جهاد الدينارى

عمرو دياب كل حياتى

الأحد، 19 أغسطس 2018 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"نور العين، عودونى، قمرين، الليلة دى، وماله".. إذا كنت من جيل الثمانينات والتسعينات وقررت أن تفتح القوس لتحصر أغانى "عمرو دياب" التى أثرت فى حياتك وتركت بصمة خاصة بداخلك، ومازالت عالقة بذكرى معينة بمخيلتك لن تتمكن أبداً من إغلاقه، فمئات من أغانى "الهضبة" استطاعت على مدار أكثر 30 عاما، أن تشكل وجدان أجيال كاملة، أن تربينا على نوع من المزيكا خاص بذاته وحصرى لـ"عمرو دياب".

وإذا تحدثت بشكل شخصى وحاولت أن أحلل مدى تعلقى بهذا النجم، كنموذج من هذا الجيل الذى توج " عمرو دياب" كملك على عرش الأغنية المصرية، والذى أطلق عليه لقب " الهضبة " ليعبر عن المكانة التى وصل لها دون منافس أو منازع، سأجد أن " عمرو دياب" فعلا " كل حياتى"، فلم يكن هذا الاسم هو اسم ألبومه الأخير وحسب، إنما هو معبر عن الحالة التى أحدثها وسط جمهوره، والجيل الذى تعود على وجوده، ولا يتخيل أن يأتى موسم الصيف دون أن يصدر ألبوم جديد له، فطالما ألبومات "عمرو دياب" تصدر كل عام فى نفس المعاد يتسرب لنا إحساس غير مباشر " بأن الدنيا لسه بخير" وأن الأمور على مايرام.

فأنا كواحدة من الذين ولدوا وتربوا على صوته، لا يمكننى تخيل اليوم الذى سيتوقف فيه الهضبة عن الغناء، اليوم الذى يأتى الصيف دون أن يزينه صوته وتفرحنا نغماته الصاخبة السعيدة وتبكينا كلمات أغانيه الحزينة، فإذا أخذتك عزيزى القارىء فى جولة سريعة إلى تاريخ ألبومات " عمرو دياب " ومدى تأثرى به كواحدة من هذا الجيل الذى عشقه، ستجده منذ عام 1983 وهو مسيطر على الشباب بألبومه " يا طريق" وكان بمثابة تعارف وبداية علاقة قوية بين " عمرو وجمهوره"، وفى هذا التوقيت تحديداً لم أكن حتى ولدت ولا حتى تزوج أبى وأمى، وتوالت ألبومات وأعمال " عمرو دياب" عام وراء الأخر" غنى من قلبك 1984، هلاهلا 1986، خالصين 1987، ميال 1988، ليرسخ قاعدته فى سوق الكاسيت المصرى ويصنع لنفسه شكل خاص، حتى يأتى الألبوم الأكثر نجاحا " شوقنا" ويسطر " عمرو" 1989 بداية جديدة مع جمهوره الذى تعود منه على كل ما هو جديد، واستطاع خلال 6 سنوات بـ" 6 ألبومات" أن يصنع لنفسه تاريخ صعب على غيره صنعه فى عشرات السنوات.

ومنذ ذلك الحين وانطلق " الهضبة" دون أن يرجع إلى الخلف ولو مرة واحدة فأصدر ألبوم " متخافيش" عام 1990، والذى مازال جيل التسعينات يعتبره إصدار جديد يستمع لأغنياته حتى الأن، وجاء من بعده " ألبوم تاريخ ميلادى" حبيبى" الذى أصدر عام 1991، العام الذى ولدت فيه، وبالتالى استطيع القول بأننى ولدت على صوت عمرو دياب، وكبرت على ألبومات" أيس كريم فى جليم" 1992، ياعمرنا 1993، ذكريات 1994، راجعين 1995.

حتى بدأت مرحلة جديدة من حياتى وبدأ استيعابى يزداد للأشياء من حولى، وتذوقى للفن ينمو بداخلى فى ألبوم " نور العين" 1996 أتذكر حينها الكليب جيدا، وتسريحة الشعر " الهضبة" وإرجاعه لشعره تماما إلى الخلف، وقتها تأثرت كثيراً به على الرغم من أننى لم أكن اتعدى 5 سنوات، لكننى أصريت على قص شعرى وتقليد عمرو دياب وارجاعه وتثبيته مثله تماماً، ثم جاء من بعده ألبوم " عودونى" 1998، أتذكر أيضا " الكليب" الخاص به وحركاته وإيماءاته وهو جالس على الصخرة ويرتدى ملابس بيضاء، وحركة اليد التى كان يفعلها بصحبة الراقصين معه بالكليب والتى أراهن على أن كل من يقرأ المقال الأن يتذكرها جيداً، هنا على رغم صغرى لكن أحببت عمرو دياب إلى درجة جعلت خيالى يعتقد أنه أحد أفراد العائلة أعلق " بوستراته" فى غرفتى فوق سريرى" وأشكو له إذا أغضبنى أحدهم، وأبكى أحياناً إذا كان الموقف مؤثر، واعتبرته فى ذلك الوقت أنه ولى أمرى أبى كان هناك سمة إعجاب لا يترجمها عقلى الطفولى.

حتى جاء ألبوم " قمرين" 1999 وارتدائه بكليبه " قميص "نصف كم" ورابطة عنق، هنا بدأت صورة عمرو دياب توضح أكثر بالنسبة لى وبدأت فكرة " فتى الأحلام تتكون نوعاً ما بمخيلتى، وبدأت أعجب بكلماته ونبرة صوته وأدائه بشكل مختلف، حتى جاءت مرحلة مراهقتى مع ألبومات " تملى معاك فى عام 2000، وأكثر واحد 2001 علم قلبى 2003، ليلى نهارى 2004، وانتقل عمرو دياب حينها من مرحلة فتى أحلامى، إلى دليلى ومرشدى تعرفت من خلاله " يعنى إيه حب"، عشت بكلماته وتخيلت نفسى بطلتها وكان كل حلمى أن أرقص فى يوم زفافى على أحد أغانيه الرومانسية.

أتذكر جيداً أننى فى مرحلة ألبومات " كمل كلامك 2005، الليلادى 2007 وياه " 2009" كنت فى مرحلة ثانوى تقريبا، وكانت كل أغنية أشعر وكأنها مفصلة لى، وانتظر اليوم الذى يأتى فتى أحلامى ليهديها لى وأسمعها حينها بشكل مختلف، وفى 2010 طرح ألبومه " أصلها بتفرق" وكان مينى ألبوم مكون من 3 أغانى فقط ومع ذلك تعلقت به كثيرا، وجاء من بعده بناديك 2011، والليلة 2014، هنا كان زملائى أو أصدقائى وقتها يعبرون لى عن إعجابهم بأغنيات عمرو دياب، فكل من أراد أن يقترب منى استغل " الهضبة" ليلفت انتباهى، ولكن لم يستطيع أحد وقتها أن يملىء الصورة التى تركتها أغنيات " عمرو دياب" عن فتى الأحلام.

حتى جاء ألبوم أحلى وأحلى 2016، ليعلن معه يوم زفافى، فى نفس العام، وجاء الوقت لأحقق حلم الطفولة فى الرقص على أغنية " سلو" لعمرو دياب، وبالفعل كانت أغنية " معاك قلبى هى التى حققت حلمى وأعطت لفرحى مذاق خاص، وأصدر بعدها ألبوم " معدى الناس" ليشهد على لحظات فرحى وحزنى انهزامى وانتصارى فرقصت وتمايلت على أغنية معدى الناس، وبكيت على أغنية " أول كل حاجة " ورافقتنى أغنى الألبوم حتى جاء معاد إطلاق " كل حياتى"، وتأكدت حينها أن عمرو دياب لم يكن مجرد مطرب مفضل أو نجم مشهور، إنما هو يلخص بتاريخ ألبوماته كل حياة محبيه ومعجبيه، عاش بصوته مع جيل التسعينات على وجه الخصوص منذ ميلادهم ونقلت كلماته كل حياتنا.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة