"36 متر"هى الوحدات الأكثر انتشارا فى الدول الأوربية، فثقافة هذه الشعوب تقبل العيش داخل هذه الوحدات الصغيرة لفترات مؤقتة لحين تحسن الظروف المعيشية أو حدوث، تغيرات علىالأسرة تتمثل فى إنجاب أكثر من طفل أو النقل لوظيفة أعلى وهو ما يتطلب تغير نوع السكن وخلافه، أما داخل مصر فثقافة المساحة الكبيرة فى السائدة حتى وإن كان يعيش داخل هذه المساحة اثنان فقط هم الرجل وزوجته فقط.
ارتفاع أسعار الوحدات السكنية تجبر المصريين على تغير ثقافتهم والاتجاه نحو الوحدات الصغيرة
ارتفاع أسعار العقارات المستمر خلال الفترة الماضية، والذى تخطى الـ250% خلال فترة لم تتجاوز الثلاث سنوات، سيجبر المصريين على تغيير ثقافتهم والعودة لأيام زمان، والقبولبالمساحات الصغيرة، كما كان متبع فى السبعينات والستينات.
عدد من الخبراء والمطورين العقاريين كشفوا الخريطة المستقبلية للمساحات المطلوبة خلال الفترة المقبلة، بعد الارتفاع الكبير الذى تشهده العقارات فى مصر، وخاصة الوحدات الفاخرة،نتيجة لأن مدخلات البناء تشهد ارتفاع كبير فى ظل ارتفاع الدولار مقابل الجنيه.
خبير: ثقافة المصريين لا تقبل المساحات الصغيرة
المهندس مصطفى بدوى، رئيس القطاع الهندسى ببنك التعمير والإسكان، أكد أن ثقافة المصريين لا تقبل المساحات الصغيرة، ولكن الفترة المقبلة ستجبر المواطنين على العودة لأيام زمانوالقبول بثقافة الوحدات ذات المساحات الصغيرة.
مصطفى بدوى: الوحدات ذات المساحة 90 متر ستكون الأكثر طلبا خلال الفترة المقبلة
وأضاف المهندس مصطفى بدوى، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" أن المساحات التى ستشهد طلب حقيقى خلال الفترة المقبلة ستتراوح ما بين الـ60 والـ70 والـ90 متر، أم المساحات التىستتخطى الـ120 متر ستكون خاصة بفئات معينة.
وأشار إلى أنه بالرغم من أن ثقافة نظام الوحدات الاستوديو منتشرة بصورة كبيرة فى دول الغرب، إلا أن المصريين لا يحبذون ذلك نتيجة لرغبتهم فى عدم التنقل من مكان لأخر خلال فترةبسيطة.
فيما قال الاستشارى الهندسى أحمد الزيات، أن ثقافة الشعب المصرى بالنسبة لمساحة الوحدات فتميل الى الوحدات ما بين 150 و180 متر، ولكن الزيادة الكبيرة فى الأسعار ستجبر البعضعلى تغير ثقافتة والقبول فى السكن فى المساحات الصغيرة.
المساحات الـ80 والـ90 ستكون الحصان الرابح لمواجهة ارتفاع أسعار العقارات
وقال أن الحكومة تسعى من خلال المبادرات الجديدة مع رجال الأعمال والمطورون العقارين لايجاد حلول خارج الصندوق لمواجهة أزمة ارتفاع الأسعار، وتلافى حدوث مشكلة ركود فىالسوق العقارى، مشيرا إلى أن المساحات الـ80 والـ90 ستكون الحصان الرابح لمواجهة ارتفاع اسعار العقارات فى الفترة المقبلة.
وكشف أن هناك حلول هندسية لتقليل تكلفة الإنشاء مما يعمل على تراجع أسعار العقارات أو استقرارها فى معظم الأحيان، منها تطبيق برامج هندسية معينة يتم من خلالها تقليل استخدامالحديد أو بعض مواد البناء بما لا يخل بجودة الوحدة أو العمارة، مشيرا إلى أن تقليل مدة التنفيذ أيضا ستساهم فى تقليل التكلفة نتيجة لتخفيض عدد العمالة.
تخفيض سعر الأرض المطروحة للمطورين العقارين أبرز الحلول لمواجهة ارتفاع قيمة الوحدة
وأوضح أن تخفيض سعر الأرض المطروحة للمطورين العقارين حل أخر لمواجهة ارتفاع قيمة الوحدة وخاصة أن المطور يقوم بتنفيذ مشروعه على مساحة لا تزيد عن 25 % من مساحةالأرض بما يمثل تحدى واشكالية أمام المطور العقارى، وتساهم فى زيادة تكلفة الوحدة.
العاصمة الإدارية تتطلب تنفيذ وحدات بمساحات 36 متر لتناسب المرحلة
فيما قال المهندس درويش حسنين، المطور العقارى، أن الوحدات الاستوديو ستكون الحل الأمثل بالنسبة للمشروعات السكنية فى العاصمة الإدارية الجديدة، حتى تناسب فئة موظفىالوزارات الذين سيتم نقلهم خلال الفترة المقبلة، لافتا إلى أن تنوع المساحات ما دون الـ100 متر داخل هذا المشورع الضخم ستكون السبيل الوحيد فى جذب أكبر عدد ممكن من المواطنين.
وأوضح المهندس درويش حسنين، أن تعدد المساحات تمثل علامات النجاح للمطور العقارى، مشيرا إلى أن الـ10 سنوات القادمة سيزداد الطلب فيها على المساحات الصغيرة وتراجع الطلبعلى المساحات الكبيرة وخاصة فى مشروع العاصمة الإدارية الجديدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة