الحر جنن الهنود.. فلاحو الهند ينهون حياتهم بسبب التغير المناخى.. تزايد حالات الانتحار بعد خسارة المحاصيل بسبب الجفاف.. كريشنان تناول مبيدا حشريا بعد فشله فى رد القروض.. ومزارعون يشنقون أنفسهم داخل الحقول

السبت، 18 أغسطس 2018 09:53 ص
الحر جنن الهنود.. فلاحو الهند ينهون حياتهم بسبب التغير المناخى.. تزايد حالات الانتحار بعد خسارة المحاصيل بسبب الجفاف.. كريشنان تناول مبيدا حشريا بعد فشله فى رد القروض.. ومزارعون يشنقون أنفسهم داخل الحقول محاصيل زراعية
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بدأت ظواهر التغير المناخى تلقى بظلالها على حياة البشر من ارتفاع كبير فى درجة الحرارة وذوبان جليدى وجفاف شديد، لكن تداعياتها كانت أكبر من أن يتحمله البعض فدفعهم إلى إنهاء حياتهم.

فى الهند تزداد حالات الانتحار بشكل مطرد فى ظل الجفاف الشديد الذى تعانى منه مناطق كثيرة فى البلاد، لاسيما بين المزارعين الذين تضررت محاصيلهم الزراعية بشكل متواصل.

مجلة نيوزويك الأمريكية سلطت الضوء على هذه الظاهرة فى تقرير بعددها الأسبوعى الأخير، تحدثت فى البداية عن رادها كريشنان، الذى أنهى حياته فى فبراير عام 2017 بعد أن تضرر المحصول للعام الثالث على التوالى ودون أى فرصة لرد قروضه، فجلس فى الشارع وتنازل زجاجة من المبيد الحشرى تاركا ورائه زوجة وأربعة أبناء.

وتقول الصحيفة إن نحو 59.300 مزارع فى الهند انتحروا بظروف مماثلة منذ عام 1980، ويشير المصور الإيطالى فريديركو بوريلا إلى أنه يعتقد أن الرقم أكبر بكثير، ويوضح أن هناك عارا كبيرا يرتبط بالانتحار فى الهند، ويشك فى أن الكثيرين لم يبلغوا عن حالات الانتحار.

وكان بوريلا قد تلقى دعوة من قبل رابطة مزارعى الجنوب فى الهند التى نظمت احتجاجا فى نيودلهى، وتم تقديمه لأربع عائلات فى منطقة تيروشيرابالى، كل منهم فقد رب الأسرة، فقد انتحر رجلان شنقا فى حقليهما بينما تناول الثالث السم مثل كريشنان.

وتذهب الصحيفة إلى القول إن هناك قصص مشابهة كثيرا فى الهند، فدائرة الجفاف والديون والانتحار تنتشر مثل الطاعون، وتلفت نيوزويك إلى أن الزراعة تظل مصدرا مهما للدخل، وتمثل 14% من إجمالى الناتج القومى للهند، وتعد ولاية تاميل نادو، حيث وقعت الكثير من حالات الانتحار، منتجا رئيىسيا للموز والمانجو والأرز والقهوة والكركم وقصب السكر ومحاصيل أخرى، وتعمد على الرياح والأمطار الموسمية التى تقوم بشحن موار المياه المحلية.

لكن بدءا من عام 2014 توقفت الأمطار، وتواجه الولاية الآن واحدة من أسوأ حالات الجفاف منذ 140 عاما، وقد وعدت الحكومة بتقديم المساعدات لكن لم يأت منها سوى القليل، وفى حالات كثيرة يضطر المزارعون لبيع منتجاتهم للشركات مقابل أسعار زهيدة، وعندما يخسر المزارعون محاصيلهم لا يحصلون سوى على تعويضات بسيطة.

ويواجه نصف الهند الآن ضغوطا كبيرة تتعلق بالمياه، وفقا لمعهد الموارد العالمى، فالمستويات فى نهر الجانج الذى يدعم 1.3 مليار نسمة فى الهند، وهو أكبر نهر فى البلاد، تتراجع بشكل كبير، البعض يقول إنها تقدر بالربع، وفى ظل غياب الأمطار الموسمية، فإن هذا يعنى أن خزانات المياه فى البلاد فى أدنى مستوى لها منذ عقد، ولا يوجد أى مكان فى العالم تتراجع فيه المياه الجوفية أكثر من شمال الهند، وأغلب الموجود منها يحتوى على مستويات سامة من الزرنيخ والفلورايد.

وتشير التقديرات إلى أن 15 مليون مزارع هندى تخلوا بالفعل عن أراضيهم، وسيزداد العدد مع ارتفاع درجات الحرارة، وتحذر نيوزويك من الفوضى وزعزعة الاستقرار التى ستحدق لو انهارت الزراعة واختفت مياه الشرب من الهند فى ظل التنبؤات التى تشير إلى مزيد من الارتفاع فى درجات الحرارة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة