القرن الحالى 270 جزءًا فى المليون ووصل الآن إلى 410 أجزاء فى المليون وهذا ما تسبب فى زيادة الحرارة، موضحا أنه إذا عاد مرة أخرى لتركيزه سيساعد على الحفاظ على درجة حرارة الأرض، بحيث لا تزيد بعد غروب الشمس عن 19 درجة مئوية.
فيما قال الدكتور سعد زغلول، الأستاذ بالهيئة القومية للاستشعار عن بعد، أن الأقمار الصناعية تساعد فى رصد الظاهرة، بحيث يقوم العلماء بتفسيرها ووضع الحلول المناسبة لها.
الأقمار الصناعية تلعب دورا فى تحديد تحركات السحب الركامية ومصادر العواصف الترابية لتجنبها
وأضاف، أنها تساعد على تحديد تحركات السحب الركامية، ومصادر العواصف الترابية بحيث يتم تجنبها، وأخذ الاحتياطات اللازمة، بالإضافة إلى رصد مقدار انخفاض الغطاء الثلجى للجليد، وارتفاع درجة الحرارة، ورصد أماكن حرائق الغابات والتعامل معها، والتعرف على امتدادها، وتحديد اماكن الهزات الأرضية وهل هى ناتجة عن زلزال أم عن تفجيرات نووية بباطن الأرض.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة