رغم الاعتراضات العالمية الواسعة والتى وصلت إلى حد إطلاق التهديدات بإتخاذ مواقف أشد عدائية، يواصل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إصراره على تصعيد الحرب التجارية الذى بدأها منفردا ضد منافسه الاقتصادى الواعد "الصين"، يوليو الماضى، بفرض رسوم جمركية على الواردات الصينية إلى بلاده بقيمة 34 مليار دولار، وهو الموقف الذى ردت عليه الصين بالمثل، وكان بداية لإطلاق رصاص الحرب التجارية بين أمريكا والتنين الصينى، ولم يحذر ترامب من المواجهة بين البلدين، بل استمر فى تصعيد الأزمات وإطلاق رصاصات الحرب، حيث أعلن الرئيس الأمريكى، أمس الأربعاء، عزمه فرض المزيد من الرسوم على البضائع الصينية بقيمة تصل إلى 200 مليار دولار.
وبرر الرئيس الأمريكى موقفه الأشد عدائية بفرض المزيد من الرسوم الجمركية، بدفع "بكين" إلى إنهاء ممارساتها التجارية "غير النزيهة" والتى على رأسها "سرقة الملكية الفكرية"، وأن تفتح الصين أسواقها بشكل أكبر أمام البضائع الأمريكية، وذلك وفقا لما أعلنه الممثل التجارى الأمريكى روبرت لايتهايزر، فى تصريحات صحفية تناقلاتها وكالات الأنباء، مضيفا أن "ترامب" كلفه بدراسة إمكانية زيادة الرسوم المفروضة على الواردات الصينية من 10 إلى 25%، بما تصل قيمته إلى 200 مليار دولار، على أن تنتهى تلك الدراسة بإعلان الموقف النهائى 5 سبتمبر المقبل.
الموقف الصينى يزداد اشتعالا
من جهتها حذرت الصين، من أنها مستعدة لتبنى إجراءات انتقامية فى حال تشدد الموقف الأمريكى، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية إن "الابتزاز والضغط على الصين لن يجدي إطلاقا"، وأضاف "إذا اتخذت الولايات المتحدة اجراءات تزيد من التصعيد، فسنتبنى بالتأكيد إجراءات مضادة لحماية حقوقنا ومصالحنا المشروعة".
وعلى الرغم من أن الصين لا تبادر باتخاذ إجراءات عنيفة تجاه الولايات المتحدة الأمريكية، لكنها فى الوقت نفسه لا تتوانى عن إتخاذ إجراءات "انتقامية مماثلة" للإجراءات الأمريكية، وهو ما يتضح فى إعلان الصين فرض ضرائب على الواردات الأمريكية، بنفس القيمة وهو 36 مليار دولار، وبنفس التوقيت الذى نفذ فيه القرار الأمريكى 6 يوليو الماضى.
اتهامات بتسبب إجراءات ترامب فى تراجع العملة الصينية
ردا على سؤال عن علاقة الانتقادات الأخيرة لترامب بتراجع سعر اليوان الصينى، قال مسؤول أمريكى "لن استخلص أى نتيجة حول ارتباط إعلان اليوم بأى ممارسة محددة"، لكنه ذكر بأن بكين تعهدت فى 2015 عدم خفض قيمة عملتها لتعزيز القدرة التنافسية لبضائعها، فى الوقت الذى اتهم فيه الرئيس الأمريكى فى تغريدة مؤخرا "الصين والاتحاد الأوروبى والآخرين بالتلاعب بعملاتهم عبر خفض معدلات الفائدة".
ترامب يفضل التعاون مع الاتحاد الأوروبى
وفى ضوء ذلك كان للاتحاد الأوروبى موقفا متذبذبا تجاه الولايات المتحدة الأمريكية منذ اندلاع الأزمة 6 يوليو الماضى، ما بين الترقب وإطلاق التحذيرات من تفاقم الأزمة وتحولها إلى حرب تجارية عالمية تهدد كافة الاقتصادات وليس طرفى الأزمة فقط، خصوصا بعد تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 20% على السيارات المستوردة من الاتحاد الأوروبى، كما أعلن مسبقا، إلا أن الموقف "الأمريكى- الأوربى" شهد تحولا جذريا بعد إعلان "ترامب" الاتفاق من الاتحاد الاوروبى على إلغاء الرسوم الجمركية على السلع بينهما.
ونص الاتفاق "الأمريكى – الأوربى" على الوصول بالرسوم الجمركية إلى الصفر فى تجارة السلع الصناعية باستثناء السيارات.
والغريب فى الأمر إعلان الصين ترحيبها بإعلان الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبى الاتفاق على إلغاء الرسوم الجمركية على السلع بينهما.
"النقد الدولى" يحذر من استمرار التصعيد
وسابقا حذر تقرير صادر عن صندوق النقد الدولى، منتصف يوليو الماضى، أن الحرب التجارية تشكل خطورة على الاقتصاد الأمريكى بشكل خاص، كذلك تؤثر على حركة التجارة العالمية، حيث من المتوقع انخفاض الناتج العالمى بنسبة 0.5% بحلول عام 2020.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة