فى الثلاثة أسابيع الماضية، شهدت أسواق الذهب انخفاض ملحوظ فى الأسعار مما فتح باب التساؤلات حول أسباب هذا التراجع وإلى أى مدى يمكن استمراره خلال الفترة القادمة، وما النصائح الواجب على المتعاملين فى السوق المحلى سواء المشترين أو البائعين اتباعها فى الوقت الراهن.
ويشهد سوق الصاغة انخفاض فى سعر الذهب، وذلك فى ظل ارتفاع وقوة الدولار عالميا الأمر الذى أثر على المعدن النفيس سلبا وأدى إلى حدوث انخفاضات متتالية له.
واستقرت أسعار الذهب اليوم الجمعة، بنفس مستويات أسعار أمس الخميس، ليبلغ سعر عيار 21 وهو العيار الرئيسى فى سوق الصاغة بمصر 591 جنيهاً.
وأصبحت أسعار الذهب فى مصر كالتالى: عيار 18: 506 جنيهات، بينما عيار 21: 591 جنيها، وعيار 24: 675 جنيها والجنيه الذهب: 4728 جنيها والأوقية: 1177 دولارا.
وتراجع سعر أوقية الذهب فى التعاملات الفورية أمس الخميس 16 أغسطس 2018 بما قيمته 6 دولارات الأمر الذى انعكس على سوق الصاغة فى مصر وتراجع الأسعار.
وتعليقًا على أسباب تلك التراجع، يقول إيهاب واصف عضو مجلس إدارة شعبة المعادن الثمينة فى الغرفة :"الانخفاض الذى حدث بالأسابيع الثلاثة الماضية جاء بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار أمام العملات الرئيسية وبالأخص الجنيه الاسترلينى، وأيضًا انخفض اليورو أمام الدولار بمعدلات قياسية".
ويضيف :"وبالتالى أدى إلى انخفاض أسعار المعادن الثمينة والذهب خاصة بمعدلات قياسية حيث انخفض الذهبي إلى أقل نقطة سعرية له من منذ 19 شهرًا ووصل السعر العالمى 1178 دولار للأوقية وهذا السعر لم يصل إليه منذ مارس 2017".
وتابع عضو مجلس إدارة شعبة المعادن الثمينة فى الغرفة حديثه، قائلاً :"الأزمة السياسية بين أمريكا وتركيا التى هددت الليرة التركية بالانهيار ومازالت تهددها فى الوقت الحالى مما يعتبرها انهيار لها خاصة أنها لم تلقى الدعم فى ظل التهديدات الأمريكية بتوقيع عقوبات الاقتصادية على أنقرة إذا لم تفرج عن القس الأمريكى المحتجز لديها".
وعن توقعاته لاستمرار انخفاض فى أسعار الذهب، قال واصف لا يمكن تحديد شكل لما سيحدث فى الفترة القادمة خاصة أن الأزمة الأمريكية التركية لم تنتهى، إضافة إلى ذلك إن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب معروف أن قراراته غير متوقع مما ينذر بعقوبات أشد وأقصى، وبناءً عليه فإن تركيا لن تستمر فى عندها وسترضخ للجانب الأمريكى وهنا قد يحدث ارتفاع كبير فى أسعار الذهب وغير متوقع أى أن رد الفعل ربما يكون أقوى من الفعل نفسه.
وحول نصائحه للمتعاملين فى الأسواق بالوقت الراهن سواء التجار أو الزبائن، يقول واصف :"لا أنصح بالبيع أبدًا بل بالشراء، لأن الأوضاع لن تظل كما هى وبكل تأكيد سيتم تعديلها إلى شكل آخر".
فى السياق ذاته، يقول نادى نجيب سكرتير عام شعبة المشغولات الذهبية بغرفة القاهرة التجارية :"الانخفاض بالبورصات الدولية السبب فى انخفاض أسعار الذهب خلال الأسابيع الماضية خاصة أن هناك مضربات وبيع ذهب بكميات كبيرة تقدر بالأطنان مما أثر على سعر الأوقية حتى وصلت إلى 1300 دولار ثم الآن أصبح سعر الأوقية 1177 دولارا عالميًا، وبما أننا سوق مفتوح على الخارج صعود وهبوط فإن السعر لدينا تأثر وانخفض بما يحدث فى الخارج".
وتابع عام شعبة المشغولات الذهبية بغرفة القاهرة التجارية حديثه، قائلاً :"أيضًا الأوضاع السياسية لها تأثيرها خاصة انخفاض الليرة التركية فى ظل حالة الصدام التركى مع الولايات المتحدة، كما أن انخفاض اليوان الصينى له تأثيراته على أسعار الذهب عالميا، وبالتالى ينتقل إلينا محليًا".
وعن نصائحه للمتعاملين بالأسواق فى الوقت الراهن، يقول نادى نجيب :"نحن الآن فى موسم العيد ومن يريد شراء الذهب عليه بالإقبال الآن والسعر ومناسب ومنخفض بحوالى 50 أو 60 جنيها عن السعر المعتاد، بمعنى أنه إذا أراد شراء 10 جرام ذهب سيوفر 600 جنيه".
وحول توقعات لمدى إمكانية استمرار انخفاض سعر الذهب، يوضح نادى :"فى تقديرى الأمر لن يتخطى أسبوع آخر لأن دوام الحال من المحال، والعاملون فى تجارة الذهب ليسوا أشخاص عاديين بل أنهم أصحاب ثقل ولديهم القدرة على التحكم فى الأسواق ومن الوارد أن يتم سحب كميات من الموجودة لضبط الأسعار مرة أخرى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة