أسرار القبة"1".. حكايات لأول مرة من الغرف الخاصة للبرلمان.. كواليس الحياة الشخصية لرئيس المجلس.. وعلاقته الخاصة بـ«ندى» ابنته.. ومقادير طعامه وشرابه.. وكاتبه المفضل.. ونبوءة بكرى لعلى عبد العال ماذا تحقق منها

الأحد، 19 أغسطس 2018 12:40 م
أسرار القبة"1".. حكايات لأول مرة من الغرف الخاصة للبرلمان.. كواليس الحياة الشخصية لرئيس المجلس.. وعلاقته الخاصة بـ«ندى» ابنته.. ومقادير طعامه وشرابه.. وكاتبه المفضل.. ونبوءة بكرى لعلى عبد العال ماذا تحقق منها على عبد العال رئيس البرلمان
يكشفها : محمد مجدى السيسى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

والواقعة التى قال علاء عابد لأحمد مرتضى منصور فيها: «روح اسأل بابا الأول».. ولماذا قال المستشار لنجله «إنت خنت العيش والملح»


قصة «يمين طلاق» كتبت نهاية أحمد مرتضى تحت القبة

من هدد مجدى ملك بـ «ضرب النار»؟.. ومن هدد صلاح حسب الله بالقتل أمام بوابة البرلمان؟

 السبب الحقيقى وراء انقطاع لميس جابر عن جلسات البرلمان.. وتفاصيل «خناقات» المقاعد بين الأعضاء..
وحكاية نائب هدد بالاعتصام فى قصر الاتحادية إن لم يتم تعيينه وزيراً للصحة.. وقصة هدية مصنوعة من الذهب رفضتها قيادة كبيرة بالمجلس

 ثلاثة أعوام مرت على عملى كمحرر لشؤون مجلس النواب، أنخرط يوميًا فى عالم كبير يراه المارة من بعيد على أنه قبة بيضاء صغيرة فقط، لكن القبة لم تكن إلا مرتعًا لحكايات لم تُروَ من قبل، وحجرات أخفت بين جدرانها مواقف لم تخرج للنور، وشخصيات قرروا أن يخبئوا أسرارًا عن أعين الإعلام، فمن بين أخبار كثيرة تُنشر بشأن الجلسات العامة، هناك ما أحتفظ به بعيدًا عن النشر.
 
 
فى الحلقة الأولى من «أسرار القبة»، سأروى حكايات تخرج أحداثها لأول مرة، أبطالها أشخاص مهمون بالبرلمان والدولة، مواقف حدثت تحت قبة المجلس ضمن كواليس كثيرة لم يخرج منها بتة إلى الرأى العام شىء، بين الكوميديا والإثارة أخذت صبغتها، منها ألغاز أبحث عن إجابات لها حتى الآن، وأتمنى أن يكون لدى القارئ تفسير لما أفتش عنه منذ شهور.
 
 
تعالوا نقترب فى البداية من حياة الدكتور على عبدالعال، رئيس مجلس النواب، اللاعب الأكبر تحت هذه القبة، والذى لم يخرج لنا تفاصيل كثيرة عن حياته الشخصية، فقط نعلم أنه من مواليد محافظة أسوان فى نوفمبر 1948، ومنذ أن حصل على ليسانس حقوق جامعة عين شمس بتقدير جيد جدًا، وهو لا يتوقف عن الاستزادة فى طلب العلم، إلى أن وصل إلى رأس السلطة التشريعية فى مصر.
 
على عبدالعال سيد أحمد يمتلك حياة مليئة بالتفاصيل، زوجته هى أستاذة الأدب الفرنسى وتُدّرس فى الجامعة حتى الآن، و«ندى» هى ابنته الوحيدة، طبيبة، وتجمعهما علاقة خاصة جدًا قال عنها لأحد المقربين: «ندى أغلى حاجة عندى فى الدنيا». 
 
 
الدكتور على يبدأ يومه بالرياضة فى الصباح بشكل منتظم، باستثناء أيام الجلسات، يعشق الشاى ولا يشرب القهوة أبدًا، لا يأكل طعامه بالسمن أو الزيت ويرفض الأكلات الدسمة، و مشروباته من دون سكر.
 
رئيس البرلمان يرتبط بفرنسا التى تجمعه بها ذكريات الدراسة والعمل، يُدير أسطوانات  الموسيقى الكلاسيكية كلما اشتد زحام الأوراق من حوله، ودائمًا ما يقرأ فى السياسة، ويحب نعوم تشومسكى، حتى أننى دخلت مكتبه فى إحدى المرات فوجدته يقرأ كتاب «من يحكم العالم». 
 
هذا ما لدىّ بشأن حياته، لكن تعالوا أكشف لكم عن مواقف مثيرة حوله، الدكتور على عبدالعال، رئيس البرلمان، الرجل الذى يظهر أمامكم حاسمًا جادًا بنظرته الحادة على المنصة، يلوح بالانضباط، حتى لا يفلت زمام الأمور من يده، رأيته فى الجانب الآخر من حياته إنسانًا ودودًا وبسيطًا للغاية، هل تتخيلون أننى رأيت رئيس البرلمان يشارك فى الفن الشعبى؟!
 
فى وقت متأخر من ليلة باردة بمطلع شهر فبراير الماضى، كان رئيس البرلمان فى أسوان، تحديدًا فى ساحة حوصرت بأفراد الأمن بمحيط معبد فيلة، يتناول العشاء مع عدد من رؤساء البرلمانات حول العالم، على هامش مؤتمر نظمته الأمم المتحدة لبحث سبل مكافحة الإرهاب، وقد نظم عدد من أهالى المحافظة عرضًا نوبيًا بديعًا، وارتجلوا غنوة قصيرة لابن بلدهم الذى صار ثانى أهم شخصية بالدولة.
 
لم أفهم منها سوى مقطع واحد « آااه آااه آااه.. على عبدالعال.. راجل مشرفنااا»، وطلبوا منه أن يشارك معهم، راحوا وأمسكوا بيده فنهض يشاركهم فى ثوانٍ معدودة بودٍ شديد جدًا، وبشكل لم يبدُ وقتها مُخلًا بالبروتوكول الذى يجب أن يظهر فيه رئيس البرلمان المصرى فى حفل عشاء، وهو ما أسعد المشاركين، حتى أن الأمين العام للاتحاد البرلمانى الدولى وزوجته شاركا فى العرض الراقص حتى انتهائه. 
 
انتقالًا من رئيس البرلمان إلى شخصية أخرى مثيرة للجدل، النائب مصطفى بكرى، الذى لا يتوقف عن تدوين الأسرار هو الآخر، سبق وأن هاتف الدكتور على عبدالعال فى ديسمبر 2015، عقب فوزه فى انتخابات قائمة «فى حب مصر»، وقال له نصًا: «أتوقع أن تكون رئيسًا للبرلمان»، ورد عليه «عبدالعال» وقتها: «لا أظن ذلك، ولا أبحث عن ذلك المنصب فى العموم».
 
 
العلاقة بين «عبدالعال» و«بكرى» متشابكة ، ففى أحد المؤتمرات بالصعيد قال رئيس البرلمان: «طول ما مصطفى بكرى قدامى ببقى مطمن»، لم أجد لتلك الجملة تفسيرًا إلا من خلال مشهد اعتدت على رؤيته من شرفة البرلمان، تلك الأوراق الخضراء الصغيرة المتبادلة بين نائب الصعيد ورئيس المجلس، شأن أوراق كثيرة يتبادلها رئيس البرلمان مع العديد من النواب، التى لم أعرف محتواها حتى الآن، فكلاهما يدسها فى جيبه بعد قراءتها.
 
والعلاقة بين الدكتور «عبدالعال» والنواب فى العموم تشهد على أنه يشاركهم أفراحهم وأحزانهم ومناسباتهم الاجتماعية، فلا يكاد الدكتور «على» يترك مناسبة لنائب، سواء كانت عزاء أو فرحًا أو مرضًا، حتى أن أحد المقربين طلب منه ذات يوم أن يستريح من بعض المناسبات فى المحافظات البعيدة التى تكلفه جهدًا كبيرًا، فقال له: «ده الواجب.. وأنا نائب قبل أن أكون رئيسًا للبرلمان».
 
من بين الأسرار التى حصلت عليها أيضًا، ما هو متعلق بالنائب مجدى ملك، حينما كان رئيسًا للجنة تقصى الحقائق بشأن فساد القمح، فقد تلقى الرجل مكالمة من مجهول قال له فيها نصًا: «لو كملت فى الطريق اللى انت ماشى فيه، هنضربك بالنار»، فأبلغ الأمن وقتها، وقام بدوره بتشديد الحراسة على الزيارات تباعًا، ولم يكشف النائب وقتها عن تلقيه أى تهديدات، حرصًا على أسر المشاركين فى اللجنة. 
 
لم يكن ذلك التهديد هو الوحيد الذى وصل إلى مسامعى بشأن النواب، فوصلنى أن النائب صلاح حسب الله، المتحدث الإعلامى باسم مجلس النواب، تلقى مكالمة من أحد الأشخاص يهدده بالقتل أمام بوابة البرلمان فى حال الموافقة على اتفاقية تعيين الحدود بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية، وتجاهلها النائب آنذاك.
 تعالوا أنقلكم لحكايات لأول مرة من تحت قبة البرلمان من واقع الجلسات العامة، وأسألكم: هل تعرفون من هو أحمد مرتضى؟، أو بشكل دقيق، هل تعرفون من هو أحمد مرتضى منصور؟ نعم هو نجل المستشار.
 
أحمد مرتضى صديق عزيز، يرتبط اسمه بحكايات عدة لم تخرج للنور، مثلًا حينما عُرض بيان الحكومة للتصويت أمام البرلمان، وقد قرر نجل المستشار أن يرفض البيان، وحينما أبلغ النائب علاء عابد، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار، الذى يتنمى إليه أحمد آنذاك، رد عليه قائلًا: «اسأل باباك الأول»، ذهب «أحمد» وقال لوالده: «يا بابا أنا عاوز أرفض البيان، وعمو علاء بيقولى اسأل بابا الأول»، فرد عليه المستشار مرتضى منصور قائلًا: «اعمل اللى إنت عاوزه يا أحمد»، فنقل الشاب تلك الإجابة نصًا للنائب علاء عابد، فعقب «عابد»: «روح اسأله تانى»، فراح «أحمد» يسأله للمرة الثانية، فعلق «مرتضى»: «ما توجعوش دماغى»، فنقل أحمد مرتضى الرسالة مرة أخرى لعلاء عابد، فأقنعه الأخير بأنه جزء من هيئة برلمانية اتخذت قرارًا نهائيًا، وبالتالى يجب ألا تظهر الهيئة بآراء مختلفة.
 
 
فى النهاية وافق «أحمد» على بيان الحكومة، وأبدى عددًا من التحفظات، ولم يكن هذا الموقف هو الأول من نوعه بين الابن ووالده، فيوم أن وافق أحمد مرتضى على إسقاط عضوية توفيق عكاشة من البرلمان، وبالتزامن مع خروجه من أحد أبواب القبة، وجد والده فى وجهه، وتحدثوا لمدة دقائق، ظللت أفتش عما قيل، حتى التقيت «أحمد» فى أحد الأماكن وسألته.
 
قال لى نجل المستشار: «أبويا قالى، كده تروح تسقط عضوية عمك توفيق، وتخون العيش والملح، فرديت عليه قلتله، يا بابا ده صاحبك إنت مش صاحبى أنا»، وفى آخر أيام «أحمد» فى البرلمان نشبت مشادة بينه وبين أحد النواب على مقعده الذى تعود أن يجلس عليه، حتى قال له النائب: «علىّ الطلاق ما هقوم من على الكرسى»، فرد عليه «أحمد»: «وأنا والله ما هقعد عليه تانى»، وكأنه يعرف قدره.
 
«خناقات» المقاعد لم تكن مقتصرة على واقعة أحمد مرتضى منصور فقط، لكننى دائمًا ما أتابعها من شرفة البرلمان، فلا أعتقد أنه قد مر يوم منذ انعقاد المجلس، إلا وتجاذبت النائبة نعمت قمر مع النائب فتحى قنديل حول الجلوس على المقاعد «مين اللى هيقعد على الطرف؟»، بين شد وجذب انتهى المرة الأخيرة بأن «قنديل» قال لـ«قمر»: «خلاص أنا مسامح.. إنتى زى بنتى»، ويجدر الذكر بأن عمر النائبة تجاوز الستين. 
 
دعكم من «نعمت» و«فتحى»، لأحدثكم عن شخصية أخرى يرتبط ظهورها بإثارة جدل.. الدكتورة لميس جابر، التى يسأل الصحفيون عن سر انقطاعها عن الحضور فى إحدى الفترات بالبرلمان.. ببساطة تعكف «جابر» الآن على إعداد مشروع كتابة كبير، لكننى عرفت أنها حضرت بالبرلمان للمشاركة بمناقشات اتفاقية تعيين الحدود بين مصر والسعودية، وقد تيقنت من سعودية الجزيرتين، لكن لم يعجبها مزايدات البعض، فعادت إلى حيث أتت.
 
قبل أن أنتقل للسر الأخير فى الحلقة الأولى، هناك هدية مصنوعة من الذهب داخل صندوق مزحرف أُهديت إلى قيادة كبيرة داخل مجلس النواب لإنجاز أمر ما ورفضها.
السر الأخير الذى أكشف عنه فى الحلقة الأولى من «أسرار القبة»، متعلق بنائب «أول حرف من اسمه معتز»، المهم أن صاحبنا هذا قدّم طلبًا للبرلمان يعلن فيه رغبته فى تولى حقيبة الصحة فى أحد التعديلات الوزارية، وأخبرته قيادات البرلمان بأن ذلك يتم وفقًا لإجراءات دستورية ولائحية محددة، فهدد بالاعتصام بقصر الاتحادية لو لم يتم دعمه، وتمكن الحكماء من احتواء الأمر.
 
الحلقة الثانية من «أسرار القبة» ليست مقصورة على حكايات النواب فقط، بل إنها عن مواقف خاصة بوزراء فى الحكومة، الوزير الذى وزع «بونبونى» على الأعضاء، أملًا فى تجديد الثقة له، وفوجئ بعد لحظات بتغييره، فكاد أن يأخذ «البونبونى» مرة أخرى، والوزيرة التى غادرت اجتماعًا مهمًا فى البرلمان من أجل مشاهدة نهائى كأس العالم بين فرنسا وكرواتيا دون أن تُخبر النواب، وأسرار أخرى كثيرة.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة