"غرفة مظلمة وسلاسل حديدية".. أدوات زوجة الأب لتعذيب الأطفال بعد وفاة والدهم

الخميس، 02 أغسطس 2018 05:10 م
"غرفة مظلمة وسلاسل حديدية".. أدوات زوجة الأب لتعذيب الأطفال بعد وفاة والدهم تعذيب أطفال - أرشيفية
كتب أحمد الجعفرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

داخل مصلحة الطب الشرعى بالقاهرة وقف الأطفال الأربعة يشدد كلًا منهم عضد أخيه، عيونهم تجوب أركان المكان ذهابًا وإيابًا، منتظرين دورهم فى العرض على خبراء الطب الشرعى؛ عقولهم مشوشة لا تدرى ما يخبئه المستقبل لهم، فهم منذ أيام قليلة كانوا محتجزين داخل غرفة مظلمة مغلقة عليهم، لا تحتوى سوى منفذ واحد للتهوية، وكان هو الأمل الوحيد الذى يصبرهم على الحياة.

فى تلك اللحظات وقبل دقائق من توقيع الكشف الطبى على الأطفال الأربعة، عادت ذاكرتهم للخلف أسابيع قليلة، حينما كان والدهم على قيد الحياة، الظروف كانت صعبة وقاسية، ولكنه كان يخفف عليهم قدرًا من قساوتها، رغم أنه كان طوال الوقت فى العمل ولا يعود إلا فى المساء، وكانت زوجة والدهم تستغل تلك الساعات التى يقضيها فى الخارج، لتظهر لهم الـ"عين الحمراء" كما كان يحلو لها أن تقول لهم.

لم تكن حياة الأطفال الأربعة البنتين والولدين طيبةً فقد عانوا مرارة فقدان الأم منذ صغرهم، ولم يشأ الله أن يعوضهم بزوجة أب تملك من الرأفة ما يحول دون شعورهم بفقدان والدتهم، ولكن على النقيض تمامًا كانت لا تملك إلا قلبًا قاسيًا أذاقهم شتى الوان العذاب، وكان مبررها فى ذلك تربيتهم وتعليمهم، وإجبارهم على الالتزام بتعليماتها وعدم الخروج عليها، ولم يكن الأطفال يملكون القدرة على الشكوى والبكاء، واستسلموا لتعذيبها.

مرت الأيام سريعًا وكبُر الأطفال، حتى بلغ سن أصغرهم الـ7 وأكبرهم الـ14 من العمر، وفى صباح إحدى الليالى استيقظوا على صوت صراخ وبكاء داخل المنزل، وفوجئوا بأن والدهم قد توفى، وأصبحوا يتامى الأب والأم، ولم يكن يدروا أن المصير الذى كانوا يلاقوه من زوجة أبيهم فى ساعات الصباح قبل عودة والدهم من العمل، ستتضاعف نهارًا ومساءًا، فما أن انتهت مراسم الدفن والعزاء، استفردت الزوجة بالأطفال الأربعة.

بحجة "الشقاوة" اقتادت زوجة الأب المتوفى الأطفال الأربعة واحتجزتهم داخل غرفة كانت بمثابة "سلخانة" للتعذيب، قيدتهم بالسلاسل الحديدية، وتفننت فى إذاقتهم شتى ألوان العذاب، أعدت عدتها من عصى وخراطيم وسجائر، ومارست هويتها السادية فى التعدى عليهم بالضرب، وسط صرخاتهم وبكائهم المستمر، والذى لم يشفع لهم، ولم يرق لها قلبها، واستمرت فى ذلك أيام وأيام.

كان طوق نجاة الأطفال الأربعة هو عمهم، فبعد أسابيع من وفاة والدهم، قررت أسرة الأب التوجه إلى حيث يقيموا مع زوجة والدهم بمركز الصف بجنوب الجيزة؛ لاصطحابهم للإقامة معهم، وما أن وصل المنزل وسأل عنهم، أخبرته الزوجة أنها لا تدرى أين هم، وأنهم خرجوا منذ ساعات ولم يعودوا، وقبل أن يغادر العم المنزل، سمع صوت صراخ وبكاء صادر من إحدى الغرف، فاسترعى ذلك انتباهه.

حاولت زوجة الأب تضليله، ولكنها فشلت فى ذلك، وتوجه العم إلى الغرفة المحتجز فيها الأطفال الأربعة، وما أن فتحها حتى وجد أبناء شقيقه المتوفى فى حالة إعياًء شديدة، مقيدين بسلاسل حديدية داخل الغرفة، وعليهم أثار ضرب وتعذيب، فثأرت ثائرته وفك قيودهم، واصطحب الزوجة معه عنوة والأطفال إلى قسم الشرطة وهناك حرر محضر ضده بتعذيب الأطفال الأربعة.

أدانت أقوال الأطفال الأربعة التى أدلوا بها أمام النيابة العامة بعد استقرار حالتهم الصحية الزوجة، فصدر قرارًا بحبسها 4 أيام وجددها قاضى المعارضات لـ15 يومًا، وكشفت مناظرة جثامين الأطفال الأربعة عن وجود آثار تعذيب على أجسادهم فضلًا عن كدمات وسحجات، يحتمل حدوثها نتيجة تعرضهم للضرب بجسم صلب "عصى" "خرطوم"، وآثار حرق فى مناطق متفرقة من الجسد، يشتبه حدوثها نتيجة تعرضهم للحرق بطفى السجائر فى أجسادهم، فصدر قرار بعرضهم على الطب الشرعى.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة